مرضى السكر في رمضان.. المقالي عدوة.. الألبان صديقة 14 ساعة صيام تستوجب مراجعة الطبيب
القطيف: ليلى العوامي
ما إن يحل شهر رمضان في كل عام، حتى يشعر مرضى السكر بالقلق، خوفاً من إصابتهم بهبوط أو إغماء مفاجئ نتيجة الصيام. وينصح الأطباء مريض السكري بالتواصل مع طبيبه قبل بدء الصيام، والحصول على التوصيات والنصائح المناسبة لبدء صيام دون مفاجآت غير سارة.
وفي هذا العام، تمتد فترة الصيام لنحو 14 ساعة، وهي فترة طويلة، تستوجب زيارة الطبيب الخاص، وإشراكه في متابعة الصيام.
وإذا كنتُ مصابًا بمرض السكر من النوع الأول، فهل الصيام خطر؟ تجيب الدكتورة زهراء عبدالكريم آل غريب استشاري الباطنية العامة وأمراض السكر والغدد للبالغين، في مستشفى القطيف المركزي، قائلة “يعتمد الأمر على عدة عوامل، منها تاريخ مرض السكر، جرعات الانسولين، حالات انخفاض السكر، عددها وشدتها، ووجود مضاعفات أخرى، مثل الحموضة الكيتونيه ونمط الحياه المتبع، وطبيعة العمل، ووجود حمل من عدمه لدى السيدات.
وعن المخاطر التي يُعاني منها المريض بالسكر من النوع الثاني عند صيامه، تقول الدكتورة زهراء “تعتمد المخاطر على نوع العلاج، عمر المريض، المشكلات الصحية المصاحبة المتعلقة بوظائف الكلى والقلب والشرايين، شدتها واستقرارها.
المواد الدسمة
وعن النظام الغذائي لمرضى السكر في شهر رمضان، تنصح آل غريب المريض بتناول كل العناصر الغذائية بتوازن، والتقليل قدر المستطاع من الحلويات والمواد الدسمة مثل المقليات، كما تنصح بشرب كميات كافية من الماء أثناء ساعات المساء.
وتوصي آل غريب المريض بممارسة الرياضة قائلة “تفضل ممارسة الرياضة بعد الافطار، وتفادي التعرض الى الجفاف أو الاجهاد أثناء ساعات النهار”، مشيرة إلى أن “الحركات التي يمارسها الإنسان أثناء العبادة، مثل الصلاة مساءً، من الرياضات التي يُنصح بها لمريض السكر”.
كميات قليلة
وعن ترتيب الوجبات بالنسبة لمريض السكر من الافطار وحتى السحور، تنصح آل غريب بزيارة اختصاصي التغذية، لمعرفة أنواع الطعام المختلفة ومكوناتها من النشويات والدهون”. وتضيف “بشكل عام، يفضل الافطار على كميات قليلة من التمر والماء، ثم الشوربة والسلطة الخضراء، وينبغي أن تحتوي الوجبة الرئيسة على كميات محسوبة بدقة من النشويات وبقية العناصر الغذائية الضرورية”.
وتضيف “يفضل تقسيم الوجبات الكبيرة، وتوزيعها على وجبات متباعدة الفترات، لتفادي ارتفاع السكر بعد الوجبات الرئيسة”.
وجبة السحور
أما عن السحور، فيكتفي المريض ـ بحسب آل غريب ـ بوجبة مشابهة لوجبة الفطور في غير أيام الصيام، تحتوي على مشتقات الألبان؛ مثل الزبادي والحليب والخبز المصنوع من القمح الكامل الغني بالألياف، وذلك لتقليل امتصاص السكر وضمان الشعور بالشبع لفترة طويلة.
وحتى يجعل مريض السكر فطوره متناسقاً من حيث اختيار الكربوهيدرات والسكريات والنشويات، وغيرها من المكونات الغذائية، على المريض تناول حبات من التمر وقليل من الماء، وبعد أداء صلاة المغرب، ويُنصح باحتساء الشوربة، وتناول السلطة، وبعدها الطبق الرئيس الذي يحتوي على شيء من اللحوم، السمبوسة، الكبه، الهريس، وغيرها على أن تكون مشوية، وبكميات محددة تستوفي الحاجة من العناصر الغذائية الرئيسة.
سلامة المريض
وتقول آل غريب “إذا شعر مريض السكر الذي يتعاطى أدوية مثل الانسولين بأعراض انخفاض، مثل الرجفة أو الدوخة، عليه بالافطار مباشرة، وقياس السكر ومراجعة الطبيب المختص لمعرفة الأسباب، ومعالجتها لمنع حدوث ذلك ومعاينة سلامة الصيام على المريض”.
ووجهت آل غريب رسالة لمريض السكر في شهر رمضان قائلة “غالبية مرضى السكر لهم القدرة على الصيام، لجعل فريضة الصيام آمنة على المريض، ولابد من التخطيط لزيارة الطبيب المختص قبل 8 ـ 10 أسابيع من الصيام، وذلك لمعاينة وضع المريض الصحي، ومراجعة العلاجات، وإجراء التغيرات اللازمة فيها، بناءً على آخر الفحوصات الطبية والتحاليل المنزلية، كما انه من المهم، اعطاء المريض التثقيف الصحي الخاص بما يجب عمله أثناء شهر رمضان، مثل أهمية عمل الفحوصات المنزلية، ومتى يجب أن يفطر المريض والنصائح الغذائية وأخيراً الوقت المناسب للرياضة.