بعد الأبيض والأسود.. المدني يلوِّن ذكريات تلفزيون أرامكو إعلاميون سعوديون أثروا الساحة قبل نصف قرن

القطيف: شذى المرزوق

بنسخة ملونة، وفصلين جديدين، و32 ورقة إضافية.. أعاد الكاتب والباحث البحريني عبد الله المدني إصدار كتابه التوثيقي عن تلفزيون أرامكو، الذي نشره في عام 2015 باللونين الأبيض والأسود، وتحدث خلاله عن أول محطة تلفزيونية ناطقة باللغة العربية في منطقة الخليج في العام 1957، لتدخل بذلك التاريخ كثاني محطة تلفزيون في منطقة الشرق الأوسط، بعد محطة بغداد، التي سبقتها بأشهر فقط من العام ذاته.

 

عبدالله المدني

11 فصلاً

ويضم الكتاب في طبعته الجديدة، الصادرة عن المؤسسة العربية للطباعة والنشر في المنامة، 212 صفحة، ضمن  11 فصلاً، تتخللها عشرات الصور القديمة، التي توثق لمرحلة استمرت نحو نصف قرن، من أول بث في منتصف خمسينات القرن الماضي، بدأ بالآية “إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً”، حتى توقفت المحطة عن البث في عام 1970، مع بدء إرسال التلفزيون السعودي الرسمي من الدمام في نوفمبر من العام 1969.

أكثر شمولية

المدني المتخصص في العلاقات الدولية، والباحث في تاريخ الخليج، كان قد أولى اهتماماً كبيراً بتاريخ المنطقة الشرقية من المملكة بشكل خاص في أغلب كتاباته، وكان آخرها كتاب بعنوان “الخُبر.. الله يا وطر مضى”، الذي أصدره هذا العام، قبل أشهر قليلة من إصداره الأخير لتلفزيون أرامكو بطبعته الثانية الجديدة والملونة، بعد تنقيحه، ليكون أكثر شمولية وإثراءً، فيما كانت النسخة الأولى تضم 9 فصول، و180 صفحة فقط.

30 عاماً 

جاءت نسخة الكتاب، لتنقل القارئ إلى تفاصيل إضافية، تتحدث عن دور شركة أرامكو في عملية البث التلفزيوني من الظهران، وإعداد وتقديم البرامج، وصولاً إلى الإخراج والتصوير والنقل، وحتى الترجمة للمسلسلات الكرتونية، وبث الأفلام العربية، فضلاً عن العروض والمسابقات الثقافية التي عرضتها المحطة خلال 13 عاماً من ظهور موجة التلفزيون للقناة الثانية، قبل أن تحول المحطة بثها باللغة الانجليزية فقط على القناة الثالثة، التي توقفت أيضاً عام 1989 بعد انتشار المحطات الفضائية، وبذلك أغلقت محطة أرامكو نهائياً بعد مرور 30 عاماً من العمل الإعلامي.

غرفة التحكم لأول محطة تلفزيونية في الظهران عام 1958

الانتل في الغلاف

إذا كانت مقدمة غلاف الكاتب الملون، قد رسمت صورة معبرة لوضع جيل الإعلاميين والفنانين في الخمسينات والستينات بتوجيه “الانتل” لمتابعة برامج التلفاز، فإن الجهة الأخرى من الغلاف ضمت صوراً لمقدمي البرامج في تلفزيون أرامكو، وأخرى لأغلفة المسلسلات الأمريكية التي بثتها المحطة آنذاك.

 

غلاف الكتاب الملون

“صبرة” التي استرجعت بعضاً من الوجوه التي عرفها تلفزيون أرامكو، تذكر نبذة موجزة عن أبرز الكوادر السعودية في المحطة  ومنها حسن الغانم، وهو من مواليد القطيف، وحاصل على دكتوراه في الطب الوقائي، وماجستير في التثقيف الصحي، وبكالوريوس في العلوم الاجتماعية.

بدأ العمل في شركة أرامكو عام 1944، وقدم سلسلة برامج وأفلام تثقيفية في القناة الخاصة بتلفزيون أرامكو في المنطقة الشرقية، وشارك في فيلم الذباب الذي صُور عام 1950، وهو أول فيلم سينمائي يُصور في المملكة بطاقم محترف من هوليوود، وعرض في عدد من دول العالم الفقيرة بهدف التوعية، كما شارك في كتابة وإعداد حلقات من البرنامج الأسبوعي «صحتك» الذي عرض على تلفزيون شركة أرامكو، بعدها انتقل إلى التلفزيون السعودي. وكرم عام 2008 في مهرجان الأفلام السعودية الأول في الدمام، بصفته أول سينمائي سعودي.

 إدارة الإنتاج

صالح المزيني.. أول مدير محطة تلفاز تولى الادارة عام 1967، وهو من بريدة، أشرف على إدارة الانتاج، وتحرير الأفلام،  والمؤثرات الصوتية والبصرية، بالإضافة إلى تشغيل كاميرات التلفزيون في الاستوديو، ومعدات التصوير السينمائي في الموقع.

 بابا حطاب

جميل حطاب.. هو الشخصية المحببة للصغار، بثيابه التقليدية المزكرشة التي يظهر فيها من خلال برنامجه ركن الأطفال. وهو موظف من موظفي دائرة العلاقات العامة بشركة أرامكو. 

 

أرشيف أرامكو

معلم وإعلامي، وبحسب ما يشير أرشيف أرامكو، فهو بدأ مشواره مع أرامكو، حيث عمل مدرساً، وتتلمذ على يده الوزير علي النعيمي لمدة سنتين في مدرسة الجبل التابعة للشركة في الظهران، وهو شخصية تلفزيونية معروفة، قدم البرامج التعليمية، ومنها برنامج  “تعلموا العربي بالتلفزيون”، والبرنامج الأسبوعي “المسابقة الثقافية بين المناطق الثلاث”. 

جميل محمود برفقة الراحل طلال مداح

هرم الحجاز

جميل محمود، وهو أول فنان سعودي يظهر على شاشة التلفزيون، وكان ذلك عام 1959 من خلال تلفزيون أرامكو، ويعتبر جميل الملقب بـ”هرم الحجاز” فناناً شاملاً، فهو شاعر، وملحن، ومغنٍّ. 

المباراة الثقافية

التحق سعد الفريج  بشركة أرامكو، لينطلق بشغفه إلى السينما والتلفزيون، فيتدرب على الإخراج في قناة الشركة لمدة سنة، ومنها تبدأ مسيرته الإخراجية عبر العديد من البرامج، من أبرزها برنامج “المباراة الثقافية” من تقديم فهمي بصراوي، وبرنامج “فنجان قهوة” من تقديم محمد عبدالوهاب سلامة، كما أخرج برنامج “سهرة الإثنين”، واستضاف في البرنامج العديد من الفنانين والشعراء. 

تجارب كيميائية

هاشم بدير.. مدرس العلوم الذي عمل في قسم التدريب في بقيق، وظهر في عدة صور نشرتها أرامكو وهو يجري تجار كيميائية أمام كاميرات التلفزيون في مارس 1964، ضمن تقديمه البرنامج  التعليمي الخاص الذي كان يبث يومياً  عبر تلفزيون أرامكو، وذلك لطلبة المدارس الحكومية في المرحلة الثانوية. 

العلاقات العامة

سعيد قريش من قرية الركبة في بلجرشي، وهو من أوائل الإعلاميين الذين عملوا في أرامكو فترة طويلة، حيث عمل في تلفزيون ارامكو، ومديراً للعلاقات العامة بها.

مدينة الخبر

جار الله التميمي.. مذيع في تلفزيون أرامكو، سجل فيلماً وثائقياً قديماً عن مدينة الدمام بصوته، وأنتجه تلفزيون أرامكو عام 1958، كما قدم فيلماً عن مدينة الخُبر عام 1963، يظهر فيه رئيس البلدية آنذاك عبدالرحمن الشعوان، ومدير مدرسة الخُبر الأولى حمد العيدي، والدكتور محمد فخري.

أول مصور

 سراج نحاس.. وهو أقدم مصور سعودي في تلفزيون أرامكو الظهران، عمل هناك قبل بث التلفزيون السعودي الرسمي، وكان من أبرز الحضور الذين قدموا في حفل توقيع كتاب تلفزيون أرامكو، الذي أصدره المدني بنسخته الأولى.

 اقرأ ايضاً

[وثيقة] 36 شخصية في القطيف يتهمون تلفزيون أرامكو بإفساد الشباب وشغلهم عن الدراسة

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×