لماذا تقف المرأة ضدّ المرأة..؟
هالة الشماسي
تقول هاريت توبمان:
لقد حررت ألف عبد وكان بإمكاني تحرير ألف عبد آخرين لو أنهم عرفوا فقط أنهم عبيد.
تختصر المناضلة العظيمة هاريت توبمان في هذه المقولة معضلة ضحايا متلازمة ستوكهولم في كل زمان ومكان.
متلازمة ستوكهولم هي متلازمة تصيب ضحايا الاعتداء والتحقير وسلب الحقوق حيث يواجهون تلك المشاعر السلبية بأسلوب دفاعي نفسي (defense mechanism) وهو التعاطف مع المعتدي والتضامن معه.
فالضحية حين تؤمن بنفس أفكار وقيم المعتدِي فإن أفكاره وتصرفاته معها لن تعتبر تهديدًا أو تخويفا بالنسبة لها.
والمرأة بالذات هي ضحية لتلك المتلازمة منذ أقدم العصور، حيث كانت النساء في المجتمعات البدائية تتعرض للخطف أو الأسر خلال هجوم القبائل الأخرى على قبيلتها، فخطف النساء واغتصابهن وقتل أطفالهن الصغار كان أمراً شائعاً وكانت المرأة التي تقاوم في تلك المواقف تعرض حياتها للخطر.
وخلال فترات طويلة من التاريخ كان خوض الحروب وأخذ السبايا أمراً طبيعياً وقد كانت السبية أو الأسيرة تتعايش وتندمج ضمن القبيلة التي أسرتها وتخلص لها.
وهذا النمط من الحياة ما زال معروفاً لدى بعض القبائل البدائية، وكذلك لدى بعض الثدييات المتطورة.
والمشكلة مع هؤلاء الضحايا ليس فقط التضامن مع المعتدي والتعاطف معه بل أيضا المشاعر السلبية للضحية اتجاه من يحاول إنقاذهم أو الوقوف بجانبهم.
وتلك المشاعر السلبية كنا نراها في محاربة النساء بأنفسهن لأي من يحاول تحريرهن.
حيث حاربت النساء في الماضي القريب من دعا الى تعليمهن ودخولهن للمدارس والجامعات وطالب بحقهن في العمل وكسب قوت العيش مثلهن مثل نظرائهن من الرجال.
وعلى الرغم من أن التعليم من أبسط الحقوق الشرعية للإنسان إلا ان الكثير من النساء حينها حاربن تلك المطالب والدعوات بتحريرهن واضطهدن من استجاب لتلك الدعوات من غيرهن من النساء واتهمهن بالعهر والفسق واتهموا رجال عائلاتهن بالدياثة.
وكما قالت هدى شعراوي في مذكراتها:
“وكم سمعنا في ذلك الوقت السيدات أنفسهن يستنكرن تصريحات قاسم أمين ومبادءه رغم إنها كانت في صالحهن؛ لأنها كانت تظهرهن في الثوب الحقيقي من عدم الكفاءة، وكان ذلك يجرح كبرياءهن، فكن بذلك يذكرنني بالجواري عندما تعطي لهن ورقة العتق من الرق، إذ كن يبكين على حياة العبودية والأسر”.
وعلى الرغم من كل ما واجه الكاتب المصري قاسم أمين في دعواه لتعليم المرأة من معارضة حينها سواء كان ذلك من ذكور المجتمع او اناثه المستعبدات وحتى المؤسسات الدينية الا ان في النهاية مصر والوطن العربي من بعدها أُنعموا بمدارس وجامعات للنساء بعد دعوات قاسم امين ومن سانده مثل الشيخ محمد عبده ولطفي السيد والأميرة نازلي فاضل.
وأصبح العلم بعدها تاجاً للمرأة العربية تتسابق في وضعه على رأسها بعد أن كانت تتزين بالجهل وتتشرف به.
وعلى الرغم مما تسببته متلازمة ستوكهولم من سلبية للكثير من النساء ووقوفهن ضد أنفسهن وضد منفعتهن؛ فإن لله ـ سبحانه ـ لطفه وحكمته، فهناك ناجيات من تلك المتلازمة البغيضة، ممن لا يُطور اللاوعي لديهن دفاعية إنكار الأذى والتماهي مع حجج المعتدي والدفاع عنه.
هناك من عقلهن الواعي لا ينقاد ولا يستسلم لأساليب اللاوعي الدفاعية ويبقى يقظاً، ولا تنطلي عليه حجج المعتدي وخدعه.
ولهذا فقد كان هناك العديد من المناضلات النسويات على مدى التاريخ انطلاقاً من إليزابيث كادي ستانتون في القرن التاسع عشر، ثم إيميلين بانكهرست الناشطة الأكثر شهرة في إنجلترا في عشرينيات القرن العشرين، وإيفا كولستاد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلى سيمون دي بوفوار الأكثر شهرة في ستينيات القرن العشرين والكثيرات غيرهن.
لم تنطلِ على هؤلاء النساء الحجج التي يستخدمها الذكوريون في تحقير وتضعيف قدرات المرأة واستحقار قدرها والهيمنة على حقوقها.
مثل حجة دورة المرأة الشهرية وهرموناتها وأثرها في قدرات المرأة، وهي الحجة الضعيفة علمياً والبالية منطقياً، ومازال بعض ضعيفي الحجة وبليدي الفكر يستخدمونها على الرغم من أن العلم أثبت أن الرجل له نصيب من الدورة الشهرية، فترتفع هرموناته وتنزل خلال فترات متقطعة من الشهر، مسببة كل الأعراض المزاجية التي تصيب المرأة قبل الحيض.
التعذر بطبيعة جسد المرأة في حرمانها من حقوقها تعتبر من الخدع الناعمة التي تستخدم عادةً على أي ضحية من أي نوع من أنواع الاعتداء، وذلك لتألف الضحية وضعها المرير ويستطيع اللاوعي عندها أن يخلق التبرير ويمنع حالة الفزع والمرارة الشديدة، حتى لو أدرك الوعي الواقع.
والضحية هنا لا تصدق الحجة لقوة الحجة أو لقدرة الحجة على تحدي ذكائها، بل لرغبة الضحية نفسها في تصديقها وخوفها من الاصطدام بالحقيقة بالمؤلمة.
ولهذا فالضحايا من النساء يكرهن النساء اللواتي تحررن من الكذبة أو الخدعة واستطعن أن يواجهن واقعهن، لأن ذلك يذكر الضحايا بأنهن أيضاً يحتجن إلى أن يواجهوا ذلك الخوف بعد أن كانوا قد تأقلموا مع أمان نفسي كاذب لفترة طويلة من الزمن.
فالخوف من المواجهة والتغيير صفة أصيلة لدى البشر، وقد تكون هي السبب في تأخير عجلة التحضر والتقدم عند البشر.
ولكن في النهاية وعلى مدى التاريخ؛ ينتصر العقل الواعي لدى الإنسان دائماً على اللاوعي عنده، وأساليب اللاوعي أثرها التخديري في الإنسان مؤقت واليقظة لديه دائماً ما تتغلب.
وقد تكون الحرب بين الغفلة واليقظة طويلة ومُرهقة وقد تستنزف في طريقها ضحايا وأنفُساً، لكن الغلبة لليقظة نتيجة معلومة بالضرورة لا يستطيع ان ينكرها لا المخادعون ولا حتى مغفليهم.
الكاتبة كلامها قديم ومأكول خيره، تحسها توها تقرا عن هالحاجات وفرحانة بها مع إنها قتلت بحثاً، لو ينقطع عن النساء الأولويز وحبوب منع الحمل تعرفي ويش معنى طبيعة و خصوصية جسد المرأة وإنه يختلف عن جسد الرجل