جنان الدبيسي أنقذت شقيقتها من الـ “سيكلسل” بـ “خلايا جذعية” رحلة معاناة.. وعلاج.. وعُزلة.. وتعقيم.. ونهاية سعيدة
القطيف: يمنى العبيدي، شذى المرزوق
قبل قرابة 4 أشهر، وفي في اليوم العالمي لمرض فقر الدم المنجلي 2022 م، كشفت شبكة القطيف الصحية عن وجود 14 ألف مريض في المحافظة مصابين بأمراض دم. وهو ما يلفت الانتباه إلى مدى حجم المصابين بهذا المرض في المحافظة ومعاناتهم.
معاناة تتجاوز المريض، واحساسه بالألم المزمن إلى جميع أفراد عائلته الذين يعيشون معه تفاصيل الألم، وتتأثر حياتهم. ومع ذلك يجعلهم أكثر تماسكاً، وقوة لشدة تقاربهم في مثل هذه الظروف، وقد يكون علاجه بينهم وهو لا يعلم.
ومن لطف الله بزينب حسن الدبيسي ابنة الـ 20 عاماً التي أنهك جسدها المرض، وتضاعف أكثر في السنة الماضية أن تكشف لها الظروف الصحية التي مرت بها أثناء انتكاستها الأخيرة بأن علاجها لدى أختها الصغيرة، بعد أن أوضح طبيبها المعالج بأن أفضل الحلول لعلاجها هو زراعة الخلايا الجذعية وأن عليهم البحث عن متبرع يتطابق مع الاشتراطات المطلوبة للزراعة، هنا برز دور العائلة التي كانت لها سنداً منذ البداية فهرعت اختها جنان (16 عاماً) للتبرع،
وبحسب والدتهما فقد كانت جنان آنذاك في أولى صفوف المرحلة الثانوية فيما كانت زينب (المريضة) قد أنهت دراستها الثانوية، حيث لم يمهلها المرض لاستكمال دراستها الجامعية بل وصل بها إلى حد (متلازمة الصدر الحادة).
وتسترجع الأم صدمتها حين عرفت أن أولى فرحتها والبكر من أبنائها ال 6 مصابة بمرض فقر الدم المنجلي ومدى المعاناة التي لازمتها أثناء فترة العلاج طوال السنوات ال 20 الماضية: في عمر 4 أشهر كانت أول نوبة مرض، و أول كيس دم يوضع لها، كانت أروقة المستشفى هي مدينة الألعاب لها، و ربما كانت تنام في أسرة المستشفى أكثر من سرير منزلنا.
واستدركت: كنت قلقة جداً حتى من فرحتها باللعب، فقد كان كل شيء يأثر على صحتها.
وأوضحت: في السنوات الأخيرة عانت من مضاعفات المرض الخطيرة (متلازمة الصدر الحادة)، فقام الطبيب بوضع خطة أولى وهي تبديل دمها كل 4 أسابيع، حتى تقل نسبة الدم المريض، و تقل أعراض المرض، إلى أن تعرفنا على الدكتور عبد الله آل زايد الذي كان له الفضل في تحويلها إلى مستشفى الملك عبد الله الجامعي في الرياض لزراعة الخلايا الجذعية.
وأكملت: كانت رحلة علاج طويلة استغرقت سنة كاملة وبدأت بدورة علاج كيماوي، و بعدها جلسة علاج نووي، حتى جاء اليوم الذي تلقت فيه ابنتي الخلايا الجذعية بكل حب بعد أن تبرعت بها أختها. جنان كانت بمثابة الأمل الذي تعلقنا به بقوة لاختفاء هذا المرض من حياة زينب.
وعن العملية وما تبعها من إجراءات قالت: أجريت عملية الزراعة قبل نحو 12 شهراً، وبقيت زينب قرابة الشهرين في غرفة معزولة، و بتعقيم شديد جداً، حرصاً عليها من أي عدوى، وحين خرجت من المستشفى قمنا بالسكن في شقة قريبة للمستشفى لمدة شهر، يمنع خلالها الزيارة أو الخروج من الشقة فقط نذهب للمستشفى، و بعدما بدأت مناعتها تتحسن قليلاً سمح لنا الطبيب بالعودة لمنزلنا، مع المتابعة الأسبوعية، والكثير من الأدوية التي تتناولها حتى تتجنب رفض جسمها للزرع، وها هي ابنتي بصحة جيدة ولله الحمد حيث ظهرت نتيجة الزرع في هذه الشهر بعد عملية التبرع التي تكللت بالنجاح بفضل من الله وايثار ومحبة أختها، ودعم العائلة.
وعن بقية الأخوة أوضحت نحن عائلة تتكون من 3 أبناء و 3 بنات، أكبرهم زينب البالغة من العمر 20 عاماً وبعدها جنان (16 عاما) والبنت الصغيرة لم تتجاوز 3 سنوات، أما الأولاد الكبير 15 عاماً وهو مصاب بذات المرض ومثله أخيه الذي يصغره بعام، وآخر الأبناء لم يستكمل عاماً من عمره.
فضلاً عن أن جنان هي الأقرب لأختها في علاقة الصداقة التي تجمعهما، والدعم النفسي، و محبة الأخوة التي جعلت كلاً منهما سنداً للأخرى، جنان أيضاً هي الأقرب في العمر وتحمل ذات فصيلة دم أختها زينب، فكانت سبباً في شفائها ومنحها حياة صحية جديدة بلا ألم.