ولكن الله سلّم.. هيروين يكفي لتدمير ثلث سكان السعودية يقظة عسكرية قطعت أيادي المجرمين وأحبطت تهريب 2410 كيلو
سيهات: شذى المرزوق
أقل وصف لكمية الهيروين التي أحبطت قوة الواجب المختلطة، تحت قيادة البحرية الملكية السعودية، دخولها في ساحل عمان، بأنها “ضخمة”، ليس لسبب سوى أنها تبعث على القلق والارتياب من نشاط عصابات تهريب المخدرات التي تستهدف المملكة ومنطقة الخليج.
قيادة قوة الواجب المختلطة منعت تهريب 2410 كيلو جرامات من الهيرويين.
وبحسبة بسيطة، تكفي هذه الكمية لتدمير ثلث سكان المملكة، وهي تقريباً النسبة التي يمثلها الشباب السعودي المستهدف باستهلاك المواد المخدرة في حال انتشارها وتداولها.
وتستهدف عصابات المخدرات الدولية شباب المملكة، باعتبارهم القوة التي يمكن استمالتها لهذه السلعة. ويبلغ عدد الشباب في المملكة 11,823,262 نسمة، أي نسبة 37% تقريباً من إجمالي سكان المملكة، ما يعني أن إجمالي الجرعات، قد يدمر ملايين الشباب.
2.4 مليار ريال
وبحسب اختصاصيين في مكافحة المخدرات، تحدثوا إلى “صُبرة”، فلو أن هذه الكمية دخلت الأراضي السعودية ـ لا قدر الله ـ لتوزعت إلى 2,410,000 جرام هيروين، وهي تكفي لعمل 12,050,000 جرعة أو “طقة” كما يطيب للمدمنين تسميتها، مشيراً إلى أن كل جرام يكفي لعمل 5 جرعات.
ويصل سعر الجرام الواحد من الهيريين إلى 1000 ريال، وكل غرام ينقسم إلى جرعات “طقات”. ما يعني أن قيمة الإجمالي لكمية الهيروين المضبوطة ذات عوائد مالية هائلة.
جرعة زائدة
من جهته، ذكر الاختصاصي في مجمع إرادة للتأهيل بشير السهوان أن “هذه الكمية كافية لتدمير بلد كاملاً”. وقال “الهيروين مادة مثبطة، تؤدي الجرعة الزائدة منها إلى الوفاة مباشرة، ويتم أخذها عن طرق حقن الإبر أو الاستنشاق”.
وأكمل “في بدايتها، تعمل المادة على تخدير الرئتين، وبعد ذلك بدقيقتين، يتوقف القلب، بالتالي موت محقق”، لافتاً إلى أن “الهيروين مادة خطرة جداً، وتعد أقوى مخدر مثبط إلى الآن، ويمكن الإدمان عليها من أول أو ثاني جرعة، وبالتالي تركها والإقلاع عنها يكون صعباً، والانتكاسة فيها سريعة جداً”.
دول الخليج
من جهته، علق مصدر مسؤول حول إحباط عملية تهريب الهيروين المعلن عنها اليوم. ورشح احتمالية ألا تكون هذه الكمية الضخمة تستهدف المملكة وحدها، كون أن عملية الضبط جرت في مياه خليج عمان، في إشارة إلى استهداف دول خليجية أخرى، وربما أوروبية أو آسيوية، بجانب المملكة.
سوق الهيروين
وأبان المصدر ذاته أن سوق الهيروين في المملكة قليل جداً، مقارنة بالأنواع الأخرى من المخدرات. وقال إن أي كمية مخدرات تدخل إلى المملكة، مهما كان حجمها، هي تعتبر تهديداً حقيقياً لحياة شباب الوطن، إذ أن انتشار المخدرات وتوفرها، يعني انخفاض أسعارها، ووفرة العرض، وبالتالي سيتم تداولها بشكل أكبر، وهو مايرفع نسبة الادمان لدى الشباب، وربما الأطفال في شكل أسرع”.
وتابع “كلما توفر المخدر، ازدادت نسبة التعاطي، بالتالي تنتشر المخدرات أكبر على مستوى المتعافين، الذين قد تتسبب وفرة المخدر في انتكاستهم والعودة الإدمان من جديد”.
ما هو الهيروين؟
الهيروين مادة مشتقة كيميائياً من المورفين، الذي يستخلص من نبتة الخشخاش. هو مسكن قوي للألم، ويسبب الإدمان بشكل كبير، ويمكن الإدمان عليه من أول جرعه، والأعراض الانسحابية قوية جداً ومزعجة.
ويدمن البعض على الهيروين، لأنه يعطي شعوراً فورياً بالمتعة، وبإمكانه أن يتسبب في إعطاء شعور مفرح يسمى النشوة، وإعطاء شعور دافئ وهادئ، وإحساس متزايد بالثقة في النفس وحب الذات.
أضرار التعاطي
بعد أن يعطي الهيروين تأثيره المثير للنشوة، يستمر هذا التأثير من 3-4 ساعات. ثم تبدأ النشوة بالاختفاء، وتظهر أعراض انسحابية، مثل غثيان وقيء وإسهال، ويبدأ المدمن بالشعور بالتوتر، والاكتئاب، ما يجعل المدمن طالباً للمزيد من الهيروين، ليصل إلى حالة النشوة مرة أخرى، ويتخلص من هذه المشاعر السلبية.
اقرأ أيضاً:
وجماعتك ما قصّروا في تصدير المخدرات إلى المملكة في البرتقال والفواكه.