مواطنون في القديح يتساءلون: هل يُراعي طريق “التحدي” “جودة الحياة”..؟ يُغلق مدخل البلدة الوحيد.. وخالٍ من شبكة تصريف أمطار

تنويه:

قبل أن تقرّر “صُبرة” نشر مطالب المواطنين في بلدة القديح؛ خاطبت فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية في المنطقة الشرقية، وأطلعتها على ملخّص لأهم المطالب، وذلك عبر خطاب رسمي موقّع من رئيس التحرير، بتاريخ 6 سبتمبر 2022م.

وأمِلَت الصحيفة الحصول على إيضاح من الفرع، خلال أسبوع عمل، بصفة فرع الوزارة الجهة الرسمية المسؤولة عن مشروع الطريق، تصميماً وتنفيذاً وإشرافاً، خاصّة أن المواطنين ذكروا أنهم لم يتلقّوا أي إيضاح على الرغم من أن عمر مطالبتهم وصلت إلى 3 سنوات.

وحتى لحظة نشر المطالب في هذا التقرير؛ يكون مضى على خطاب “صُبرة” الموجه لفرع الوزارة شهرٌ و3 أيام، دون أن تتلقّى الصحيفة أيّ ردٍّ، أو إيضاح، أو أي معلومة يمكن نشرها أو التعامل معها على أنها إفادة.

القطيف: أمل سعيد

منذ قرابة 3 سنوات؛ ومطالبات المواطنين في بلدة القديح تتكرر؛ من أجل إيجاد حلّ مناسب لمدخلها الشرقي الرئيس، قبل أن يتحوّل المشروع المعروف بـ “طريق التحدي” أمراً واقعاً، بتصميمه الحالي.

التصميم الحالي سوف يخنق البلدة الواقعة غرب الشارع، ولن يكون من السهل الدخول فيها، والخروج منها. فوق ذلك؛ تصميم الشارع لا يتضمّن أي تصريف لمياه الأمطار، ما يعني أن شرق البلدة، وشرق الشارع، سوف يتحمّلان العبء الناتج عن الأمطار.

وتُعتبر القديح من أكثر بلدات القطيف كثافة سكانية، وقد تواجه مشكلة حقيقية، فيما كان مخططاً له أن يكون منحة.

طريق القطيف ـ صفوى أو (طريق التحدي)، الذي طال انتظاره كثيراً، وتباعد العهد بين التخطيط له والبشارة به وبين تنفيذه سنوات طويلة، وبعد هذا كله كان مؤملاً أن تكون القديح مستفيدة من إنشاء هذا الطريق بشكل خاص، أو على الأقل تصبح مخدومة به ضمن البلدات التي سيخدمها، فإذا بها تصبح الخاسر الأكبر.

سير الطريق

يبدأ (طريق التحدي) من شارع الملك فيصل في القطيف متقاطعاً مع شارع أحد في البحاري، ثم يتجه شمالاً مخترقاً البلدة الصغيرة، ويستمر إلى الشرق من بلدة القديح بجانب مستوصف جمعية (مضر) تماماً، وبمحاذاة شارع الإمام علي بن أبي طالب، ثم يمر بشرق العوامية متجهاً إلى جسر صفوى الذي ما زال قيد الإنشاء، ويستمر شمالاً ليتصل بشارع الإمام علي بن أبي طالب.

في اتجاه البحاري

القديح والطريق الجديد

يقول المهندس عبدالهادي عبدالله الزين يقع مدخل القديح الرئيس على شارع الإمام علي، وهو شارع قديم عمره أكثر من 60 سنة، كما أن المدخل يقع في شارع قديم أيضاً حوالي 50 سنة، وهو المدخل الرئيس الذي يربط القديح بمحيطها، وعبره تتكثف حركة المركبات بشكل كبير من وإلى القديح. كما أن الشارع الآتي من المدخل شارع تجاري، ويقع فيه مبنى البلدية، ومستوصف الجمعية الذي يخدم القديح وحي الحسين والعوامية وجزءاً من القطيف”.

المهندس عبدالهادي الزين

منافذ القديح في طريق أحد

مدخل القديح الرئيس

ويكمل “مشروع الطريق الجديد (التحدي) سيكون بعرض 60 متراً، وهذا المشروع كأي مشروع وطني؛ الهدف منه خدمة المواطن وهذا لا إشكال عليه، لكنه مع الأسف لم يراع النمو السكاني والتغيير العمراني في القديح، حيث أنه سيغلق مدخل القديح. وبسبب ذلك يتوجب على القادم من القطيف أو الدمام أن يتجه شمالاً حتى يبلغ شمال الناصرة، أي يقطع حوالي كيلو ونصف ويرجع مرة أخرى عبر الدوار متجها جنوباً حتى يصل مدخل البلدة، وبحساب المسافة، عليه أن يقطع  3 كيلومترات حتى يستطيع الدخول إلى القديح”. ويستدرك الزين “3000 متر تحدث فرقاً في الحالات الطارئة وغير الطارئة، خاصة أن المجمع الطبي الوحيد في البلدة الذي يقدم خدمة الطواريء؛ يقع في هذه النقطة، والبلدة مزدحمة.

الطريق يُلغي مدخل البلدة

وأضاف: كنا نأمل من هذا الشارع أن يخفف الضغط على شارع أحد وشارع شمال الناصرة بحيث يكون هناك اتصال بين مدخل القديح وبين الناصرة، لكن ما حدث عكس ما رجونا، فالطريق الجديد سوف يغلق الشارع الحيوي والرئيس في البلدة”.

بوابات الدخول

ويرد الزين على القائلين بوجود منافذ أخرى لدخول القديح تفي باحتياجات قاطنيها “يقول بعضهم أن هناك مداخل للقديح عبر شارع أحد، ويشيرون إلى مدخل من الجهة الجنوبية غرب محطة الغانم، وهذا الشارع بعرض 8 أمتار تقريباً، والعلة في هذا الشارع إضافة إلى كونه ضيقاً؛ أنه يصطدم بالبيوت بعد 50 متراً فقط، لذا فهو لا يعتبر مدخلاً لبلدة بمثل هذه الكثافة السكانية.

يضيف  “أيضا هناك في الغرب مدخل شرق النخل المسمّى “ام هلالي”، بجانبه شارع مسفلت بعرض 10 أمتار حالياً، وهذا أيضاً لا يصلح أن يعتبر مدخلاً للقديح، حيث إنه على أراض خاصة، وذلك تسامحاً من الملاك لتيسير أمور الناس ولإيجاد حلول مساندة. وهذا لا يعني أنه أصبح ملكا عاماً، فربما غداً يحتاج أصحاب الأراضي إلى أراضيهم فيقفلون الشارع ويعود إلى منفذ بعرض مترين فقط.

وهناك منفذ ثالث عند إشارة البحاري وهذا سوف يكون جزءاً من الطريق الجديد، ولن يعود مدخلا للبلدتين”.

الطريق طبقة إسفلت خالية من أي شبكة تصريف.. وأعلى من الجوانب

لا تصريف للأمطار

ويشير الزين إلى أن المدخل ليس المشكلة الوحيدة التي سيوجدها الطريق الجديد في القديح، بل هناك مشكلة أخرى لا تقل سوءاً  “المشكلة الثانية في الطريق الجديد هي في كونه مرتفعاً عن مستوى البلدة بحوالي 70 إلى 80 سنتيمتراً، وليس في تصميم الطريق شبكة تصريف أمطار، وهذا ما سيؤدي إلى تكوين البرك والمستنقعات في الأماكن القريبة من الطريق، في فصل الشتاء”. ويختم الزين حديثه “هذا هو ملخص الوضع، وغاية ما نرجوه فقط.. ابقوا على هذا المدخل فهو مهم جداً لسكان القديح، وليس عسيراً عليكم إيجاد حلول فنية لإبقائه والحفاظ عليه”.

المقدم متقاعد عبدالله الحصار

نوافذ مغلقة

ويرى المقدم متقاعد عبدالله الحصار أن “الطريق كما هو مخطط له يغلق جميع النوافذ التي تدخل إلى القديح ماعدا نافذاً صغيراً، وبهذا تصبح القديح شبه مغلقة من جهة الشرق، وبدل أن يُفتح الشارع الرئيس في القديح، الذي يقع عليه الثقل الاقتصادي، على الطريق السريع، أصبح ينتهي عنده”.

وبحسب الحصار فإن الطريق الجديد ينقسم كما هو في المخطط إلى 4 أقسام، 2 خدمة.. شرق وغرب الطريق، وخطان سريعان في الوسط، وبينهما جزيرة، كما يفصل بين الخطوط السريعة والخدمية أرصفة، وهنا المشكلة حيث إن شارع الخدمة لا يؤدي الغرض الذي تحتاجه القديح.

ويؤكد “إن كثافة المركبات التي تتبع الكثافة السكانية مرتفع جداً في القديح.

ويقول الحصار “بحسب إحصاء 2010 فإن عدد سكان القديح أكثر من 40 ألف نسمة، تعيش في  مساحة 20 كيلو متر مربع”.

ويضيف ” ومن وجهة نظر ساكني هذه البلدة فإن هذا المشروع كان جديراً به أن يُنفذ قبل عقود أربعة، أما الآن فإن تنفيذه بنفس التخطيط السابق سوف يخنق القديح تماماً، ولهذا يُصرُّ المهتمون من أبنائها على إيصال صوتهم لمن بيدهم المساعدة في حل هذه المشكلة، قبل أن تصبح أمراً واقعاً، ويصعب إصلاحها أو يحتاج إصلاحها إلى ميزانية ضخمة، تكبد الدولة خسائر بمقدور القائمين على المشروع تلافيها حال تكاتفهم مع المعنيين والمهتمين والمشتغلين بالشأن المحلي من أهالي القديح لإيجاد حل يلائم مخططات وزارة النقل ويخدم تطلعات السكان، وبهذا يصب العمل في مصلحة المواطن وهو ما يحقق رؤية 2030 والتي تعني جودة الحياة”.

في ذاكرة القديح

ويستدرك الحصار كلامه ماراً على مناطق الوجع في وجدان الوطن “مرت القديح بكارثتين موجعتين، ومازال كل الوطن يتذكرهما، أحدهما كانت حريق القديح عام 1999م، والثانية كانت في تفجير مسجد الإمام علي عليه السلام عام 2015م، وفي الكارثتين كان عدم وصول فرق الدفاع المدني وسيارات الإسعاف في الوقت المناسب سبباً في ارتفاع عدد الوفيات، أما عن سبب تأخر وصولهم إلى موقع الحدث فهو عدم جودة الشوارع وازدحامها، وكنا نرجو أن يتم صيانة شوارع البلدة وتوسعتها لتستوعب مقدار النمو السكاني، وتلبي احتياجات الناس والحالات الطارئة، وليس إغلاق منفذها الأهم لدخول المركبات وخروجها”.

طريق الملك عبدالعزيز مثالاً

يضيف الحصار “لحل هذه المشكلة اقترحنا على المسؤولين في وزارة النقل والخدمات اللوجستية أن يُزال الفاصل بين خط الخدمة والخط السريع وأن تفتح نوافذ البلدة على الطريق، وهذا الحل مطبق عملياً في أحد أهم طرق الرياض، طريق الملك عبدالعزيز الذي يمتد من الدائري الشمالي إلى الدائري الجنوبي في مدينة الرياض ولا يصاحبه خط خدمة، وهو مفتوح على الشوارع الجانبية، ولم يؤثر ذلك في انسيابية الطريق وحركة المركبات، فلماذا لا يعتمد هذا النموذج الناجح هنا أيضاً..؟”.

شرف السعيدي

أزمة كبيرة

أما السيد شرف السعيدي رئيس المجلس البلدي السابق بالقطيف ورئيس الجمعية في البلدة السابق؛ فيقول “أظن أنه في حال استمر العمل كما هو مخطط له، وتم إغلاق هذا المدخل فسوف تكون هناك أزمة كبيرة، وبالطبع هذا يرجع لأمرين الأول الكثافة السكانية الكبيرة جداً، والثاني عدم وجود مدخل آخر للبلدة من جهة الشرق”، ويضيف “أرى أن يلتفت المسؤولون في وزارة النقل والخدمات اللوجستية إلى هذه القضية ويوجدوا لها مخرجاً قبل أن يتم تنفيذ الشارع بشكل نهائي، فممكن أن يكون الحل في عمل تحويلة أو إشارة أو دوار أو أي شكل آخر يجدوه مناسباً، لأن إلغاء المدخل الرئيس في البلدة سيضعها في أزمة مرور، وهذا ما يشغل أذهان الناس هذه الأيام”.

ويكمل “من الجيد، وهذا اقتراح أجده مناسباً، عقد لقاء فني هندسي بين وزارة النقل وبلدية القطيف وإدارة المرور لتبادل الأفكار ووجهات النظر لتلافي الأزمة التي ستحدث بعد اكتمال تنفيذ المشروع، وأظن أنه إذا اجتمعت العقول الهندسية من القطاعات الثلاثة سيكون الحل متاحاً، وبما أن الطريق لم يكتمل تنفيذه حتى الآن فمن السهل حلحلة الموضوع للخروج من المأزق المحتمل، أما بعد التنفيذ فستكون تكلفة التغيير باهظة، بالإضافة إلى الضرر الكبير الذي سيلحق بالبلدة”.

مهدي سلمان الجارودي

الجمعية الخيرية.. متضررة

رئيس مجلس إدارة جمعية مضر في القديح مهدي سلمان الجارودي يعبّر عن أسفه من الوضع الحاصل قائلاً “يعتبر طريق صفوى ـ القطيف والمعروف بـ “التحدي” أحد المشاريع الحيوية والمهمة للمحافظة، ولكنه سيجلب مشكلات لبلدة القديح، بعد إغلاق المنفذ الرئيس لها، وهو ما سيؤدي إلى اختناقها وتعطيل الأنشطة الحيوية الواقعة في هذا الشارع، التي من ضمنها المجمع الطبي لجمعية مضر الخيرية، والواقع على رأس هذا المنفذ”.

ويكمل، و “حيث يعتبر المجمع الطبي رافداً رئيساً لدعم الأسر المتعففة ويقدم خدماته الصحية والعلاجية على مدار الساعة، بما فيها خدمة الطواريء، لجميع بلدات المحافظة وله بصمات واضحة من خلال قسم الطوارئ والإسعاف، فسوف يتأثر سلباً بإغلاق المدخل، وهذا بدوره سينسحب على المرضى والمحتاجين عند اكتمال المشروع وإغلاق هذا المنفذ الحيوي”.

ويضيف الجارودي “لكل ذلك نرجو من إدارة المشروع الاستماع إلى اقتراحات المواطنين وتدارك الأمر. الجمعية سوف تتضرر كثيراً جراء إكمال المشروع، أولاً بعدم مقدرتها على خدمة المرضى بالشكل المطلوب والسريع، وثانياً بتدني أعداد المراجعين مما سيؤثر على الإيرادات التي تغطي احتياجات الأسر المتعففة والأيتام”.

لقاءات ومراسلات وخطابات

ولم يدخر أبناء القديح جهداً في سبيل الوصول إلى المسؤولين وإبلاغهم بشكوى أهالي البلدة، للخروج من ضيق المشكلة إلى سعة الحل، يقول الزين “في سبيل ذلك أرسلنا خطابات متكررة، وقد رحّب بنا مسؤولون، جزاهم الله خيراً، وبشكل رائع وأبدوا تفهماً كبيراً، وتمّ تشكيل لجنة لدراسة الموضوع. ولكننا لم نعرف شيئاً عما توصلت إليه اللجنة وتوصياتها.

ثم أرسلنا خطاباً إلى إدارة الطرق، واجتمعنا مع مدير الطرق المهندس أحمد الغامدي بالدمام، ثم أرسلنا خطاباً إلى وزير النقل والخدمات اللوجستية لشؤون الطرق.. وإلى الآن لم نصل إلى نتيجة، لكننا مازلنا متفائلين بأن تصل أصواتنا ونستطيع الإبقاء على بوابة القديح مفتوحة”.

حلول وردود

اقترحت شخصيات من البلدة على المسؤولين عدة حلول كان أبرزها التالي:

الاقتراح 1: إنشاء دوار عند المدخل.

الرد: لا يمكن وذلك من ناحية فنية حيث إن مدخل القديح لا يتعدى عرضه 20 متراً، والطريق بعرض 60 متراً لذا يصعب عمل الدوار عليه.

الاقتراح 2: وضع إشارة مرور وعمل تقاطع.

الرد: لا يمكن لوجود إشارة البحاري على بعد 600 متر فقط.

الاقتراح 3: عمل جسر (كوبري) عند مدخل القديح.

الرد: يحتاج ميزانية ضخمة، غير متوفرة.

 

مقترح آخر للأهالي

 

 

 

تعليق واحد

  1. ما هو الاشكال الهندسي في وضع دوار
    وهل كون المدخل اقل عرضا من الشارع العام يعتبر مشكلة فعلا؟
    كذلك ما المانع ان يجعل رجوع الى المدخل بعد 500 متر مثلا فيذهب القادم من القطيف 500 متر شمالا ثم يعود وهي مسافة ليست طويلة او صعب قطعها

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×