“السهيل” يكشف: أربعة احتياجات أساسية لكل موظف ليتمسك بشركتك خلال لقاء "الموارد البشرية في المنشآت الصغيرة والمتوسطة" بالقطيف
القطيف: ليلى العوامي
حضور بسيط لكنه كان لافتاً بمشاركته وتفاعله، هذا ما شهده لقاء “الموارد البشرية في المنشآت الصغيرة والمتوسطة”، الذي أقيم مساء أمس الإثنين بمقر غرفة الشرقية بالقطيف، وقدمه المستشار ومدرب الموارد البشرية سلمان صالح السهيل.
وتحدث السهيل خلال اللقاء، عن الموارد البشرية وتطورها، واحتياج صاحب العمل من الموظف، واحتياج الموظف، والمهام الرئسة للموارد البشرية.
وتطرق السهيل إلى القصص والمواقف والتجارب، وأوضح سُبل نجاح موظف الموراد البشرية قائلاً “أصعب ما في توظيف الموظف، هو المحافظة عليه حتى لا تأتِ شركة أخرى لتأخذه منك، فكيف يحدث ذلك؟ ويا ترى أنت كمدير ماذا تريد من الموظف؟، وكانت الإجابة تحت ضحكات الجميع “تحقيق العائد المادي للشركة من قبل هذا الموظف”.
وأشار السهيل إلى أربعة احتياجات أساسية لكل موظف وهي المحبة والعناية، النمو والتطور، المساهمة والمشاركة، القيمة والأهمية، مؤكداً أنه لو تم تلبية كل هذه الإحتياجات للموظف لن يكون هناك استقالات.
وتتابعت الأسئلة الهامة من قبل السهيل فكان سؤاله التالي الذي طرحه مع قصة من واقع حياته “هل تريد أن تتمسك بموظفك وتجعله لا يفكر في ترك عمله لديك؟ استمع لهذه القصة.
وروى قائلاً “أحد الموظفين تملك منزلاً باسم الشركة الذي يعمل فيها وبدأ السداد، وبعد عدة أعوام توفي، والنظام في الشركة إذا توفى الموظف يُعيد المنزل، وهم بالتالي يعيدون المبلغ الذي قام بدفعه، أو يقوم الموظف بدفع باقي المبلغ ويتم تسليم الورثة الصك، فهذه الأسرة لا تستطيع أن تكمل المبلغ أو تنتقل من البيت فرب الأسرة متوفي”.
وأضاف “هنا تتضح العناية الذي يبحث عنها الموظف، الذي يبقى متمسكاً بشركته، فكان الحل أن يتم توظيف الإبن الأكبر في الشركة ونقل المنزل للإبن، فكان الحل يتسم بالعناية والمحبة للموظف حتى بعد وفاته، فضمان الشركة المسكن للأبناء أمان يبحث عنه أي موظف في الشركة التي يريد أن ينتسب إليها.”
وعن أهمية مشاركة الموظفين قال “جميعنا بحاجة إلى أن نتطور، وألا نجلس على ما نحن عليه دون تنمية مهاراتنا، فمدير الشركة بحاجة إلى أن يشارك الموظفين أهدافهم، وتوضيح أدوارهم، حتى يُصبح دوره تحقيق أهدافه إلى جانب أهداف المؤسسة التي يعمل فيها.”
ووجه السهيل عدة رسائل من خلال أسلوبه الذي يعتمد على الحوار من خلال الأسئلة كالتالي:
– أتعرف ماذا يريد الموظف منك ؟
– يريد أن تشعره بمساهمته في تحقيق أهداف المنظمة، وأن له دوراً مهماً، فهذا ما يبحث عنه الموظف.
– هل أنت حريص مثلي على أن يكون لعملك أهمية وقيمة؟
– إذاً شارك الموظف في أن يعرف رؤية المنظمة ورسالتها، ولا تنسى أن تمنح موظفك فرصة في الوصول إليها.
أما عن مراحل الموراد البشرية فقد تحدث السهيل عنها بالتفصيل قائلاً “خلال 1960 – 1970م أوجدت خدمات شؤون الموظفين”الإداريين” بإسلوب بيروقراطي تقليدي، وتطورت في العام 1980-1990م لمرحلة الضبط والانضباط “الداعمين”، ثم مرحلة ما يسمى بالخبراء “المختصين” في التسعينات، ومنذ 2000 حتى 2010 ظهر شركاء العمل الإستراتيجيين، وهم موظفين من الموارد البشرية يعملون على توجيه الموظف والحرص عليه.”
وعاد السهيل وطرح سؤال احتار في إجابته الجميع وهو “فيما يتميز موظفي الموارد البشرية عن أي موظف في الشركة؟”، مجيباً “موظف الموارد البشرية لديه معلومات عن الموظفين لا تجدها عند رئيس مجلس الإدارة، وموظفي الموارد البشرية يتعاملون مع كل الموظفين في الشركة بدءاً من أصغر الموظفين حتى أكبرهم.”
وأشار إلى أن موظفي الموارد البشرية، يؤدون أعمالهم بشكل منتظم، وهذا ألزمنا أن يكون لدى موظفي الموارد البشرية جدارات معينة تتنوع في العدد، ثمان منها سلوكية، وواحدة فنية وهي معرفة مهام الموارد البشرية.
وأكد على وجود أخلاقيات المهنة لدى موظف الموراد البشرية، وهي السرية التامة في معلومات الموظفين الذي يمتلكها، ووجه كلامه مباشرة لموظف الموارد البشرية قائلاً “لا تجعل بينك وبين أي موظف موقف، فأنت بحاجة لهم جميعاً، لأنك تتعامل معهم بصورة مباشرة، إضافة إلى الهيئات والمنظمات خارج الشركة، لا بد أن تكون قوية حتى تستطيع إنهاء الإجراءات الخاصة بالشركة بكل يسر وسهولة.”
وأوضح كيف يكون سوء التواصل بين الموظفين قائلاً “عدم الاتصال الجيد بين الموظفين عامل من عوامل سوء الفهم، وأنصحهم لا تستخدموا وسائل التواصل لنقل خبر، بل إجعله وجهاً لوجه حتى يكون التواصل ناجح”.
وفي لفته مهمة أشار إليها السهيل للمهتمين المتواجدين وغيرهم قائلاً “حتى تنجح في إيصال المعلومة الكاملة دون تعقيدات استخدم الصور والأرقام، فاليوم نحن لسنا بحاجة إلى الكتابة الإنشائية، فهي من معوقات الفهم والتقييم والتحليل.”
وأكد على أهمية التخطيط الإستراتيجي لنجاح الإدارة في أي منظمة أو مؤسسة، منوهاً إلى أهمية مشاركة الموراد البشرية في إعداد استراتيجية جهة العمل.
وأشار في نهاية اللقاء إلى ثلاثة أمور مهمة للحصول على العائد المالي، وهم العنصر البشري، و نظام حاسب آلي، إضافة إلى استراتيجية وأنظمة وإجراءات متميزة، مشيراً إلى أنها الطريق إلى كفاءة الأداء للأفراد ولجهة العمل.