[2 ـ 6] ثلاثية الذات والشعر والوطن.. الخميس قراءة في ديوان الحقيقة أمي والمجاز أبي، للشاعر ياسر آل غريب

محمد منصور

المستوى الأول: الكلمة المفردة:

بالرجوع لعلماء البلاغة الأوائل نجد أنهم وضعوا معياراً لفصاحة الكلمة، فقالوا:

“فصاحة الكلمة سلامتها من أربعة عيوب:

1_ تنافر الحروف.

2_ غرابة الاستعمال.

3_ مخالفة القياس.

4_ الكراهة في السمع.”(1)

ونحن حين نقوم بإجراء قراءة مسحية للديوان نجد أن كل كلمة مفردة فيه خلت من هذه العيوب الأربعة.

“والكلمات _عند أرسطو_ رموز للمعاني، ووسيلة للمحاكاة. وهي المادة التي تصاغ منها الاستعارات، فهي متفاوتة فيما بينها ما بين جميلة وقبيحة. “وجمال الكلمات وقبحها ينشأ عن جرسها أو معناها”. وليست الكلمات سواء في دلالتها على المعنى. “فمن الكلمات ما هي أصدق في وصف الشيء من كلمات أخرى، وألصق بالمعنى. أو أكثر تمثيلا له أمام العيون. هذا إلى أن الكلمتين المختلفتين. تمثلان الشيء منها. إذ أن كلا من الكلمتين تؤدي معنى لجمال أو معنى لقبح، ولكنها لا تؤدي مجرد معنى الجمال أو القبح، وحتى لو اقتصرت على مجرد هذا المعنى فإن الكلمتين لا تؤديانه أبدا بدرجة واحدة.. فكلمات المجاز يجب أن تكون جميلة في الأذن، وفي الفهم، وفي العين، وفي كل حاسة من الحواس الأخرى.”(2)

خلافا لأرسطو يقول عبدالقاهر الجرجاني:

“إن الألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة، ولا من حيث هي كلم مفردة، وإن الألفاظ تثبت لها الفضيلة وخلافها في ملاءمة معنى اللفظة لمعنى التي تليها، وما أشبه ذلك مما لا تعلق له بصريح اللفظ…”.(3)

…………………

(1) جواهر البلاغة، السيد أحمد الهاشمي، ضبط وتدقيق وتوثيق د. يوسف الصميلي، المكتبة العصرية صيدا _ بيروت، 2008، ص 20.

(2) النقد الأدبي الحديث، د. محمد غنيمي هلال، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، ط 8، 2009، ص 238.

(3) تكوين البلاغة قراءة جديدة ومنهج مقترح، علي عبدالله الفرج، أطياف للنشر والتوزيع، القطيف، ط 1، 2015، ص 203.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×