عين الخسيفانية.. موقع تاريخي.. مكبّ نفايات الأمانة قالت "منطقة زراعية".. و "الريّ" رد "خارج" التصنيف.. فمن المسؤول..؟
كم هو صعب أن ترى قيمة غالية عليك تُدمر، ولا تستطيع فعل شيء، أو أن تفعل ولا تجد أثراً لفعلك..
في الجهة الغربية من قرية الجارودية تقع العين المعروفة “الخسيفانية“، وهي من آثار المنطقة الشرقية المهمة، ليس من كون هذه العين، فيما مضى، تروي مزارع الجارودية حتى بداية مزارع حلة محيش، إلى أن جف ماؤها فحسب؛ بل كانت تقع في منطقة “البدراني” وهي محط القوافل الذاهبة إلى الحج والأحساء ونجد.
تلك العين وهي بهذه القيمة الكبيرة تحولت إلى مكب نفايات يلقيها أصحاب المنازل، والعمال، بغرض التخلص منها تتراكم بجانب العين.
وتمتد المساحة التي تمتلئ بالمخلفات مسافة كبيرة قريباً وحول عين الماء الغائرة.
وهذه ليست المشكلة الوحيدة، بل يضاف إليها مشكلة أخرى لا تقل سوءاً عن الأولى، هي أن تلك المخلفات تشتعل فيها النيران بين حين وآخر، ويتكرر هذا العمل باستمرار، حرائق دائمة على مدار العام، وهي بدورها تسبب تلوثاً للبيئة، كما تؤثر سلباً في المواطنين الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
وفي مسعاي لإيجاد حل للمشكلة تقدمت إلى أمانة المنطقة الشرقية بخصوص تلك المناظر الكئيبة والمنفّرة والتي تجسد التشوه البصري والتلوث البيئي تماما، فجاءني رد الأمانة بأن هذا المكان يقع خارج النطاق العمراني، لذا فهم لا يستطيعون فعل شيء.
لم يكن ردّ الأمانة إلا تحفيزاً لي لأطرق باباً آخر، فتوجهت بشكواي إلى المؤسسة العامة للري، وكان ردهم أنهم مسؤولون عن نظافة المنطقة الزراعية وإزالة المخلفات الزراعية فقط، وهي لا تقع ضمن هذا التصنيف.
ولأني لا أعرف الجهة المسؤولة التي يمكنني مخاطبتها في حالة كهذه توجهت إلى صحيفتكم لتقوم هي بدور الوسيط بين طلبي كمواطن وبين المؤسسة أو الدائرة التي بين يديها حل المشكلة.
وها أنا من “صُبرة” أرفع طلبي إلى المسؤولين أينما كان موقعهم ومسمياتهم بإيجاد حل جذري لهذه الظاهرة السلبية، التي يعاني منها سكان الجارودية.
كما أطالب الهيئة العامة للآثار بتنظيف العين من المخلفات المتراكمة في قعرها ومحيطها، وعمل سياج لهذا المعلم التاريخي القديم أسوة بالعيون البرية القديمة، للمحافظة عليها من الإندثار.
المواطن حسين سعيد آل طويلب
الجارودية