[فيديو] أم الساهك تودّع خيِّرين في يوم واحد الشيخان الدحيم والأمين تزاملا في مسجد وعاشا معاً وتجاورا في مقبرة
القطيف: شذى المرزوق، أحمد حبيب، جود الشقاق
من جيل واحد، قضيا معاً سنوات التعليم الأولى على يد المعلم نفسه، حفظا القران معاً وتدارساه في الجامع ذاته، لازم كلاهما مسجداً في البلدة، وأصبحا إمامين لصلاة الجماعة في بلدتهما مع اختلاف المسجد. مضى العمر بهما، مرضا، ثم تضاعف عليهما المرض فأصبحا مقعدين في الفترة عينها، وتوفيا في يوم واحد، ليحمل أبناء أم الساهك نعشيهما في تشييع واحد.
هي ليست قصة فقد لإمامي مسجد فقط، هي قصة عقود من الصداقة، والعلم، وخدمة المجتمع وإمامة الناس، وكتب الله الها النهاية الخيّرة في يوم واحد.
وهكذا.. بدا أن الروابط التي جمعت إمام جامع أم الساهك الشيخ عبدالله الدحيم، وإمام مسجد سعد بن عبادة أحمد الأمين كانت أكبر مما يعرفه المجتمع. الأول توفي عن 87 سنة، والآخر عن 80
إمام جامع أم الساهك الشيخ عبدالله الدحيم
امام مسجد سعد بن عبادة أحمد الأمين
“صبرة” جمعت أطراف تلك الروابط لتسرد قصة الشيخين اللذين فقدتهما أم الساهك هذا اليوم، وصلّت عليهما في جامع أم الساهك، وشيّعتهما معاً، ودفنهما في مقبرة أم الساهك عصر اليوم الأربعاء وسط حشدٍ من المعزين من أبناء البلدة والقرة المجاورة. في تعبير مؤثر عن فقد خيرة من رجالها ومشايخها.
عبدالله راشد الدحيم ( ابن عم الشيخ)
ويذكر عبدالله راشد الدحيم مستشار لجنة الأمل بجمعية السرطان وابن عم الشيخ الدحيم أن الشيخين، الدحيم والأمين، تعلما القرآن والقراءة والكتابة والأصول الدينية على يد أول معلم في بلدة أم الساهك أمين الأمين الذي جاء إلى البلدة من إيران، ومكث في أم الساهك ولازم جامعها لتحفيظ القرآن، وعلى يده تعلم ابنه أحمد الأمين، وزامله الشيخ عبدالله الدحيم.
وأضاف “قبل أكثر من 80 سنة أسس الشيخ أمين الأمين حلقات تحفيظ القران والتعليم في أم الساهك، ومن هنا تعارف الشيخان ونشأت علاقة الصداقة بينهما.
الأمين أثناء تكريمه في المسجد
المعلم سلمان القناص أثناء عيادته للشيخ الدحيم
ويكمل فهد، وهو ابن المعلم سلمان القناص زميل الشيخ أن “الشيخ الدحيم واصل تعليمه حتى تسلم مهنة التعليم في ابتدائية أم الساهك، وتخرج على يده أجيال منها؛ وأمضى سنوات طويلة في مجال التعليم، كما عمل وكيلاً وبعدها مديراً للمدرسة، والتزم إمامة جامع أم الساهك حتى مرض وفاته رحمه الله. وقال “كما عمل مأذوناً للأنكحة الشرعية في البلدة التي أحبته واحترمته وعرف فيها ناشطاً اجتماعياً، وإماماً جليلاً لأكبر جوامعها.
فيما لازم محمد الأمين مسجد سعد بن عبادة وأصبح إماماً له، وقدم حلقات في القرآن، و الاجتماع بأهل البلدة، والمساعدة في كل ما يمكن أن يخدم مجتمع أم الساهك وأهلها”.
وأضاف القناص “كلاهما ذاكر لله في مجمل حديثه، حتى تكاد لا تخلو جملة في كلامهما من قول الحمد لله و لا اله الا الله، خاصةً في وقت المرض الذي أقعدهما في السنوات الأخيرة، وتقادم العمر بهما”.
عبد الرحمن الدحيم (أخ الشيخ)
وتحدث عبد الرحمن قاسم الدحيم (أخو الشيخ) واصفاً أخاه الشيخ “عاش حياته في طاعة الله، قام برعايتنا صغاراً بعد وفاة والدنا، واهتم بنا كما اهتم بشؤون مجتمعه وأهل البلدة التي جاءت للتشييع بهذا العدد الكبير، وما هذا إلا دليل على مكانته، ومن زرع حصد، وهو قد حصد محبة الناس ولله الحمد”.
عبدالله الخالدي
أما ابن أخته عبدالله الخالدي فقال “خدم الخال الدحيم التعليم قرابة 35 عاماً، تعلم على يديه أجيال من طلاب أم الساهك، وصفوى، وكان معلماً ومتعلماً، وخطيباً، ودارساً للشريعة، بقي إماماً لجامع أم الساهك لأكثر من 20 سنة، كما كان محبوباً وجيهاً وقوراً بين أهل أم الساهك الذين يرجعون إليه لحل مشكلاتهم.
محمد الهاجري
وقال محمد الهاجري ( أحد المشيعين): إن الشيخ كان رجلاً فاضلاً رحمه الله، وكان مأذوناً للأنكحة في أم الساهك وما حولها، كان رجلاً محبوباً تعرف محبته بكثرة المشيعين والحضور لجنازته، غفر الله له”.
الشيخ فيصل راشد الخالدي
نصف قرن
أما زميله الشيخ فيصل الخالدي فقد رثاه برسالة كتب فيها “أمضى الشيخ الراحل 50 عاماً وَزيادة إماماً وخطيباً ومعلماً ومربياً ومأذوناً للأنكحة بمركز أم الساهك بمحافظة القطيف، وساهم في التنمية العلمية من خلال التعليم العام في المدرسة، وواصل العزيمة بعد التقاعد من التعليم في محراب الجامع الكبير الواقع بأم الساهك باذلاً وصابراً”.
وأضاف “أغلب طبقة الآباء المعاصرين تتلمذوا على يديه من خلال التوجيه والتربية والتعليم، أحببناه رحمه الله بل قد أحبه الجميع صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً، وليبشر بالخير قال رسول الله ﷺ (إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ) رواه الترمذي وصححه الألباني”.
وأردف “كان رحمه الله يتحلى ببذل الندى، وكف الأذى، وإماطة عن الطريق الأذى، وكان قلبه معلقاً بالمسجد والقرآن هما ملازماه كملازمة الظل لصاحبه. أنجب فضلاء وفاضلات من أهل بيته ذكوراً وإناثاً في العمل الخيري (القطاع الرابح)، بلغهم الله رحماته.. كان مربياً ونِعم ذاك الشـيخ المربي، بـقـوله وفعـله فرحمه الله، رحم الله جميع مشايخنا”.
الشيخ عبدالله الدحيم
ابن طالب علم
من جانب آخر روت خديجة الأمين ابنة إمام مسجد سعد بن عبادة أحمد الأمين قصة والدها بقولها “تعود أصول والدي وجدي إلى إيران، وكان جدي قد قدم منذ عقود طويلة إلى المنطقة الشرقية في المملكة واستقر في أم الساهك من محافظة القطيف، وكان طالب علم تنقل للتعلم على يد مشايخ المملكة من مدينة إلى مدينة حتى استقر ولازم جامع أم الساهك الكبير”.
وأضافت “آنذاك كان والدي في عمر لا يتجاوز 6 سنوات، ابناً لإمام جامع أم الساهك أمين الأمين الذي كان أول معلم فيها حين لم تكن هنالك مبانٍ للمدارس، وقد أسس حلقات التعليم وحفظ القران، وتتلمذ على يده أبناء البلدة بمن فيهم والدي الذي أكمل تعليمه بعد ذلك نظامياً حتى حصوله على الشهادة الابتدائية وعمل لفترة في مكتب العمل بالدمام، ولكنه عاد ليلازم المسجد وأصبح إماماً لمسجد سعد بن عبادة حتى وفاته رحمه الله”.
وقالت “عاش في كنف والده حيث تعلم الدين وأصوله وحفظ الفرآن كاملاً، ومات بعد أن أمضى بقية حياته متابعاً لأحوال الناس و خدمهم بحلقات التحفيظ وتدارس الدين، أحب الناس وأحبوه ولله الحمد.
صور من التشييع
(تصوير : أحمد حبيب):
رحمهم الله جميعا وأموات المسلمين
أهل صفوى لاينسون ماقدّمه الشيخ الدحيم رحمه الله من عمل دؤوب وإخلاص في سبيل الرقي بالجانب التعليمي في فترة الثمانينات وخاصة في مدرسة اليرموك الابتدائية في حزم صفوى ..جزاه الله خير الجزاء وحشره مع الصديقين والصالحين .
صفوى حزينة على فقد أستاذها الفاضل ومربي الأجيال الشيخ عبدالله الدحيم نسأل الله له وللشيخ الأمين الرحمة والمغفرة إنا لله وإنا إليه راجعون
تغمد الله الشيخين الفاضلين بواسع عفوه ورضوانه، وجزاهما خير الجزاء، وألهم الفاقدين جميل الصبر والسلوان، والأمر كله لله، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
تنويه : جرى خطأ في اسم أحمد امين محمد العوضي و ليس محمد الأمين و ابوه الشيخ امين محمد العوضي شيخ جليل و مفتي على المذاهب الأربعة و تلقى كتعليمه في الحرم المكي الشريف و زملاءه في التعليم الشيخ ابن المبارك و الشيخين حمد و محمد البوبشيت و شيخ الأحساء ابو بكر رحمهم الله جميعا و غفر لهم . الشيخين البوبشيت و الشيخ أبو بكر مارسوا علاج الناس بالعلاج الشرعي . الشيخ ابن المبارك عين قاضيا اما شيخنا الشيخ امين محمد العوضي ففتح بيته لتعليم الاولاد و البنات القرآن و تجويده و انا أحد من درسوا القرآن على يده بالإضافة إلى عدد من البنات لا أرى داعيا لذكر اسماءهن رحم الله من مات منهن و أدام الصحة و العافية على من لا يزال على قيد الحياة . أما احمد فقد تعلم على يد والده و لم يصل إلى درجة ان يكون شيخا بل كان إماما يصلي بالناس في المسجد الشرقي ( مسجد سعد بن عباده حاليًا)و الذي كنا نسميه مسجد الشيخ امين . هذا ليس تنزيلا من قدر إمام المسجد احمد رحمه الله و غفر له و لكن للتبيان و التوضيح فقط و الله من وراء القصد .
إنا لله وإنا اليه راجعون
الله يرحمهم جميعا برحمته الواسعة واسكنهما جنة الفردوس
الله يرحمك يا أستاذي الشيخ عبدالله الدحيم .
رحمهما الله جميعا وربط على قلوب فاقديهم ولاحول ولاقوة الا بالله . عظم الله اجوركم يااهل ام الساهك