[حصري بالصور] كتاب وثائقي يسرد سيرة حياة 48 خطيباً من القطيف لؤي سنبل يرصد نشأة "المنبر" وتطوره ونضوجه خلال قرن
بدأ تجديد المنبر على أيدي ثلاثة: الجامد والمرهون والبريكي
صُبرة: خاص
في كتابه “على أعتاب الحسين” يفكّر لؤي سنبل من داخل الصندوق، لا خارجه. مع ذلك خرج بمصنَّف فريد، واضعاً “الخطابة الدينية” في القطيف بين دفتيْ كتاب في أولى محاولات توثيق هذا الجانب غير المطروق سلفاً. لم يسبق لأحد أن صنَّف في هذا الموضوع على نحو مستقل.
سنبل، المولَع بالسير والتراجم، فعل ذلك وأنتج 596 صفحةً، وضع فيها رصداً تاريخياً لنشأة الخطابة الدينية في القطيف، وتوصيفاً فنّياً لأشكالها وأجزائها. بعد ذلك وثّق 48 سيرة ذاتية لخطباء وصفهم بـ “الجيل الأول”، مركّزاً على أسماء أغلبها لم توثَّق من قبل، ولا مصدر يمكن الرجوع إليه.. إلا “على أعتاب الحسين”..!
تقسيم
الكتاب في حكم المخطوط. إنه في صيغة PDF، حصلت “صُبرة” على نسخةٍ منه حصريّاً قبل أشهر، واستعانت به في تقارير صحافية سابقة. وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
يُشير أولها “إلى نقاط بارزة في تاريخ الخطابة الحسينية في القطيف ومراحل تطورها”. ويقول سنبل إن “هذا المجال يحتاج إلى بحث موسع”، لكنه آثر “البحث بنقاط قصيرة عساها تكتمل في يوم ما وتبرز في بحث مستقل”.
أما القسم الثاني فيركز على “ترجمة الجيل الأول من خطباء القطيف” الذين عاصرهم المؤلف وجلس معهم.
القسم الثالث يتضمن مختارات من الشعر الحسيني للخطباء المترجمين، إضافة إلى بعض الشعر الذي حفظه الخطباء المترجمون، وكثير منه من التراث القطيفي الضائع.
خطباء العراق
بقدر ما استعان لؤي سنبل بالشفاهية في التوثيق؛ أفاد من مقالات سابقة تناولت موضوع الخطابة. ومنها خلُص إلى أن القطيف كانت فقيرة في الخطباء البارزين المؤثرين في بداية القرن الرابع عشر الهجري، وقد “اعتادت قبل عشرات السنين استقطاب خطباء من خارج المنطقة، ومن العراق تحديداً، وفي الذاكرة القطيفية أسماء خطباء كثر كانوا يقصدون المنطقة سنوياً ويمكثون فيها ما يشاء الله لهم، وخصوصاً في شهري محرم وصفر”.
وهذا يُشير إلى أن “بعض قدامى الخطباء القطيفيين قد تأثروا ببعض خطباء العراق… أمثال: ملا قاسم السماوي، والشيخ ملا علي ابن عياش المتوفَّى سنة 1326هـ. و “هذه الظاهرة قديمة”. لكنها “انتهت نهائياً عام 1400هـ”. قبل ذلك؛ كان الخطباء القادمون من العراق “يستضافون من قبل أحد الأعيان، فيتنقلون في نواحي القطيف للخطابة ويعودون إلى منزل المضيّف”.
وينقل سنبل عن السيد حسن العوامي رأياً مفاده “لعل أول من سلك منهجاً جديداً على المنبر لم يكن يعهده المستمع هو السيد سعيد العدناني (أهل البصرة) فقد جاء إلى القطيف”.
السيد حسن العوامي
مرحلة تجديد
بعد مرحلة التأثّر بالخطباء العراقيين؛ يتوقف سنبل عند ثلاثة خطباء من القطيف نقلوا الخطابة إلى مرحلة مجددة في القرن الرابع عشر الهجري:
- الملا حسن الجامد ، 1285هـ ـ 1375هـ .
- الشيخ منصور المرهون ، 1294هـ ــ 1362هـ .
- الشيخ ميرزا حسين البريكي ، 1326هـ ــ 1396هـ .
ملا حسن الجامد
الشيخ منصور المرهون
الميرزا حسين البريكي
لكن سنبل لا يُغفِل أسماء “خطباء” كان المجتمع ينظر إليهم بإكبار، وقد سرد قائمة لبعضهم:
- الملا عيسى آل عبد العال، (القلعة)، توفي 1356هـ .
- الملا مهدي العبكري، (البحاري)، توفي 1376هـ، ويذكر أنه تنقل بخطابته خارج القطيف في عدة مناطق، ونال حظاً كبيراً الشهرة.
- الملا عبد علي الصفار، (تاروت)، 1311هـ ــ 1377هـ .
- الملا مكي الجارودي، (الجارودية)، 1314هـ ــ 1389هـ .
- السيد هاشم المير، ( صفوى )، 1323هـ ــ 1387هـ .
- الملا عبدالله المبشّر، (تاروت)، 1322هـ ــ 1394هـ .
ويرى سنبل أن نضج المنبر في القطيف مرّ بثلاث مراحل:
الأولى، القراءة التقليدية
مرحلة القراءة التقليدية، حيث الاهتمام الكبير بالمصيبة والتركيز عليها، بحيث تكون هي مقياس جودة الخطيب وتوفيقه، فلا يشعر الخطيب أنه أجاد فيما قدّم وتوفق فيه إلا إذا استطاع أن يستلّ من العيون سيولاً من الدموع، فترى المجالس تضج بالآهات وترتفع فيها الأصوات والصرخات، وينقل الأقدمون في هذا المجال قصصاً كثيرة من ازدياد الحماس الحسيني ومحاولات الإبكاء من الخطيب والبكاء من المستمع، بما لا نراه اليوم ولا نسمع به..”
الثانية، التطور
في هذه المرحلة لم تقتصر الخطابة على الخطباء فقط، وإنما دخل معهم بعض أهل العلم، فجاء بعض الخطباء العلماء وعُرفوا بالقراءة واشتهروا بها كالشيخ محمد علي الجشي والشيخ منصور المرهون والشيخ علي بن إبراهيم التاروتي (الفليتي) والشيخ علي أبو المكارم والشيخ محمد صالح البريكي وأخوه الشيخ ميرزا حسين وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
الثالثة، النضج الخطابي
مرحلة النضج الخطابي الذي وصل إليه المنبر الحسيني القطيفي في وقتنا الحالي، وفي هذه الفترة انتشر الخطباء انتشاراً واسعاً، ولم تقتصر الخطابة على المتفرغين لها، بل دخلها طلبة العلوم الدينية بشكل كبير، فكثير من الخطباء هم من أهل العلم، سواء من المبتدئين في سلوك طلب العلم الحوزوي، أو من حاملي الفضيلة العلمية المرموقة، وكذا دخل عالم الخطباء غير طلبة العلوم من المدرسين أو الموظفين الآخرين، فتعددت المشارب وتنوعت الاتجاهات، وأخذت الخطابة مناحي عدة.
مصنَّف مهم
بعد هذا التقديم الدارس؛ أفرد المؤلف للثلاثة الأوائل سيراً ذاتية موسّعة، تناول كلّاً منهم في عنوان مستقل، مستعرضاً ولادته ودراسته وحياته وصولاً إلى وفاته وتلاميذه. ليُنهي الجزء الأول من الكتاب.
أما الجزء الثاني، وهو الأضخم، فقد سرد فيه 45 سيرة ذاتية لخطباء من الجيل الأول المحافظ أغلبه على النهج التقليدي. وأغلبهم ـ أيضاً ـ لم توثَّق سيرته من قبل. السيرة الذاتية؛ حصيلة عمل ميداني توثيقي، بذل فيه لؤي سنبل جهداً واضحاً استغرق منه سنواتٍ حسبما يظهر من مادة الكتاب.
كان هدف سنبل “ترجمة جميع الخطاء الأحياء منهم”، لكن مهمته واجهت صعوبات ميدانية في الوصول إلى بعض الخطباء أنفسهم.. بعضهم “اعتذروا بأعذار مختلفة: المرض عند بعضهم، كثرة الانشغال عند آخرين، عدم الرغبة عند البعض..”. كأنما أراد المؤلف إبراء ذمته من عدم وجود خطباء في مصنَّفه، فهذه “أعذار لسنا السبب فيها”، كما يقول في مقدمة الكتاب.
بالمحصلة؛ نحن أما مصنَّفٍ مهمٍّ قطيفياً. أولاً لأنه جديد في موضوعه. ثانياً لأن أغلب معلوماته نتاج عمل توثيقي ميداني شفاهي. ثالثاً لأن المؤلف ركّز على شخصيات لها أثرها الاجتماعي، لكن الضوء بعيد عنها. والأهمّ من كلِّ ذلك؛ هو استيعاب الكتاب لقائمة طويلة من السير الشعبية ذات المغزى الفلكلوري الاجتماعي.. الكتاب عن “الخطباء”، لكنه يتحدّث عن المجتمع.
قائمة المترجمين في الكتاب
- الملاح حسن الجامد.
- الشيخ منصور المرهون
- الشيخ ميرزا البريكي
- الخطيب أحمد العسكري
- الخطيب أحمد اوحيد
- الخطيب أحمد آل الشيخ
- الخطيب أحمد آل محيسن
- الخطيب أحمد آل خميس
- الخطيب جعفر آل انتيف
- السيد جعفر آل مير
- السيد جعفر الخضراوي
- الخطيب حبيب آل خاتم
- الخطيب حسن آل شهاب
- الخطيب حسن آل مدن
- الشيخ ناصر
- الخطيب حسن آل باقر
- الخطيب حسن آل سلام
- الخطيب حسين آل فضّال
- السيد حيدر السادة
- الخطيب خليل آل أبو زيد
- الخطيب راضي المرهون
- الخطيب سعيد المرهون
- السيد سعيد الهواشم
- السيد صالح السادة
- الحاج عباس الخراري
- الخطيب عبدالحسين الصايغ
- الخطيب عبدالحسين آل ليث
- الشيخ عبدالحميد المرهون
- الخطيب عبدالرسول البصاره
- الخطيب عبدالعظيم الشبيب
- الخطيب عبدالعظيم المرهون
- الخطيب عبدالله المعبّر
- الخطيب عبدالله آل سُوِّيد
- السيد عدنان التتـّان
- الخطيب علي الطويل
- الخطيب علي آل قيصوم
- الخطيب علي آل عبدالعال
- الخطيب علي منصور الحبيب
- الخطيب عيسى آل مهنا
- الخطيب كاظم المرهون
- الشيخ مبارك الغراش
- الشيخ محمد جمال الخبّاز
- الخطيب محمد علي آل ناصر
- الحاج محمد علي الصبّاغ
- السيد محمد آل إدريس
- الخطيب محمد المسيري
- الخطيب منصور المقابي
- الخطيب يوسف البراك
لؤي محمد شوقي عبدالرزاق سنبل
- من مواليد الجش، 20 ربيع الأول 1389.
- بكاليريوس في اللغة العربية، جامعة الملك سعود 1411.
- معلم في المرحلة المتوسطة.
مؤلفاته المطبوعة
- العلامة الخطي.. تاريخ مشرق.
- الشيخ الخنيزي عالماً وزعيماً.
- ذكرى العلامة الخطي
- الأمل الموعود
- قبس من نور
المخطوط
- على أعتاب الحسين
اقرأ أيضاً
سنبل لـ “صُبرة”: بعض العاتبين عليّ رفضوا التعاون معي أثناء جمع كتاب “على أعتاب الحسين”
الخويلدية
لا أدري هل نسيتم ام تجاهلتم أبرز خطبائها و المعلم الذي خدم أهل الخويلدية على مدى خمسين سنة
ارجوا مراجعة القائمة وسؤال أهل الخبرة لأنكم تحدثتم عن الكل في الخويلدية ونسيتم الأبرز والعلم
تقبلوا تحياتي
اكن للمرحوم يوسف البراك كل تقدير لكنه لم يكن خطيبا وقد تم ذكره في حين اغفل كثير من الجهابذة،
وجهة نظري هذه قد تكون قاصرة
الشيخ علي المرهون كان خطيبا
وماذا عن المرحوم ( ملا رضي محمد جواد الزاير ) القلعة القطيف
شكرًا للمؤلف الكريم على هذا المجهود الكبير. القائمة تفتقد لأسماء لها وزنها وحبذا لو أضيفت قبل طباعة الكتاب مثلا:
الشيخ علي المرهون
ملا صادق المرهون
ملا محمد حسن المرهون
ملا باقر المدن
ملا حبيب المقابي
الشيخ عبد الرسول البيابي
مع شكرنا وتمنياتنا للمؤلف بالتوفيق
اتعجب لعدم وجود الشيخ سعيد ابو المكارم وهو بلا شك يعد من الرعيل الاول لخطباء منطقتنا والذي مازال على قيد الحياة اطال الله في عمره.. اعتقد هناك ايضا اسماء لامعة على مستوى المنطقة لم ياتي على ذكرها في هذا الايجاز الا اذا كان قد مر ذكرها في الكتاب بشكل تفصيلي
كل الشكر للمؤلف على جهده لايصال السيرة العطرة وتخليد الذكر العطر لاولئك اللذين جاهدوا طيلة حياتهم من اجل ايصال صوت الحسين عليه السلام وسيرة مصابه لنا جيلا بعد جيل
أين هو من الشيخ سعيد أبو المكارم
نتمنى نشر هذا الكنز في أقرب وقت ممكن