سعر كيلو “التِّتن” يعادل ثمن 16 دجاجة أو 33 كيلو رز..! أزمة تبغ خام تصل إلى 200 ريال للكيلو.. قابل للزيادة
باعة التجزئة يقفلون جوالاتهم لعدم وجود بضاعة
القطيف: صُبرة
بوصول سعر الكيلو الواحد إلى سقف 200 ريال؛ يكون رقمٌ تاريخيٌّ قد تحقّق منذ رفع الحظر عن استيراد التبغ الخام قبل عقود طويلة. التبغ الخام المعروف ـ محلياً ـ بـ “التِّتِنْ”، تحريفاً للكلمة التركية “تُوتُون”؛ أصبح سلعة نادرة بين تجار التجزئة في الأسابيع الأخيرة، وبات سعر الكيلو منه يعادل ثمن 16 دجاجة بسعر 12 ريالاً لكل منها، أو 33 كيلو رز..!
بائع سابق
على الرغم من أنه لم يعد يُتاجر بالتبغ الخام المعروف بـ “التتن”، ولم يُمارس هذا العمل إلا شهرين، وتخلّى عنه منذ أكثر من عام.. على الرغم من كل ذلك؛ لا يهدأ جوّاله من استقبال طلبات “التّتن”، من زبائن لا يعرفهم. اتصالات له، واتصالات أخرى لزوجته..!
هذا ما قاله بائع “تتن” سابق في صفوى لـ “صُبرة” متحاشياً ذكر اسمه. وقال إنه يواجه سيلاً يومياً من المكالمات يطلب أصحابها “التتن”، أو يسألون عن أسعاره، أو يسألون عن بائع آخر يمكن أن يساعدهم. وأضاف أنه لا يُريد “عَوَار راس”..!
قدُوْ ونارجيلهْ..!
كلُّ رقم يخص تاجر “تتن” صار مهمّاً جداً في القطيف هذه الأيام. بعضهم أقفل جواله، أو لا يرد على الاتصالات.
تجّار جملة، باعة تجزئة، وسطاء بيع، كلهم مهمّون؛ بعدما وصلت أسعار التبغ الخام إلى المستوى التاريخيّ. ويتركّز استهلاك هذا النوع من التبغ في النساء في المقام الأول، حيث تنتشر عادة تدخين “القدو” على نطاق واسع بين كبيرات السن. ويُقدّم “القدو” في الضيافة على مستوى محافظة القطيف. لكنه يقدّم ـ بشكل أساسي ـ في مجالس العزاء النسائية، على الرغم من تزايد الصيحات الرافضة لانتشار التدخين في المناسبات.
وهناك فئة كبار السن من الرجال الذين يدخنون ما يُعرف بـ “النارجيلة”. وهذه العادة منتشرة بين فلاحي المحافظة، ويستخدمون التبغ الخام، ويشترونه من باعة كثيرين.
ارتفاع مضاعف
خلال الـ 30 سنة الماضية؛ استمرّ سعر كيلو التتن على 50 ريالاً. يزيد قليلاً، أو يقل قليلاً، حسب وضع السوق. وكاد الوضع يبقى على ما هو عليه؛ حتى مطلع العام الميلادي الجاري، حيث شهدت الأسعار ارتفاعاً، بموازاة أسعار السجائر ومواد التدخين، بعد رفع الضريبة عليها إلى 100%، وفرض ضريبة القيمة المُضافة. وبدأ العام بسعر 120 ريالاً مضاعفاً عن سعر العام الماضي الذي راوح بين 55 و 60 ريالاً.
لكنه واصل الارتفاع تدرّجاً حتى وصل سعر الكيلو، في الشهر الماضي، إلى 145 ريالاً، وهي سابقة تاريخية غير مسبوقة. ومع ذلك واجه “التتن” طلباً مستمراً بين مدخني “القدو” و “النارجيلة”. كما وجد كثيرٌ من مدخني السجائر فيه سلعة أرخص من السجائر، فتحوّل إلى ما يُعرف بـ “المدواخ” واستعملوا التبغ الخام، بدلاً عن السجائر التي شهدت أسعارها ارتفاعاً قياسياً أيضاً.
إلا أن الأسعار لم تعرف استقراراً، وراحت ترتفع أكثر فأكثر حتى نطحت سقف الـ 200 ريال هذا اليوم، طبقاً لمن تواصلت “صُبرة” معهم من تجار التجزئة.
أزمة الطلب احتدّت أكثر في الأسابيع الأخيرة مقابل شحّ في العرض. وأخذ تجار الجملة يترددون في بيع كميات كبيرة لباعة التجزئة. من كان يحصل من تاجر جملة على “بندلة” تزين بين 90 و 100 كيلو؛ صار بالكاد يحصل على عشرات من الكيلوجرامات، لـ “يتسبّب” بها مع زبائه الذين يطلبون أكثر. وصنع اختلال التوازين بين “العرض” و “الطلب” ارتفاعاً جنونياً في الأسعار.
وتُشير معلومات متشابهة ـ لكنها غير رسمية ـ إلى أن شحّ العرض ناتج عن إجراءات ضريبية وتنظيمية جديدة يواجهها كبار مستوردي “التتن” في المنطقة، الأمر الذي رفع السعر من جديد، وأوصله إلى السقف العالي جداً على المستهلكين.
نارجيلة
تدخين النارجيله من العادات الاجتماعية التي كانت منتشرة في القطيف، ولكنها في طريقها إلى الاندثار في الوقت الراهن. ويقابلها تدخين القدو عند كبيرات السن. (الصور: محسن الخضراوي، فتحي عاشور)
اقرأ متابعة صُبرة
[أزمة التِّتن] “البَنْدَلَهْ” في عمان بـ 500 ريال.. وفي السعودية بـ 25 ألفاً