[كانت مدرسة 7] بيت الهاجري أنقذ طلاب “النابية” من الترحال ذكريات لا تسى وإقرار بالجميل..
القطيف: أفراح آل شويخات
بجانب مدن القطيف وبلداتها، نالت النابية نصيبها من المدارس المستأجرة التي تأسست داخل منازل المواطنين، لحل إشكالية قلة المدارس الحكومية، وذلك بإنشاء أول مدرسة متوسطة في البلدة في العام 1417هـ، ومقرها منزل عبدالله غانم الهاجري.
واستقبلت المدرسة، التي تقع في شارع الضغط العالي، طلاب البلدة، الذين وجدوا صعوبة في قطع مسافات بعيدة، للتعلم في مدراس حكومية.
وسبق افتتاح المدرسة في منزل الهاجري، قيام صاحبه بإجراء تعديلات فيه، ليكون صالحاً لاستقبال الطلاب، وأبصرت المدرسة النور في العام الدراسي 1417 ـ 1418هـ، وظلت تمارس نشاطها في تعليم طلاب المتوسطة، إلى أن أقفلت في العام 1426، وانتقال الطلاب إلى مبنى مدرسي جديد، بنته الحكومة.
التحصيل العلمي
ويقول جلوي هادي الهاجري أحد طلاب المدرسة “كنت شغوفاً بالدراسة والتحصيل العلمي منذ الصغر، وكانت طموحاتي أن أصل إلى المرحلة الجامعية”. وأضاف “درست المرحلة الابتدائية، وتخرجت فيها بتفوق، وكانت المدرسة التي أنشئت في منزل العم عبدالله غانم الهاجري محطتي المقبلة للالتحاق بالمرحلة المتوسطة”.
وأكمل “رغم أن بيت الهاجري كان صغيراً في مساحته، إلا أن ذكرياته كنت كثيرة وجميلة، لا تنسى، وأعتز بها على الدوام”، مضيفاً “حفلت الفترة التي قضيتها في المدرسة بتعليم ممتاز، يقوم عليه معلمون أفاضل، تعلمنا منهم الكثير، وكنا ندرس في المرحلة المتوسطة، مواد المرحلة الابتدائية نفسها، ولكن بتوسع، ومعلومات أكثر وأدق، وأتذكر من معلمي المدرسة المعلم ماجد القحطاني الذي تفانى في عمله من أجل الطلاب”.
ويواصل جلوي “بعد المتوسطة، التحقت بالمرحلة الثانوية، وتوسعت في دراسة المواد العملية مثل الفيزياء الكيمياء الاحياء والرياضيات، بجانب مواد علمية وأدبية، واخترت المواد العلمية لشغفي بالرياضيات والفيزياء”.
وواصل “بعدها التحقت بالمرحلة الجامعية، التي قضيتها في جامعة اكاديا الكندية، وحصلت على درجة الدبلوم في تخصص برمجه الكمبيوتر، والبكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال، وغيرها من الشهادات والمؤهلات العلمية”.
ويقول جلوي “أنا الآن أب لطفلين، وأشغل منصب اختصاصي أملاك سكنية في الهيئه الملكيه في الجبيل منذ 5 أعوام، وأفتخر بما وصلت إليه، ورغم تتابع المراحل الدراسية، إلا أنني لا أنسى ما تعلمته في منزل العم عبدالله غانم الهاجري، ولا أنسى أصدقائي والمعلمين”.
وبجانب جلوي، تختزن ذاكرة زملائه مهنا عبدالله الهاجري، محمد الهاجري، وسعود الهاجري ذكريات عدة أثناء الدراسة في المدرسة ذاتها. وقالوا لـ”صُبرة” إن هذه المدرسة “تعتبر أقدم مدرسة للمرحلة المتوسطة في النابية، قضينا فيها أوقاتاً سعيدة ومفيدة، من الصعب نسيانها”.
وأضافوا “نجحت تلك المدرسة في استيعاب طلاب البلدة، الذين وجدوا صعوبة في تنقل يشبه السفر إلى مواقع بعيدة عنهم، للتعلم في مدارس حكومية”، مشيرين إلى أنهم “كانوا ضمن الدفعة الأولى في المدرسة”.
ويتذكر هؤلاء الطلاب معلم الرياضيات في المدرسة تركي الطويرقي، وكيف كان يشرح الدروس بطريقة سهلة ومحببة إليهم، وكيف كان يرحب بمن لم يفهم الدروس، ويبادر بشرحها له في أوقات الفسحة”.
ويؤكد الطلاب أن ما وصلوا إليه اليوم من مناصب في جهات حكومية عدة، يرجع الفضل فيه إلى ما تعلموه في المرحلة الابتدائية، ثم المتوسطة، وصولاً إلى الثانوية.
ويعمل مهنا الهاجري عسكرياً، ومحمد عبدالله الهاجري في شركة أرامكو السعودية، أما سعود الهاجري، فيعمل موظفاً.