بعد 38 عاماً من ريادة “سلطان”.. السعودية تعود إلى الفضاء بـ “ريانة” و “علي”
الرياض: واس
بعد 38 سنة، من رحلة قام بها أول رائد فضاء عربي وسعودي، وهو الأمير سلطان بن سلمان إلى الفضاء، تعاود المملكة الكرة مرة أخرى، وأعلنت اليوم (الأحد) عن إرسال أول رائدة فضاء سعودية، وهي ريانة برناوي، ومعها رائد فضاء سعودي، وهو علي القرني، إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من العام الجاري (2023).
ويلتحق رائدا الفضاء إلى طاقم مهمة AX-2 الفضائية، بهدف بناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة لأجل البشرية، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء، وصناعاته عالميًّا، والإسهام في الأبحاث العلمية، التي تصب في صالح خدمة البشرية، في عدد من المجالات ذات الأولوية، مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء.
وتنطلق الرحلة العلمية من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى محطة الفضاء الدولية. ويتضمن برنامج الرحلة تدريب رائدة ورائد فضاء آخرين على جميع متطلبات المهمة، وهما مريم فردوس وعلي الغامدي.
وأوضح رئيس إدارة مجلس الهيئة السعودية للفضاء، المهندس عبدالله السواحه أن المملكة “تسعى من خلال برنامج رواد الفضاء، إلى تفعيل الابتكارات العلمية على مستوى علوم الفضاء، وتعزيز قدرتها على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل، بما ينعكس إيجابًا على مستقبل الصناعة والوطن، وزيادة اهتمام الخريجين في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتنمية رأس المال البشري، من خلال جذب المواهب، وتطوير المهارات اللازمة”، مشيرًا إلى أن المملكة “تُعوّل على برنامج رواد الفضاء في تعزيز مكانتها في السباق العالمي نحو الفضاء واستكشافه، ورفع مكانتها في خارطة الدول التي تتسابق إلى الفضاء وتستثمر في علومه المختصة”.
وفي سياقٍ متصل، بين الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء، الدكتور محمد التميمي، أن “الدعم والتمكين الذي وجدته الهيئة من القيادة الرشيدة، هو المحرك الأساس وراء الخطوات الواسعة والقفزات النوعية للمملكة في مجال الفضاء، عبر تذليل الصعوبات والعقبات كافة، التي تواجه القطاع”، مؤكدًا أن رحلات الفضاء المأهولة “تعد مقياسًا لتفوق الدول وتنافسيتها عالميًّا في العديد من المجالات، مثل التقدم التقني والهندسي، والبحث العلمي والابتكار، كما تعد هذه الرحلة تاريخية، حيث ستجعل المملكة من الدول القليلة في العالم، التي تجمع رائدي فضاء من الجنسية نفسها، على متن محطة الفضاء الدولية في التوقيت ذاته”.
ويأتي برنامج رواد الفضاء، بالتعاون مع مجموعة من الجهات في مقدمتها وزارة الدفاع، ووزارة الرياضة، وهيئة الطيران المدني، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بالإضافة إلى شركة “أكسيوم سبيس” المختصة في رحلات الفضاء المأهولة، وتطوير البنى التحتية الفضائية في الولايات المتحدة الأمريكية.
يشار إلى أن الهيئة السعودية للفضاء أطلقت في وقت سابق، برنامج المملكة لرواد الفضاء، وتأتي هذه الرحلة ضمن حزمة متكاملة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والإسهام في رفع مكانة المملكة والإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وكانت رحلة الأمير سلطان بن سلمان إلى الفضاء عام 1985، على متن المكوك الفضائي ديسكفري، وأطلقت في تاريخ 17 يونيو الموافق 29 من رمضان ١٤٠٥هجريًا، الساعة ١٤:٣٣ عصرًا بتوقيت المملكة. وتم تجهيز برنامج علمي مصاحب للرحلة، كان هدفها فتح نافذة للأكاديميين السعوديين للانخراط مع علماء ناسا، وإنتاج أبحاث تخدم البشرية.