لا تشتكِ جارك إلا إذا عضّك كلبه…! الحرية الشخصية مقرونة بحسن الجوار
القطيف: شذى المرزوق
لا تتعجب إن باءت كل محاولاتك في رفع شكوى إزعاج ومضايقة ضد كلب الجيران بالفشل، مالم يعضك أو تتعرض منه للإيذاء الجسدي..!
هذا ما انتهت إليه شكوى مواطنة فشلت في إيجاد حل لإزعاج كلب الجيران، وانتهت شكواها للبلدية ولمركز الشرطة بلا جدوى، إذ لا يوجد قانون يُجرم اقتناء كلب منزلي حصل على جميع التطعيمات والإجراءات الصحية له.
وحول هذه الإشكالية، يرى أحد المحامين ـ الذين استشارتهم “صبرة” ـ أن ما يسببه الكلب من إزعاج سواء بالنباح أو الملاحقة، هو قضية مدنية لا يتم البت فيها بشكل عاجل، ما لم تتحول إلى قضية جنائية أي بعد أن يعتدي عليهم بالعض أو التهجم، عدا ذلك فإن إجراءات التقاضي ستأخذ مساراً طويل الأمد.
ازعاج السلطات
المواطنة فاطمة محمد كانت تبحث عن “إجراء قانوني” يضع حداً لإزعاج كلب الجيران الأسود، الذي جعلها ـ وأطفالها ـ لا يهنأون بالراحة في منزلهم، وتكرار التهيُّب والتخوّف حين يخرجون من منزلهم أو يعودون إليه.
تقول فاطمة :لجأت إلى والدي الذي طلب من الجار تقييد كلبه والسيطرة على حركته، وإيجاد حل لإزعاجه، ولكن الأخير رفض ولم يبالِ، ما جعلني أتوجه شاكية عند بلدية محافظة القطيف، إلا أنها توقفت بعد تواصلها مع الجار الذي رد بأنه كلب حراسة منزلي، وليس ضالاً أو مفترساً، إضافة إلى أنه خاضع لكافة التطعيمات والتحصينات الصحية”.
فاطمة قالت إنها رفعت بلاغات لمركز الشرطة الذي بدوره استدعى الجار، لكنّ المشكلة لم تنتهِ. وقالت فاطمة “مع تكرار البلاغات كان رد الشرطة تعقيباً على الشكاوى المتكررة “هذا ازعاج للسلطات”!
طول دعوى
حول قصة المواطنة وشكواها، استعانت “صبرة” برأي العاملين في المحاماة، خاصة أن مثل هذه القضايا تأخذ إجراءات طويلة، وإن كانت تخضع في المقام الأول لما وصفه المحامي سعيد الغريافي “حسن الجوار”.
المحامي الغريافي، ركز على هذه العبارة في تصريحه، موضحاً أن “التشريعات في المملكة وضعت حدوداً للتسبب في الإزعاج أو الأذى؛ مثل رفع صوت الموسيقى، واستخدام مكبرات الصوت، ونباح الكلاب، أو أصوات الديكة، وكل ذلك في إطار الحرص على حسن الجوار، فلا يجوز الإضرار بالجيران بأي طريقة كانت”.
وأشار الغريافي، إلى “عدم وجود تنظيم فعلي ينص على هذه القاعدة بحيث، يكون هنالك إجراء لحظي وعاجل لإيقاف الضرر، إلى حين البتّ فيه نظامياً لدى الجهات المسؤولة، أو المحكمة في حال رفع شكوى، وهو أمرٌ قد يطول.. لأن الدعاوى بشكل عام تأخذ مسارها الطبيعي”.
التوجيه الشرعي
ونبّه المحامي الغريافي، إلى ما ورد عن النبي (صل الله عليه وآله وسلم) الذي أوصى بالجار ووجه باحترام جميع حقوقه وعدم الإضرار به جسدياً أو معنوياً، مشيراً إلى أن إساءة معاملة الجيران وإزعاجهم يدخل في باب الضرر.
وعلى ذلك فإن اقتناء الحيوانات الأليفة وتربيتها في المنازل كالكلاب وغيرها وما ينتج عنها من إزعاج ومضايقة للآخرين، يخالف التوصية النبوية، فضلاً عن وجود محاذير شرعية أخرى.