غيّرت صلاتي
نجمة آل درويش
هل جربت يوماً أن تسلك طريقين للذهاب إلى عملك أو مدرستك وأجريت فرقاً بينهما؟
أتذكر أن مدرستي لها طريقان، أحدهما شارع مليء بالمارة وازدحام السيارات، والآخر كان طريقاً زراعياً وأنت تمشي؛ تجد على جانبيك نخيلاً وماءً جارياً في السدود.
هنا يكمن الاختلاف الشاسع في كل شيء جمال الطبيعة والهدوء وصوت خرير الماء والراحة النفسية والنقاهة قبل بدء يوم دراسي جديد ولك أن تعرف الآن العكس تماماً في الطريق الآخر.
هذا شبيه بالفرق بين صلاتين.
واحدة تؤديها بسرعة دون انتباه لما تقول وتلتفت هنا وهناك وتضع أذنك فيما يجري خلف صلاتك!
وأخرى تصليها مراعياً فيها الأدب والانتباه لكل كلمة فرق كبير وضياع مؤلم لراحة تجنيها من صلاتك.
في العيد الفائت في سفري للمدينة المنورة كانت نافذة الغرفة التي أسكنها مطلة على الحرم النبوي، كنت أراقب
أفواج المصلين عند كل أذان خمس مرات يومياً ورغم حرارة الطقس يهرولون سعيدين جماعات للصلاة دون أدنى ضيق أو تعب من التكرار ودون أجبار من أحد.
هذا لفتني إلى حقيقة مهمة أنهم وجدوا في الصلاة راحة وسكون وشوق لأنهم توجهوا بقلوبهم إلى الله ولبوا نداءه حيث أمرهم في أوقاتها المكتوبة.