جائزة “ابن المقرب” في الرواية ونقد الشعر: السعوديون خارج النتائج 109 روايات و29 دراسة نقدية والفائزون: 3 مغاربة وتونسي ومصرية وبحريني
الدمام: صُبرة
خلصت نتائج مسابقة جائزة ابن المقرّب في نقد الشعر والسرد إلى فوز 3 أدباء مغربيين، وتونسي ومصرية وبحريني. فيما خلت النتائج من أي فائز سعودي، بحسب البيان الذي تلقّته “صُبرة” في وقت متأخر من مساء البارحة.
وأعلنت الأمانة العامة للجائزة النتائج النهائية لموسم المسابقة الثاني، كاشفة عن فوز المغرب الحسن آيت العامل بالمركز الأول في فرع الدراسة النقدية للشعر، بعمله “إنتاج النص الشعري المعاصر.. آلية النواة الدلالية”.
وبالمركز الثاني فاز مواطنه رشيد الخديري، بعمله “الكتابة الشعرية عند أحمد عبده الحريشي.. بلاغة الإيقاع وانفتاح النص”. وفاز التونسي علي عرايبي بعمله “شعرية التشكيل في القصيدة العربية الحديثة”.
وفي مجال السرد فاز المغربي، أيضاً، برواية “الرماد السفلي”، وفاز البحريني رسول درويش بالمركز الثاني عن روايته “الضحة 69”.. وجاء المصرية سندس جمال الحسني في المركز الثالث بروايتها “نوبات الفرح المهموم”.
وأرسلت أمانة الجائزة بيانين، أحدهما تضمّن تفصيلاً لحيثيات وآليات العمل في تنظيم وتحكيم الأعمال النقدية، فيما تضمن الآخر موضوع السرد.
وفيما يلي البيانان، كما وردا نصيّاً:
البيان الأول
مثَّلتْ المشاركة في الدورة الثانية المخصصة للرواية من جائزة ابن المقرب الأدبية نقلة نوعية تمثَّلت في عدد الروايات التي تقدم بها أصحابها لنيل الجائزة، كما تمثَّلت في عدد الدول التي ينتمي إليها أولئك المتقدمون، فقد بلغ عدد الروايات (109) روايات، كما شارك في المسابقة روائيون ينتمون إلى كل من: السعودية، مصر، العراق، تونس، المغرب، الجزائر، سوريا، فلسطين، السودان، اليمن، ليبيا، الأردن، البحرين، قطر، سلطنة عمان، الكويت، تركيا، موريتانيا، لبنان.
وإذ يعتدُّ ملتقى ابن المقرب بمشاركة هذا العدد من الروائيين المنتمين إلى (19) دولة فإنها تعتبر هذه المشاركة شهادة تعتز بها، مستشعرة ما تلقيه على عاتقها من مسؤولية أن تمضي قدما في خدمة الأدب العربي على الساحتين المحلية والعربية، وأن ترتقي بعملها إلى الأفق الذي يجعلها جديرة بعناية واهتمام المثقفين والأدباء السعوديين خاصة والعرب عامة، مستكملة الأدوار التي نهضت بها مؤسسات المجتمع المدني حين آمنت بدور الشعر والسَّرد قوةً ناعمةً ترتقي بذائقة الشعوب وتعزز مكانة الأمم.
وقد أجرت أمانة الجائزة بملتقى ابن المقرب فرزا أوَّليا للأعمال التي وصلت إليها مستبعدة منها ما لا تنطبق عليه شروط الجائزة، وأسفر هذا الفرز عن استبعاد (20) رواية واجتياز (89) رواية، وقد اختارت إدارة الجائزة لجنةً من النقاد والأكاديميين السعوديين والعرب لتحكيمها بعد تجريد تلك الروايات من أسماء أصحابها تحريا للنزاهة وأخذا بما جرى عليه العرف في تحكيم الأعمال الأدبية.
وقد اعتمدت لجنة التحكيم إجراءً يقوم على مرحلتين، حددت المرحلة الأولى القائمة القصيرة للأعمال المرشحة للجائزة، وقد أسفرت عن ترشيح (15) رواية، أكّدت لجنة التحكيم على تميِّزها ونضجها وجدارتها بالجائزة، وقد تم الإعلان عنها سابقًا.
ثم أخضعت لجنة تحكيم الجائزة الرواياتِ الخمس عشرة التي تضمنتها القائمة القصيرة لإعادة التقييم والفحص، وفق نهجٍ في التحكيم يجمع بين التقييم الفردي الخاص بكل محكِّم والتقييم المشترك للجنة التحكيم مجتمعة، وانتهت إلى ترشيح الروايات الثلاث التالية للفوز بجائزة ابن المقرب مرفقة ذلك بتقرير أوضحت من خلاله القيم الفنية التي أهَّلت تلك الروايات للظفر بالمراكز الثلاثة الأولى.
الجائزة | الرواية | الروائي | الدولة | الحيثيات |
الأولى | الرماد السفلي | سعيد الشفاج | المغرب | * ترصد الرواية معاناة شخصية صارعت فكرة وجودها وفكرة الكتابة عن هذا الوجود فقدمت سردا متعدد الأصوات يوظف عناصر من التراث الشعبي، والأغاني، والتحقيق الصحفي، والبوليسي.
* استثمار العتبات على نحو تجريبي لا يخلخل أسس الجنس الروائي بقدر ما يفتح فيه كوى جديدة تمنح النص رؤية جمالية حداثية. * تمثل الرواية نموذجا للعبة التمرئي أو الميتا-نص منقذة بذلك مغامرة حياة البطل من اللاجدوى والكتابة من العدم. |
الثانية | الضحية 69 | رسول درويش | البحرين | * عالجت الرواية قضية من أخطر القضايا المسكوت عنها في المجتمع، زواج المسيار كاشفة عما يترتب عليه من ضياع للحقوق واختلاط في الأنساب.
* مثلت الرواية أنموذجا للتجريب في كتابة الرواية من حيث تقلبها بين ساردين وفق حوارية تحرك الأحداث وتقوم في الوقت نفسه بمراجعتها وتصحيح مسارها وتحفيزها لبلوغ الغاية القصوى التي يمكن أن تنتهي إليها المقدمات. * استثمر الروائي الهوامش لتقديم نص نقدي مواز للنص السردي ومتداخل معه وفق حوارية تعمل على تصويب النص حينا وإضاءة جوانبه حينا آخر. |
الثالثة | نوبات الفرح المهموم | سندس جمال الحسيني | مصر | * عالج العمل الروائي حالة الشخصية الرئيسة المصابة بنوبات الاضطراب ثنائي القطب الذي تتقلب فيه بطلة الرواية بين حالات متباينة ومتناقضة فاتسمت الرواية بحبكة سلسة للأحداث وتميّزت في استبطان دخيلة الشخصيات.
* كشفت الرواية عن اقتدار على بناء الشخصية الرئيسة وإدارة حوارات دالة مقتصدة ولغة سرد منبعثة من طبيعة الأحداث بتلقائية وفيض تعبيري. * جسدت الرواية تنافذا ثقافيا وتذاوتا لشخصيات منتمية لثقافات عدة مقدمة بذلك أنموذجا للعمل المحتفي بالقيم الإنسانية التي منحت العمل ملمحا مميزا. |
البيان الثاني
الحمد لله حمد دائماً أبداً، وصلّى الله وسلم على خاتم أنبيائه الحبيب محمد بن عبد الله، وعلى آل بيته الشهداء الأطهار، وصحبه المنتجبين الأخيار، ومَنٍ استن بسنته مهتدياً بهدي الله إلى يوم الدين، والصلاة والسلام موصولان إليكم أيها الملأ المبارك: الحاضر والمشاهد ورحمة الله وبركاته.
شكراً لأسرة ملتقى ابن المقرب الأدبي على عطائها الإبداعي الدائم الدائب في خدمة الكلمة الطيبة، والوعي المعرفي المبارك، وكل ما يمكث في الأرض؛ نفعاً ومحبة، سائلاً المولى سبحانه أن يديم عليكم عطاءه وبركاته، وأن يحفظكم للصلاح والخير وأهلهما.
ولمناسبة إعلان نتائج التحكيم في حقل الدراسات النقدية والأدبية، فإن الزملاء في لجنة تحكيمها، يقدمون الشكر لكل المشاركين، معبرين عن اعتزازهم بعطائهم الأدبي، وتثمينهم لجهود المشاركين جميعاً في محور الدراسات النقدية؛ لأن نيّة العطاء العلمي الخالص للنفع العام مقدّمة على نية الانتفاع الشخصي الخاص متمثلاً بالجائزة.
وبعد قراءة الأعمال النقدية التسع والعشرين المشاركة، وتقييمها على وفق ضوابط ومعايير ترتكز على المصطلح والمنهج والإجراء ، فإنه يمكن القول: إنَّ القول النقدي المعياري في تحليل الفنون الأدبية الخالصة صعب، ولكن القول النقدي على القول النقدي في الدراسات المختصة أصعب؛ لأن لغة الأدب في النقد والدراسات بعامة تعنى بقراءة تجري بين ضفتين، هما: الإحساس الروحي اللافت باللغة نفسها، والإحساس بالأشياء والمعاني عبر اللغة نفسها، وهذا الإحساس المتكامل باللغة نفسها وبالأشياء من خلالها، يستدعي انتباهاً لافتاً في الدرس النقدي الحديث، ولذا كان لابدَّ من المنهج طريقاً، والمنهجية كيفية في الالتزام بذلك الطريق، وهو شأن نسبي في عمومه العام، ولكنه معياري في تطبيقاته الخاصة.
وانطلاقاً من ذلك فقد عنيت لجنة تحكيم المتون النقدية بمعايير ترتكز على ثوابت الإجراء النقدي الثلاث الرئيسة؛ عالم المصطلح النقدي، وممكنات المنهج، وكيفية التطبيق النقدي على المتن المدروس، وهذه الثوابت الثلاث تتضمن: الكشف عن شخصية الباحث أو الدارس أو الناقد، لأن كيفية التطبيق شخصية فردية حتى مع تشابه الضوابط والمعايير. وتأمّل الوعي النقدي للباحث أو الدارس بين يدي تطبيقاته، عنايةً بما يخلص إليه من متبنيات فردية، أو ما يتماهى معه من طروحات عامة ماضية؛ ومدار الحكم في علوم اليوم وفنونه وآدابه على تلك النزعة الشخصية ذات الحضور، أو التفرد، على قلتها وندرتها أحياناً.
وتمثّل اللغة النقدية جزء المعايير الرئيسة، فهناك من يكتب صادراً عن مرجعيات ومتون هي أساليب أهلها ولغاتهم التي يختفي خلفها الكاتب، فلا تبدو للغته النقدية خصوصية أسلوبية ولو ملحوظة، وقد يبدو هذا مع الأبحاث الأكاديمية في رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه شأناً متوقعاً مألوفاً، لذا يتمايز الباحثون في هذا، لأن التمكن من اللغة؛ إحساساً بها مقدّم أحياناً على مجرد توظيفها لغايات وأغراض مباشرة لا تحضر فيه حيوية اللغة وجماليتها اللتان هما شأن واجب في المتون الأدبية في الفن الخالص، كما في الفن التأليفي الذي منه النقد الأدبي. ونجد أن غلبة التضمين وأشكال التنصيص الكثير، ومساحات الاستشهاد الأوسع أمر يضعف معه مذهب الباحث أو الناقد في متونه النقدية، لأن الإجراء النقدي بما هو حوار من وعي وإحساس بين المتن المدروس والعقل الناقد بوساطة المنهج، يستدعي ذلك الإجراء والحوار حضوراً لافتاً للناقد والدارس أيضاً، وتمثل لغة الخطاب النقدي مداراً من مدارات ذلك كله، وقد عنيت القراءة المحكمة بهذا الشأن مفاضلة بين المشاركين بما هو أكثر استجابة للمتطلبات، وليس بمن هو الأنموذج الأعلى في بابه، لأنّ الأنموذج الأعلى العام نادر في مثل هذه المسابقات على عمومها الغالب.
ونجد أن إنتاجية التجربة النقدية معيار لابد منه، لأننا معها نرصد الحضور المتوقع لتلك التجربة في الواقع الثقافي العام، ومدى قدرتها على إثارة الأسئلة، وإلهام المتلقي النوعي والعام بما يذهب به إلى الإضافة والأخذ بالنوعي والتطور بحثاً عن الجديد. ذلك أن إنتاجية كل خطاب نقدي تتمثل في قدرته على التأثير عبر لغة مستجدة، ومتن مدروس يتوافر على جديد أو إدهاش ما، وكيفية غير جامدة في تطبيق المنهج، أو قدرة على إحداث رؤية نقدية أو منهج جديد ومطوَّر نطلّ منه على كشوفات من قراءات معرفية نقدية أخرى. وتمثل قدرة العقل القارىء على الكشف عن غير المتوقع، أو المسكوت عنه، أو ما يضمره النص بوعي منهجي يستجيب له، معياراً لابدّ منه في توصيف التجارب، وإمكانية تقييمها.
وإن بنا حاجةً إلى الدراسات النقدية التي تحاور لتكشف، وتستفز لتسأل، لأنّ أسئلة النقد تنافس أجوبته المقترحة. أما الدارسات التي تكتفي بمجرد تطبيق منهج معين على تجربة مخصوصة تطبيقاً قائماً على توظيف طروحات السابقين فلا نحسبها تقدَّم الجديد الذي نطمح إليه.
إن الدرس النقدي اليوم لغة كشف وتحليل وأسئلة وخرائط طريق أكثر منها وقوفاً ساكناً عند إجابات استقرت وشاعت ودأب كثيرون على تداولها، فالنقد مطالب بجديد يستجيب لجديد المتن المدروس، وهو غير قليل في أدب اليوم، ولاسيما في الشعر العربي المعاصر. ونجد أن التفات ملتقى ابن المقرب الأدبي إلى الخطاب النقدي اجتهاد يخلص إلى هذه الأسئلة، ويعنى بجديد طروحاتها، وهو يأمل في إخلاصها إلى كشوفات جديدة.
نكرر الشكر لأسرة ملتقى ابن المقرب ولاسيما القائمين على هذه المسابقة، مع الدعاء بالتوفيق لكل المشاركين، فقد قدّم الجميع تجارب معرفية ثمينة.
ويطيب لنا أن ندرج أدناه الدراسات النقدية الحائزة على المراكز الأولى في قسم الدراسات النقدية من فرع الشعر.
الجائزة | الدراسة | الكاتب | الدولة |
الأولى | إنتاج النص الشعري المعاصر (آلية النواة الدلالية) | الحسن آيت العامل | المغرب |
الثانية | الكتابة الشعرية عند أحمد عبده الحريشي، بلاغة الإيقاع وانفتاح النص | رشيد الخديري | المغرب |
الثالثة | شعرية التشكيل في القصيدة العربية الحديثة | علي عرايبي | تونس |
نقدم التحيه والشكر لملتقى ابن المقرب لهذا الجهد الذي تعدي حيز المملكه العربيه السعوديه إلى ارجاء الوطن العربي ولكن تمنينا ان يكون الإعلان أكثر انتشارا عبر الإعلام المحلي والعربي وأنا نظرا لوجودي لأعوام طويله في المملكه إعلاميا وثقافيا لمست وتعايشت مع هذا الجهد والنشاط عن قرب وربما شاركت معهم في بعض الفعاليات