الزوج سافر.. “برطمها شبرين”..!
نادر الخاطر
بعض الأوقات يحتاج رب الأسرة إلى الخروج من أجواء العائلة فيكون الحل المناسب السفر مع الأصدقاء. مع الأسف هذا التوجه من الزوج بعض الأحيان أو ربما غالباً يصنع ما حادث تصادم مع الزوجة من رفض أم العيال السفر للزوج، وهو ما يجعل النقاش عسكرياً وربما تصل إلى خصومة، ويكون “برطمها شبرين” لمدة أيام أو يصل “البرطم” لمدة شهر، ثم ترقص الكلمات على فم الزوجة: الفراق، اللوعة، عدم التوفيق، المصيبة… إلخ، فالزوجة عندها فوبيا. والاتهام من صراع وسوسة الشيطان في حال سفر الزوج وحده أو مع الأصدقاء.
المقال يناقش هذه الممارسة السيئة ويحاول يرفع الوعي للمجتمع ويحترم مشاعر الطرفين ليرفعها من تحت السطح إلى أعلى السطح، ليس لدينا شك بأن الزواج جسر مقدس بين الرجل والمرأة يجمعهم تحت سقف واحد، فكلاهما يقطعان مشوار الحياة في الإمساك يد بيد لنجاح المصفوفة الأسرية ما يكون نتائج هذا الجسر إشعال مدفئة الحب إلى الأولاد. الإسلام شجع على السفر، إذ أن له فوائد كثيرة في مقولة الشعر الشهير المنسوب إلى الإمام علي (ع) وفي موضع آخر بأنه منسوب إلى الإمام الشافعي: للسفر سبع فوائد….فلسنا في بحث قول الشعر إلى من منسوب، فكلما تعددت أسفار الإنسان توسع تفكيره وأصبح أكثر رؤية وابتكار بعين فاحصة.
لا ننكر بأن للسفر سلبيات كما له إيجابيات مثل دواء المضاد الحيوي؛ فالمريض يتناول الدواء مع الرغم أن له آثاراً سلبية في الجسم، لكن الإيجابيات تفوق السلبيات… كذلك السفر إيجابيته تفوق السلبيات، بعض الأحيان التواجد في البيت يوسع التصدعات والشقاق فيكون السفر خرسانة أسمنتية من ترميم التصدعات في منظومة الأسرة، لربما السفر يكون جرعة في علاج الزوج، بعض الأزواج يتسلل له شعور بأن شخصه مهمش بين أسرته، فيتعمد السفر حتى يعرفون قيمته.
القارىء الكريم لا تفهم كاتب المقال غلط، حيث الكاتب لا يتصافح مع الزوج الذي يترك البيت تحت المسؤوليات المتفاقمة ويلقيها على الزوجة وحدها، إذ ينبغي تأمين احتياجات الأسرة قبل السفر، وأن يكون على تواصل دائم مع الاسرة.