من هو القاضي الأمريكي الذي يبكي على المتّهمين..؟! "فرانك كابريو" طبّق قانون الرأفة.. وأشرك المجتمع في تحمل مسؤولية الجريمة
القاهرة: محمد السيد
لُقّب بـ “قاضي الإنسانية”.. و “القاضي الحكيم”.. و “القاضي الرحيم”.. و”اشهر قاضي في العالم”.. وذاع صيته على مستوى العالم، وتُرجمت مقاطع فيديو من منصّة القضاء التي يشغلها، توثيقاً لمعالجة قضايا بطرق مختلفةٍ وضع لها قانونه الخاص، وبرز مؤثراً في التعامل الإنساني مع الجريمة وبحث مسبباتها ودوافعها، قبل إصدار الأحكام عليها.
إنه القاضي الأمريكي فرانشيسكو كابريو، الذي تتناقل منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة له وهو يعامل المتهمين برأفةٍ وإنسانية، بعيداً عن القوانين التي ينفذها، ويطلب من أطفال أن يجلسوا إلى جانبه ويُدلون برأيهم في الجريمة، وفي العقاب أيضاً.
وفي قضية من القضايا المؤثرة جداً، تعامل القاضي كابريو مع جريمة تورط فيها صبي عمره 15 عاماً حين سرق خبزاً، من متجر بسبب جوعه ومرض والدته، ليحكم القاضي بتغريم كل الموجودين في القاعة 10 دولارات وتغريم صاحب المتجر 1000 دولار، واصفاً الجريمة بأنها “مخجلة” بسبب تسليم صاحب المتجر طفل يعاني الجوع فيسرق الخبر للشرطة.
وفي موقف آخر أعفى القاضي كابريو سائقًا مصريًّا من غرامات مرورية، إعجابًا باجتهاده، وكان السائق علي عثمان قد سُجّلت عليه 4 مخالفات بوقوفه في أماكن ممنوعة على العربات، وبرر ذلك أنه يضطر إلى ركن سيارته أمام المنزل قبل بدء العمل عند الساعة الرابعة فجرًا، وأوضح السائق أنه يشغل سيارته ويركنها لدقائق فقط إلى أن يرتدي ملابسه ويخرج للعمل، لكنه أقلع عن ذلك منذ أن وصلت إليه المخالفات.
ووثقت فيديوهات أخرى محاكمات أحضر فيها كابريو أبناء بعض المذنبين، وأجلسهم إلى جانبه وطلب منهم المساعدة في إصدار الحكم على آبائهم.
والقاضي فرانشيسكو كابريو من مواليد 23 نوفمبر 1936، هو رئيس القضاة في بروفيدنس برود آيلاند والرئيس السابق لمجلس محافظي رود آيلاند.
وُلِد فرانك كابريو في أسرة مكوّنة من ثلاثة أبناء بالإضافةِ إلى والده الذي يُدعى أنطونيو كابريو ووالدته التي تُدعى فيلومينا كابريو في حيّ فيدرال هيل في بروفيدنس.
التحقَ كابريو بالمدرسة العامّة في بروفيدنس؛ وعمل في الوقتِ ذاته في كغاسلٍ للصحون وملمّع للأحذية لكسبِ مزيدٍ من المال، وفقاً لموقع ويكيبديا.
تخرّجَ من المدرسة الثانوية في عام 1953، ثمّ التحقَ بكليّة بروفيدنس التي نالَ منها شهادة البكالوريوس. بعد التخرج؛ بدأَ فرانك العمل كمُدرّسٍ في مدرسة الأمل الثانوية في بروفيدنس برود آيلاند قبلَ أن يتلحقَ بكلية الحقوق بجامعة سوفولك في بوسطن ما مكّنه بعد التخرج من أن يصيرَ محاميًا.
انتُخبَ فرانك كابريو لعضوية مجلس مدينة بروفيدنس في عام 1962 وخدم فيها حتى عام 1968، وانتخُب من جديد كمندوبٍ للمجلس في مؤتمر رود آيلاند الدستوري في عام 1975 حيثُ تم انتخابه مندوبًا عن خمس اتفاقيات وطنية ديمقراطية.
شغلَ منصب رئيس مجلس محافظي رود آيلاند للتعليم العالي الذي يتحكَّم في القرارات الرئيسية لجامعة رود آيلاند وكلية رود آيلاند وكلية المجتمع في رود آيلاند، وشغلَ منذ عام 1985 منصب قاضي محكمة في بلدية بروفيدنس، حيثُ ترأسّ عددًا من المؤتمرات وشاركَ في عدّة مناسبات كما باتَ معروفًا في داخل البلدة.
أسَّس كابريو صندوق أنطونيو للمنح الدراسية، وهو صندوقٌ يقضي بتقديمِ منحٍ لطلاب رود آيلاند الملتزمين بتحسين الوصول إلى الخدمات القانونية في أحياء رود آيلاند الحضرية، وأنشأَ أيضًا منحًا دراسية في كلية بروفيدنس وكذا في كلية الحقوق في سوفولك كما ساعدَ خريجي المدرسة الثانوية في مدينته في إطار برنامجٍ سُمّي على شرف والده.
في عام 1983م أصبحَ فرانك رئيسًا مشاركًا لمؤسسة رود آيلاند كما كانَ عضوًا في مجلس حكام التعليم الابتدائي والثانوي ومجلس المحافظين، وهو عضوٌ في مجلس الرئيس في كلية بروفيدنس.
حصل فرانك كابريو على الدكتوراه الفخرية في القانون من كلية الحقوق بجامعة سوفولك في عام 1991 وكلية بروفيدنس في عام 2008، كما حصل على دكتوراه فخرية في الخدمة العامة من جامعة رود آيلاند في عام 2016، وبحلول أغسطس 2018م حصلَ كابريو على جائزة دائرة المنتجين في مهرجان رود آيلاند السينمائي الدولي.