نجاح موسم الحج يسيطر على حفل معايدة محافظة القطيف الصفيّان يشيد بـ "الجهود الجبّارة" والأهالي يتبادلون ويرفعون التهاني
القطيف: صُبرة
تصوير: حسين الهاشم
تحوّل نجاح موسم الحجّ إلى مادة رئيسة في حفل المعايدة الذي أقامته محافظة القطيف، صباح اليوم، بحضور المسؤولين وعدد من الشخصيات الاجتماعية. ونوّه المتحدثون، في الحفل، بالشرف الذي حظيت به المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين والحجاج منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز. وأشادوا بالجهود الجبّارة التي تبذلها الدولة في هذا الصدد عاماً بعد عام.
نجاح كبير
وبعد تبادل التهاني بين المحافظ والمسؤولين والأهالي؛ تسلّم المحافظ خالد الصفيان زمام الحديث، مستحضراً النجاح الكبير الذي تحقّق في موسم الحج، برعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وما شهده الحجيج بأنفسهم من أداء عالٍ لأجهزة الدولة المختلفة. وقال “بذلت الدولة جهوداً عظيمة وجبّارة شهد بها القريب والبعيد”. وأضاف “خدمة الحجيج شرف للمملكة منذ عهد المؤسس”. وخاطب الحضور قائلاً “باسمي وباسمكم في محافظة القطيف نرفع أسمى آيات التهاني لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو وليّ عهده بنجاح هذا الموسم”. داعياً الله “أن يعيد مثل هذه المناسبة السعيدة على الجميع في خير وعافية وأمن وأمان”.
تطور مستمر
وبدوره أشاد رجل الأعمال محمد علي الخليفة بـ “ما أثبتته المملكة من نجاح في تذليل كافة الصعوبات والتطوير الدائم والمستمر من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام والحفاظ على سلامتهم”. كما نوه الخليفة بدور “الأجهزة الأمنية في المحافظة في أيام العيد وسائر الأيام وحماية المساجد والمصلين”. واسترسل في الإشادة وصولاً إلى “جنود الوطن في الحدود الجنوبية”.
انسيابية تامة
الشيخ منصور السلمان أمّن على الإشادة وهنّا القيادة الحكيمة بـ “ما ظهر في هذا العام من الانسيابية التامة لحجاج بيت الله الحرام”، إذ “لم نجد أي عائق من العوائق يُذكر، حتى ممن حاول التربص بالمملكة”. وقال “كل هذه التربصات خابت بوجود العاملين المخلصين لرعاية الحجاج وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الذي وقف في منى مشرفاً على حجاج بيت الله الحرام”.
وأشار السلمان إلى المواقف التي عبر عنها رجال الأمن في خدمة الحجيج. وقال “نعرفهم بالبسالة والبطولة والتفاني”. مشيداً بـ “ما رآه الحجاج أنفسهم من أخلاق رجال الأمن، مستشهداً برجل الأمن الذي خلع حذاءه تحت الشمس ومنحه لحاجة عجوز”. وعلق السلمان “هذه رسالة كبيرة”.
وقال السلمان “نحن مقبلون على موسم محرم”، ونحن بأمس الحاجة إلى أن ينجح موسم محرم كما نجح موسم، بالتعاون مع رجال الأمن والوقوف إلى جانبهم وإلى جانب المحافظ الذين يسهرون على إنجاح عاشوراء كما هو حال المواسم السابقة”. وأضاف “نحن نشكر الجهات الأمنية في كل عام، ودور المحافظ، ورعاية أمير المنطقة”.
وتناول السلمان موضوع دائرة الأوقاف والمواريث، مشيداً بدور سمو أمير المنطقة الذي آلى على نفسه أن يُظهر الدائرة بالمظهر اللائق، وما خلصت إليه الأمور من تعيين الشيخ عبدالعظيم المشيخص رئيساً للدائرة، ودعا للقاضي الجديد بالتوفيق.
دور الشعر
بعدها ألقى جمال الحمود قصيدة شعر، جاء فيها:
إقْـرأ تــراتــيْـــل حُـــبٍ واتْــلُهــا ورعـــاً
فـالـحُـب آياتً صِدقًٍ حــرْفـُـها الطُـهــرُ
واسْبَـع وضُوءً وخُذ من ها هُـنا حــرَمـاً
فـالفرضُ فــيحضرةِ الأخْـيارِ معتبــــرُ
والحُـب فَرضٌ تعاهـدنـاه مـن قِـــــــدَمٍ
قــد جــاء بالذكرِ ما أنْبَتٰ بــهِ السُـورُ
الــكُـــــلُّ للــكُّـــــلِّ فــي ودٍ ومـرحٓمـــةٍ
كُـــلٌ تسـاوى بـذا البـــدْوُ والحضـــرُ
سِــرنا على نهْـجِ آبــاءٍ ومــنْ سبَقـــوا
ســرنـا على نهْـجِ حكّامٍ بــهِ اشْتَهروا
قـد أعْلنـوا شِرٰعةَ الإسْـلامِ منْهَجَهُــم
بالعَـدٰلِ والحُب أيْضاً حكْمُهُم مهــروا
فيْ خِـدْمَـةِ الـدِّيْـنِ ما كلَّتٰ عزيمتُهم
كـم بيْــت للَّهً قـــد شـادوا وكم عمروا
للعِـلمِ كـم شيَّدوا دُوْراً وأبْـــنِــيَــــــة
تـبٰنِي عُـقولاً وفِـي الأرْجـاءِ تنْتَشِـــر
قـد عمروا البِيْـدَ والأطْرافُ قـد جُمِعَـتْ
فِــي كـلِّ شِبْــرٍ لهُم من فعْلِهِــم أثَـــر
سنّـوا لنا أجْمـلَ العادات نشْهَــدهـــا
والفَضٰلُ من أهْـلِـهِ الأبــرارِ منتـظَــــر
ما كانَ مـنْ شأنِهِـم إلاّ الجَمِيْـل ومِن
حُسْـنٍ بأرْواحِنا أسمـاءهم حفـــــروا
بالـحــبِّ أبْوابُهُــم دوْمـــاً مشــرَّعـــة
للناسِ طُـراً ومحْتاجيـن إنْ حــضَروا
والنـاسُ فِي ظـلِّهِـم يحْـيَـوْنَ في دعَـةٍ
لا يــُكَــدِّر أمْنَـهـم خــوفٌ ولا خـطـــَـر
فِي وحْدةٍ أخْـوةّ يَحْيَــونَ قـــدْ هنِــؤوا
في صفٰـوِ عَـيشٍ هنىً ما شابه الـكدر
هــذِيْ وجـوْهٌ مـنَ الأعْيانِ قـدْ وفـدَـتْ
تهْــدي تحِـياتِها شُـكْراً لمَـنٰ سهِـــروا
حِـوصاً علـى أمْـنِنا نغْـفوا بلا قـلَـقًٍ
أبْـطالُ فـي عـزٰمِهِم لم يثْنِهِـم خطـــر
أزْكـى تحِياتِنا نُـهــــدِي محـافظَنــا
فهْـو الَّـذي باتَ فِيْنـا العَيْـنُ والبَصَرُ
تـلٰقـاهُ فـينا أخـــاً تلٰقـاهُ مبْتَسِمـــــاً
شهٰـمٌ نـبِـيْــلٌ ، جمِـيْلٌ ذِكْـرُهُ العَطِـرُ
فـي كـلِّ عـامٍ لنــا لُقٰيـا بحَـضْرَتِــــهِ
إذْ من كـثِيْـرِ اللّـقــا أفْـواحُنا كُـثُــرُ
نأتِـيٰهِ فِـي مجْلِـسٍ بالحُـبِّ يجْمعُـنا
فـي فـرحَةٍ مشْهَــدٌ يشْتــاقُهُ النَـطرُ
فالـحمدُ للهِ مـــن بِــدءٍ ونشْكُــــــرُهُ
فالشُكٰرُ للهِ تـكريٰمٌ لِمَـنٰ شكَــــــــروا