زهراء آل شبر.. طالبة الثانوية تتحدّى “كورونا” بالبحث عن أشباهه

القطيف: ليلى العوامي

ولاَّدة هي القطيف، بل ومبدعة، يوماً بعد يوم تخرج لنا نماذج مشرفة من بناتنا وأبنائنا نفاخر بهم جميعاً، يرفعون اسم محافظتهم في المحافل المحلية، ويشرفون المملكة في المحافل الدولية.

اليوم تلتقي “صبرة” بقصة نجاح جديدة لإحدى فتيات القطيف وتحديداً صفوى، وهي الطالبة بالصف الثالث الثانوي بمدارس الظهران الأهلية، زهراء أحمد سلمان آل شبر.

أبدعت آل شبر، في مجال الطب الحيوي والعلوم الصحية، ومنها تأهلت وحصلت على المركز الخامس ضمن التصفيات الأخيرة في العاصمة الرياض لـ 40 بحثاً، قبل أشهر، حيث تم اختيار بحثها ضمن 35 بحثاً ستشارك فيه المملكة في المسابقة العالمية آيسف 2023 في الولايات المتحدة.

حصلت آل شبر على عدة تكريمات، لعل أبرزها الحصول على جائزة كبرى من جوائز (إبداع 2023)، حيث كانت إحدى المكرمين بتحقيقهم المركز الخامس على مستوى المملكة عن بحثها الذي حمل عنوان “تنميط التعبيير الجيني للخلايا المصابة بجزيئيات شبيهه بفايروسSARS-Cov-2 المتحولة والبرية”، وهو يختص بفيروس كورونا كوفيد 19 المستجد، وأعدت بحثها في جامعة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.

وعن بحثها قالت آل شبر لـ صُبرة “من المعلوم كيف أثر هذا الفيروس التنفسي في العالم أجمع، وكيف كان الجميع بما فيهم المؤسسات العلمية و الصحية تبحث عن طبيعة هذا الفيروس، وكيف كان العالم ينتظر التطعيم ضد هذا الفيروس.”

وأضافت “من الملاحظ أيضاً كيف كانت أجسام الناس تستجيب بشكل مختلف بعد الإصابة بهذا الفيروس، و قد سمعنا عن أناس في عمر الشباب و يتخذون أسلوب حياة صحي و يتوفون بعد التعرض للإصابة بفيروس كورونا.”

لماذا هذا البحث؟

حول ذلك تقول آل شبر “قدمتُ بحثاً يدرس إحدى الطفرات الجنية (التغيير الجيني)، الذي حدث لفيروس (KR mutant)، و قارنتُها بالفيروس الأساس، و من هذا البحث وجدت أن هناك تأثيراً واضحاً جداً لهذه الطفرة، و كيف أنها أنتجت بروتيناً استطاع أن يتحايل على الجسم البشري، بحيث لا يكتشفه الجسم بسرعة و يستطيع الفيروس التكاثر بكمية وسرعة أكبر داخل الجسم، ومن ثم ينتج الجسم مناعة بقوة كبيرة مما يتسبب أيضاً في محاربة الجسم لنفسه، فدراسة هذه الطفرة تفتح الباب للتعرف أكثر على الفيروس و إنتاج لقاحات أكثر فاعلية”.

التحقت زهراء بعدة برامج خاصة لرعاية الطلبة المتفوقين، وهي إحدى طالبات برنامج موهبة التابع لمؤسسة الملك عبدالعزيز و رجاله للموهبة و الإبداع مذ أن كانت في الصف السادس الإبتدائي، كما أنها مثلت المملكة كسفيرة قيادة في جامعة هارفارد بأمريكا عام 2018 عندما أنهت الصف الأول متوسط.

و “آل شبر” إحدى طالبات برنامج “مسك” لإعداد الطلبة المتفوقين للتقديم في الجامعات العالمية المرموقة، وشاركت أيضاً في برامج علمية إثرائية سابقة، منها أحد برامج موهبة الدولية (أوكس ميديكا)، حيث يقدمه محاضرون من جامعتي أكسفورد و كامبريدج البريطانيتين، واختيرت كأفضل متحدث، كما اختير عرضها التقديمي كأفضل عرض عام 2021، وهي إحدى طالبات المعهد السعودي للعلوم البحثية سنة 2022 التابع لجامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية، الذي يتيح للمتفوقين من طلبة الصفوف المتقدمة فرصة إجراء بحوث علمية على مستوى جامعي.

من جانبها قال فاطمة حمزة المير والدة زهراء لـ صُبرة “أعتقد أن إعطاء الفرصة للطفل أن يعتمد على نفسه في إنجاز مهامه الدراسية من مراجعة و عمل الواجبات من دون تدخل مباشر من الأهل له أثر كبير في صقل شخصية الطالب، لأنه سيحتاج بالتأكيد أن يعتمد على نفسه عندما يكبر، فإذا لم يعتمد على نفسه في الصغر سيواجه صعوبات عندما يكبر، ومن المهم إحاطة الطفل ببيئة مشجعة و ملاحظة والاهتمام بمهاراته، سواء كانت علمية، فنية، رياضية، كما أن ارتباط الطفل بدينه أمر مهم للغاية، لأنه سيحتاج إلى قاعدة و منبع يستقي منه معتقداته، وبالتالي قراراته و توجهاته.”

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×