الأسطورة بيليه.. وداعاً توصية ورسالة حب.. عزف اللحن الأخير على أوتار الكرة ثم ودع العالم
إعداد: ديسك صُبرة
مشاركة: أفراح آل شويخات، بتول الشاخوري
قُضي القضاء، وودّع أسطورة كرة القدم “بيليه” عالمنا، مساء اليوم الخميس.. ولطالما أبهر الأسطورة بيليه العالم على وقع قدميه، ونزع من عشاق “المستديرة” آهاتهم وتصفيقهم وإعجابهم مع كل حركة أو تصويبة أو “ترقيصة” أو هدف يسجله في شباك خصومه، فاستحق عن جدارة لقب “الجوهرة السوداء”.
وحتى بعد أن اعتزله الكرة، ظل بيليه محتفظاً بمكانته في عالم كرة القدم، محللاً وخبيراً وأسطورة اللعبة بلا منازع، يبارك كل المنافسات التي تُقام هنا وهناك، إلا أن المرض حرمه من السفر إلى قطر لمتابعة مونديال 2022، واليوم يفارق “الجوهرة” الدنيا، بعدما أن اشتد عليه المرض دون استجابة للعلاج، فانتزع الآهات للمرة الأخيرة، حزناً عليه وعلى فترة ذهبية أثرى فيها اللعبة بفنزن لا يقدمه إلا هو.
“أصدقائي.. أريد أن يبقي الجميع هادئين وتفكير إيجابي، أنا قوي ومتفائل جداً، وأتابع علاجي كالعادة، أريد أن أشكر الفريق الطبي والتمريض بأكمله، على كل الحماس الذي كنت أتلقاه، لدي الكثير من الثقة في الله، وكل رسالة حب أتلقاها منكم، تأتي في جميع أنحاء العالم تجعلني مليئاً بالطاقة، وأشاهد البرازيل في كأس العالم أيضاً، شكراً جزيلاً على كل شيء أصدقائي”.
ردد بيليه هذه الكلمات قبيل رحيله بأيام، وكأنه كان يودع محبيه والعالم الوداع الأخير، ويشكرهم على أحاسيسهم الطبية تجاهه في فترة مرضه، ولم ينس بيليه أن يضمِّن كلماته ما يشبه الوصية أيضاً، بأن على الجميع أن يحبوا كرة القدم، الكفيلة بجمع الفرقاء والمتنافرين، وعزز هذه الوصية بمقطع فيديو قصير، يداعب فيها الكرة من فوق كرسي المرض، بمساعدة ممرضته.
رياضي القرن
“أديسون ارانتيس”..هذا الاسم الحقيقي للبرازيلي بيليه، حيث سمي به تيمنأ بالعالم الأمريكي أديسون مخترع المصباح الكهربائي. ويعد بيليه من أكثر الشخصيات الرياضيه نجاحاً وشعبية، ففي العام 1999تمت تسميته بـ”رياضي القرن” من قبل اللجنة الأولمبيه الدولية، وفي عام 2000 حصل على لقب أفضل لاعب في العالم، مناصفة مع الراحل الأرجنتيني دييجو مارادونا.
77 هدفاً
بدأ بيليه مشواره الرياضي في سن 15سنة، وفاز بـ3 كؤوس عالمية (1958. 1962.1970)، ولايزال هدافأ البرازيل الأسطوري بـ77هدفأ، وأمام اللاعب الحالي نيمار فرصة لمساواته أو التفوق عليه عددياً، حيث يمتلك حتى اليوم 76هدفاً.
الأعلى اجرأ
وفي زمنه، كان بيليه الأعلى أجراً حتى اعتزاله عام 1977. ومن أشهر أقواله “إن النجاح ليس وليد الصدفة، بل بالعمل والمثابرة والتعليم والدراسة والتضحية والأهم من هذا كله أن تحب ما تقوم به”.
ولم يحصل بيليه على الكرة الذهبية في مسيرته الكروية، لأن هذه الجائزة كانت قاصرة على اللاعبين الأوروبيين فقط، وفي عام 2013 تم إعطاء الجوهر السوداء، كرة ذهبيه شرفية، نظير إنجازاته، ورغم اعتزاله، إلا أن شعبيته لم تتأثر أو تتراجع، وظل أيقونة الفن الكروي وأسطورته.
معاناة المرض
وكان بيليه يعاني من سرطان القولون، ويرقد في أحد مستشفيات البرازيل، تحت إشراف طبي متكامل، وقال المستشفى في وقت سابق إن الاسطوره لا يستجيب للعلاج الكيماوي، وبعد ذلك صرح أن حالته مستقره وفي تحسن، إلى أن أعلن اليوم عن وفاته.