هل الزواج مخاطرة في كهف مخيف..؟ [3 من 3] حديث خاص للمقبلات على العش الزوجي
نسيمة السادة
الدخول إلى كهف غير معروف المعالم، لا المداخل واضحة ولا المخارج، بعضهم يقول إن كنزاً داخله، وبعضهم يقول إن نهايته موت محقق ورحلة من المشقة والتعب، ودليلهم تجارب من دخلوه وسبروا أغواره ولم يحصدوا إلا المرارة.
هذا لسان حال الشابات اللاتي أبدين خوفهن الشديد وقلقهن من الزواج، مستنداتٍ إلى تجارب من سبقنهن من المتزوجات، حتى التي وجدت سكنها واستقرت في بيتها وكونت عائلتها دائمة الشكوى والتذمر، وتعطي من حولها انطباعاً بكونها التعيسة المهدودة، وأحاديث المجالس النسائية تتنافس في ذكر مساوئ الزوج ومعاناتها منه، خوفاً من الحسد تارة أو مبالغة تارة، أو حتى لا تضع إحداهن العين على زوجها المتعاون أو تذمراً من كسله أحيانا أخرى.
خوف الشابة من خوض المجهول ومن تسليم ذاتها لشخص لا تعرف حقيقته يشل الشابة ويصنع التردد، فكثير من الشباب يخشى المرور بتجربة الزواج والفشل فيه، الأمر الذي يجعلهم بعيدين عن اتخاذ قرار الزواج.
أحوال المتزوجين وتجاربهم والخبرات السيئة عن الزواج من أسباب عزوف كثير من الشباب عن الزواج، وخصوصاً إذا كانت تلك التجارب لمقربين منهم، لأنهم يلمسون معاناتهم بكل تفاصيلها، ومن طبيعة الإنسان أن يُسقط تجارب الآخرين على أي تجربة يريد خوضها.
“لن تستطيع أن تعرف ما لم تجرب”. يذكرني هذا حينما كنت صغيرة وأنا أندس بين مجالس النساء الخاصة لأسمع تجاربهن في الولادة، وكونها فظيعة ومنهكة حتى أنهم يشبهونها بالموت، وكل واحدة منهن تتبارى في وصف أفظع الآلام وأشد التجارب حتى زرعت الرعب في، وأصبحت أفكر لماذا يجب علينا ـ نحن النساء ـ أن نعاني الألم، بينما هي لحظة فرح للزوج. بداية نضوجنا ألم، وأمومتنا ألم وزواجنا ألم. ولو كنت أفكر كما بنات اليوم لأحجمتُ عن الزواج أو حتى الرغبة بالأمومة.
وما حدث هو على العكس من ذلك؛ فقد أثار الحديث عن التجارب فضولي وأشعلت فطرة الأمومة في نفسي لتجربة كل الحالات والمراحل التي توصلني إلى الأمومة، بل ومن دون مسكن ولا مخدر، إنه التركيبة العجيبة بين الألم والفرح، فطرة فُطرنا عليها، حاجة تستمر، رغبة لعيشها بكل أحوالها وتجاوزا لكل الأخطاء التي وقعت فيها السابقات، والبحث العلمي لتصحيح كل معلومة خاطئة.
كذلك كل تجارب الزواج هي دروس وعبر، للاستفادة من تجارب الآخرين وتجاوز الأخطاء التي مضوا فيها السابقين، تحليل الوضع ودراسة نقاط الضعف وتجنب الأخطاء السابقة وتجاوزها.
الدخول في تجربة الزواج بنية العلاقة المستمرة يدفعنا نحو إدارتها بشكل جيد، نجني منها أجمل الثمار ونتلذذ بمرارتها كما القهوة، إن شعور استحقاق الأفضل أول هادم للعلاقة الزوجية حتى قبل بدايتها، أنا أستحق أفضل منه وأستحق من يقدّرني أكثر وأستحق أجمل وأغنى منه وأكثر علماً وثقافة كما فلانة.
إنها حواجز تحجّم الشراكة وتدمرها، وشعور بالفوقية والاستحقاق غير الموضوعي يضع حلم الزواج بعيداً عن المنال، هناك معياران أساسان في الاختيار: الدين والخلق، وما دونهما يؤخذ فيه ويرد، وفي بداية كهفنا اتفاق ونهايته أخلاق.
“كن جميلاً ترى الوجود جميلاً”…. الأخبار اللي ما فيها “آكشن” ما تروي فضول الكثيرين.. مثلاً عائلة فلان وفلانة قصة أسطورية.. مستورين راضين قانعين.. وليسوا صفحة لتدخلات أهلها ولا أهله.. ولا تصارير على وسائل “الدمار” الاجتماعي في سفرنا واكلنا وطلعنا وجينا… وين الآكشن Action..وكثّر من بهارات “السسبنس Suspense” .. هو عالم خاص .. لا يستدعي فلان عنده وحنا ما عندنا وأختي قالت وأمي فرضت و صاحبتي في بيتهم واشتروا وعملوا وبنوا وركبوا وسافروا… صارت الماديات فوق المثل والأخلاقيات… يبدو لي ضحالة الفكر أحياناً والمصيبة حين تكون في ركوب الموجة ومسايرة طقوس مجتمعية ما أنزل الله بها من سلطان.. من فوق الله.. الله، ومن الداخل … فلنركز على الداخل شوي.. داخل أنفسنا، قبل داخل البيت..
ولكل عازفة أتمنى لها الزواج و رؤية مقومات الالفة والسعادة والانسجام وليس رصيد البنك والسيارة.. الكظاهر خادعة ولا يبقى.. لا عنده ولا عندها.. ويبقى الجوهر رصيدكم مادمتم على سطح البسيطة.. أسأل نفسكَ واسألي نفسكِ ماذا يريد كل شخص من الآخر.. ماهي مُثُلك في الحياة ومقياسك للنجاح.. ليس فقط العلمي والعملي.. ي منظومة متكاملة… ماتقدر تعيش مع نفسك كل يوم كبسة ولا كل حلى “تريماسو”.. الله أودع فيك أيها الإنسان غرائز طبيعية في خلقتك وطاقات في عقلك وقدرتك.. ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.. وهنا أتوقف.. حين لن يستطيع هو أن يكابر ولا هي أن تكابر.. كل نصف يكمل الآخر في الخلقة السوية… قبل مضي قطار العمر.. و تتحسفون ,,, قالها و سمعناها وقريناها
قول المولى عز وجل: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)؛ الزواج سنة الحياة، وهو الرابط الشرعي الوحيد لتكوين الأسر، وبه يتحقق السكن والمودة والرحمة بين الزوجين.
عندما تكون الزوجة هي البنك الذي يصرف و الزوج هو المستفيد الأول هنا تكون بعض التناقضات و عدم التوافق حتى أن الحب لا يكون بتلك القوة ، و أيضاً عندما يعتقد الزوج بأنه الشخص الوحيد الذي على حق و يجب أن يسمع كلامه و أن الزوجة التي أمامه لا تفهم شيء فإنه يرفع صوته دائماً بالرغم من تفاهة الأمور و يحول ذلك البيت إلى جحيم صامت .
السؤال الأهم :
لماذا الآن هذا العزوف عن الزواج و خاصة من النساء ؟
التاريخ مر بمراحل مختلفة من جميع النواحي و لم تتوقف عجلة التزاوج ؛ فلماذا الآن ؟
للأسف صرنا نركز على السلبيات ونترك الإيجابيات هناك الكثير من الزيجات الناجحة نغفل عنها ولا نظهرها لتكون نموذجاً يُحتدى به من أجل خلق أسر راقية تنهض بالفرد والمجتمع