الاحتفاء بـ”العربية”.. متخصص يُبشر باللغة الثالثة للتوفيق بين العوام والخواص من منبر ابن المقرب الأدبي..
القطيف: صُبرة
عزت أمسية ثقافية، أقيمت في القطيف، جوانب الضعف الأساسية في استخدام اللغة العربية الفصحى، إلى ضعف الرصيد اللغوي لدى الدارسين والمتحدثين بها، مشددةً على أهمية تعزيز دور اللغة العربية وتنميتها عن طريق كتابة سلسلة من الكتب، التي تعالج الحصيلة اللغوية والمفردات، ومصادر الرصيد اللفظي، إلى جانب تعزيز اللغة الثالثة.
ونظم الأمسية أمس (الثلاثاء)، ملتقى ابن المقرب الأدبي، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بالشراكة مع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، في مسرح الجمعية، وأدارها الشاعر محمود المؤمن، الذي مهّد للفعالية بحديث أدبي حول اللغة العربية وجمالياتها التي تغنّى بها الشعراء والأدباء والمستشرقون.
وافتتحت الأمسية بكلمة رئيس الملتقى أحمد اللويم، الذي رحب فيها بالحضور، وتحدث عن أهمية المناسبة، مستعرضًا أهم مزايا وخصائص اللغة العربية الجمالية، مستشهدًا بآراء بعض العلماء اللغويين.
بعد ذلك، بدأت المحاضرة الرئيسة التي حملت عنوان “اللغة الثالثة بين النظرية والتطبيق”، التي قدّمها الدكتور أحمد المعتوق، أستاذ قسم اللغة العربية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سابقاً.
تحدث الدكتور المعتوق عن ذكرياته مع بداية اهتمامه باللغة العربية، بعد عودته من جامعة بنسلفانيا، وعرّج بالحديث عن صراع اللغات مع اللغة العربية، وذكر أن الغنى المتنوع للغة العربية، ضمن لها الصمود في وجه أي صراع مع لغة أخرى، إضافة إلى العوامل الخارجية التي تضمن لهذه اللغة العظيمة الاستمرارية، مثل التعبد بها، والقرآن الكريم وحملات الدفاع عنها والاحتفاء بها، كل هذا خفف من القلق على مستقبلها.
وتطرق المعتوق إلى خطته في تعزيز دور اللغة العربية، وتنميتها عن طريق كتابة سلسلة من الكتب التي تعالج الحصيلة اللغوية والمفردات، ومصادر الرصيد اللفظي، وتقيّم استخدام اللغة العربية في المجتمع ودول الخليج، وتحدث بعضها عن المعاجم العامة والخاصة والثنائية، والحصيلة الفكرية الناتجة عن الضعف اللغوي لدى الإنسان العربي، وتناولت قضايا أدبية لها مدخلية في تطور اللغة العربية وثرائها. وقال المعتوق “نحتاج الألفاظ الأدبية لننشئ إبداعًا يليق بالأمة”.
وأوضح المعتوق أنّ اللغة الثالثة، هي اللغة التي تقف وسطًا بين اللغة الفصحى واللهجة العامية، والوسط هو الذي يخلق الحاجة إلى استخدام لغة ذات مستوى مختلف عن العامية والفصحى، من شأنه التوفيق بين لغة العوام والخواص.
واقترح أن “يتم تعميم هذا الوسط، بدءًا من المراحل الدراسية، لكي يتاح لها الإمكانية للنمو والاتساع والقبول”.
ثم تحدث عن الأسس النظرية التي كونت هذه النظرية، وصدى هذه النظرية في الواقع التي خضعت فيه للتطبيق عند بعض الجامعات العربية.
وعرّج بالحديث عن العوامل المساعدة على تطبيق نظرية اللغة الثالثة في الواقع.
وأشاد الدكتور المعتوق بجهود المملكة في تعزيز دور اللغة العربية في التعليم والإعلام والصحافة. وأجاب عن أسئلة ومداخلات الجمهور.
وفي الختام، قدَّم رئيس الملتقى أحمد اللويم ورئيس فرع جمعية الثقافة والفنون يوسف الحربي درعًا تكريميّة للضيف تقديرًا على ما قدمه من مادة ثريَة في محاضرته القيّمة.