الحسين غني عن شهادة غاندي
محمد حسين آل هويدي
بسم الله الرحمن الرحيم: … «76» إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ «77» … صدق الله العلي العظيم – آل عمران.
أرسل لي أحدهم ڤيديو للسيد فرقد القزويني يذكر فيه بأن غاندي استشهد بالحسين في حركته ضد الاستعمار البريطاني. فقلت للمرسل بأن غاندي لم يقل مثل هذا الكلام. ثم ليؤكد، أرسل إلي رابطا آخرا (https://marefatmagazine.wordpress.com/2017/10/17/imam-husain-as-an-inspiration-for-gandhi/)، الكتابة فيه تكذب على الناس وتدلس في حق غاندي. طبعا، غاندي ميت، ولن يعود للحياة ليفند هذه الادعاءات الكاذبة. ولكن الحمد لله غاندي ترك وراءه إرثا عريضا يمكن للباحث أن يعود إليه. هذا الرابط يدعي بأن غاندي ذكر الحسين في أماكن معينة، وعندما راجعتها، لم تكن ادعاءات الرابط صحيحة. وفي الواقع، في المقال روابط تشير للمصدر، ولكنها روابط خادعة تظهر فيه أيقونة تسخر [ضمنيا] ممن يضغط عليها. وكوننا نريد أن نصدق، فإننا لا نتحقق، ونستشهد بالأمر، وبعدها نبدو أغبياء أمام من يبحث، فنكذبه ونلعنه ونسبه ونخرجه من الدين كونه نقل لنا الحقيقة كما هي. أنا زرت مجلدات غاندي بنفسي وذهبت للصفحات لأتحقق، واتضح أن القول مزور وعار عن الصحة. فتنبهوا يا مؤمنين، جزاكم الله خير الجزاء.
أولاً، أنا لا أُحَمِّل السيد فرقد وزر هذا الشيء لأنه مجرد ناقل، ولكن وجب عليه التحقق قبل التصريح بهذا الكلام. ومن المعروف جيدا أن خريجي الحوزات الدينية لا يعرفون كيف يتحققون، لأنهم واقعا غير مؤهلين للبحث [وأنا مسؤول عن كلامي]، ويعتمدون كثيرا على ثقات، وكل ثقة فيهم يعتمد على ثقة آخر دون أن يتحقق، حتى يصبح كلام هذا الثقة جزءا مقدسا من الدين، يَكْفُرُ من يبين للناس بأنه غير صحيح. المشكلة، أن الناس تريد هذا الشيء، لأنها أدمنت المخدرات التي يتلقونها تحت المنابر، وبدون هذه المخدرات يشعرون بألم الواقع.
ثانياً، الحسين ليس بحاجة للمبالغة والتدليس والكذب في حقه لأن الحسين ذاته قال: “فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق، والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت، أنّ الله يمقت عليه أهله، ويضرّ به من اختلقه”. أيها الحسينيون، هل تستوعبون قول الحسين؟ إنه يقول إن الكذب يضر بمن اختلقه. فالحسين لا يريد من هؤلاء تزييف الحقائق باسمه، وهو شخص لا يتعمد الكذب. فكيف نكذب لأجل شخص لا يكذب؟!
الحسين شخص عظيم بذاته، حتى لو استبعدنا قرابته من رسول الله (ص). الإصرار على التلفيق يوحي للناس بأن الحسين مفلس، وعليه لابد من حشو الفراغ ليعترف الناس بأحقية الحسين وترجيحه على غيره. لا يوجد شخص في هذ الحياة، مثل الحسين، وقف في وجه جيش عرمرم لوحده بشجاعة ورباطة جأش، رافضا للمذلة: “ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة [أن يكرهوه على شيء مذل] اللئام على مصارع الكرام “.
ألا يعلم معتلو المنابر بأن المكتبة الكونية على هذه الأرض متاحة لأي إنسان بضغطة زر؟! ألا يعلم هؤلاء بأن سواهم يستطيع أن يبحث، وبلغات مختلفة؟! أين يعيش هؤلاء، وإلى أين يأخذوننا؟! وبعدما ينفر الشباب من دينهم، بسبب التدليس، يتهمون الغرب، أو يرمون السبب على جهات أخرى، وكأنهم لا يعلمون أنهم السبب الأول في عزوف الشباب عن دين يعتمد على الكذب والتدليس، عيني عينك.
رجاء، اتقوا الله فينا. وعلى كل معتل لمنبر أن يراجع معلوماته قبل أن يذكرها على المنبر. وإن لم يستطع فعل ذلك، فليستعن بصديق.
أشكر بداية الصديق الهويدي على رغبته الصادقة في كشف المأثورات المزيفة عن الراحل غادي، لكني وجدته يقع في ذات المأزق الذي وقع فيه الناقلون، وهو الاستعجال في النقل والاستعجال في الحكم، فحتى يحملنا على الاطمئنان لقوله، أخبرنا بأنه زار مجلدت غاندي وتحقق من الصفحات، أي أنه لم يقرأ كل المجلدات وأكتفى بالصفحات المشار إليها، في الوقت الذي رمي كل طلاب الحوزة بتهمة القدرة على التحقيق!.
لم نعرف من الهويدي ما هي الجملة المعترض عليها والقول المزور الذي أورده السيد القزويني، وكان الأولى أن يقدم وهو الأكاديمي في اعتراضه درسا لطلاب الحوزة في كيفية التحقيق وليس كيفية الهجوم، وإلا فغاندي قد أورد في نصوصه إشارات لموقف الإمام الحسن والحسين وهي مثبتة في رسائله المجموعة ضمن مجلدات متاحة ضمن الموقع المختص بأعماله باللغة الانجليزية:
Gandhi Heritage Portal
أنا مثله يأخذني الطمع لمعرفة ما إذا كان فلان أو فلان قد قال ذلك، غير أن النفي بهذه الطريقة، يشبه الاثبات عند الطرف الآخر.
الأخ الكريم.. نعتذر عن نشر التعليق لأنه يحتوي على وصلات لا نضمن سلامتها، ولا محتواها.
كلام غير صحيح فمن يدرس المنطق و الأصول يتعلم أسس البحث عن الحقيقة. المنطق هو قانون التفكير الصحيح و يعرف بالآلة القانونية التي تعصم مراعاتها الذهن من الخطأ في الفكر . و المنطق هو أحد المواد الأساسية التي يدرس من السنة الأولى.
للأسف ان البعض يستهويهم الاستدلال بالمستشرقين عندما يذكر بعض المستشرقين كلاما جيدا عن النبي صل الله عليه وآله وكأن كلام المستشرق في حق النبي شهادة حسن سيرة وسلوك للنبي ،بينما نفس هذا المستشرق في كتابه ينتقد النبي في صفحات اخرى من الكتاب. النبي ليس بحاجة لشهادة هؤلاء وهو اعلى مقاما مما يقولون من مدح.عقدة بعض الخطباء انهم يريدون ان يوحوا للمستمع بأنهم مثقفون وانهم يقرأون للغربيين.