شيوعي يعترض على مضيف موكب…!
حبيب محمود
حازم هاشم أكاديمي عراقي يحمل الدكتوراه في الأدب، ويدرّس في جامعة بغداد. الرجل صاحب مُلَحٍ، أي “خفيف دم” بكلامنا السائر. كتب في صفحته، فيس بوك، أنه مرّ بموكب برفقة أصدقاء، وكان مضيف الموكب كبيراً بحيث التهم رصيف الشارع، بحيث لا مجال لاستخدام الرصيف للمشاة، لا بدّ من النزول إلى الشارع المخصص للسيارات..!
الدكتور أحبّ رمي بعض مُلَحهِ؛ فمازح شاباً في الموكب، مقترحاً عليه أخذ الشارع مع الرصيف. الشارع ضيق، وذو اتجاهين. الشاب نقل كلام الدكتور إلى صاحب الموكب؛ فما كان من ردّ له إلا “هذا شُوعي ما يجبل الجبلة”، أي أنه شيوعي لا يُقابل القبلة.. لا يصلّي..!
الدكتور أخذ التهمة على سبيل الملاحة أيضاً، وعلّق قائلاً “سمعتي الفكرية تزدهر ما شاء الله”..!
هذا الموقف الظريف يذكرني ببيت قصير للشاعر خالد الفرج الذي عاش في القطيف سنواتٍ طويلة، يقول البيت:
كلُّ من يطلبُ حقاً/ عندهم فهْوَ شُيوعي..!
مغزى الكلام؛ أن معارضة الناس تنطوي على مخاطرة عالية، مهما كانت المواجهة نبيلة وصحيحة. حتى لو كانت المواجهة ذات أساس شرعيّ؛ فإن الناس سوف يرمونك بتهم لا علاقة لها بالموضوع. الطريق ملكٌ عام، ولا أحد يمتلك حقّ أخذ شيء منه. الرصيف كذلك. وصديقي العراقي كان مُخطئاً.. وقد وجد الردّ من الانفعاليين الجاهزين: هذا “شُوعي”..!