الصهد*
إبراهيم الشمر |
ينفث دخانه تفاحة تفاحة
وهو يسوي الجمر
على رأس “المعسل”
ينصت في اهتمام
لوجيب الأسى الطالع
من شقوق رحلتي
واصطفاق أبوابي
يقاسمني الشرود
كلما غشيتني نهنهة
أو أوشكت الدمعة
ينهر النادل
وهو يتباطئ
في جلب الحجر
ليعيد تسوية السهرة
وإشعال الذاكرة
يرتشف جرعة
من كأس الشاي
ثم يذهب في الحكاية
يرسل عينيه في السديم
ويشرع “شجرة العائلة”
“جده الأول
الذي زرع حجرا
في منتصف الوادي
فتفرع جدرانا كثيرة”
أبوه الذي حصده
قبيل الموسم
أمه التي احتوته
في حضنها
ولم تحفل بالبشارة
التقويم
الذي أغفل تدوينه
الحياة
التي منحته مساحة
لأن الله لم يأخذ “وداعته”
رأسه الكبيرة
وجسده الضامر
الارتياب في عبور البرزخ
مجاورة النجوم
ومعانقة السماء
المشي بإقدام
تجهل الطريق
وتغفل البئر
الكلمات المبهمة
التي تطيش في فضاء القرية
الوجوه التي أغترفها بدلوه
ثم تطايرت كالهباء
فتاة الأحلام
التي تسللت لمخيلته
كوردة حمراء
زرعت بصفحته
فردتي الحذاء المقلوبتين
كسرة الخبز وقطعة الجبن
المثلثة
الحقيبة المدلاه على الظهر
مدرسته العارية
بلا أسوار أو بوابات
حصة الرسم
التي بلا لون ولا أصابع
شجرة العمر
وهي تسرج أغصانها
وتمنحنا أجنحة للغناء
وقليل من الحكمة
لنقض الريح
وتوهم الخلاص
كل شيء
يقول أننا كالأيتام
نولد في عراء هذا العالم!!!
نتسول الحب
لأن شجرة المعنى
قد أفلت شمسها
ولأن الجحيم
عنوة تتدلى تضاريسها كالتيه في عيوننا الشاحبة
أي وجه علينا
أن نرتدي لإستعادة السكينة
وأي خشب نرفعه عاليا
صرحا للاحتمال أو الصلب
من فرط الغربة؟!!
6 يناير 2018
—————————
* لمسفر الغامدي وهو يعبر
كينونته سقيا لشجرة الحياة!