السعودية آمنة.. المصريون يرفضون “نبوءة” هولندا.. الزلازل تتنقل بين القارات
القطيف: صُبرة
وسط أزمة غلاء، تضرب معظم دول العالم، فرضت أزمة أخرى نفسها على خريطة اهتمامات الشعوب في قارات الكوكب، متمثلة في الزلازل التي بدأت تنشط هنا وهناك، وزادت من حجم الخوف والرعب لدى البعض، بل أنها نجحت في بعض الدول، أن تتصدر بؤرة اهتمام الناس، فيما تراحعت أزمة الغلاء في مرتبة متأخرة.
وفي الدول الإسلامية تحديداً، غطت فرحة قرب حلول شهر رمضان الكريم، على أخبار الزالزال المرتقبة، والغلاء المتصاعد، إلا أن بعض وسائل الإعلام، بدت وكأنها تريد إفساد هذه اللحظة، وتثير الخوف من زلازل محتملة.
3 زلازل
واليوم (الثلاثاء)، كشف وكالة الأنباء السعودية (واس) عن زلزالين، وانزلاق أرضي، الزلزال الأول كان بقوة 6 درجات على مقياس ريختر، ضرب منطقة مينداناو في الفلبين. ووقع على عمق 8 كيلومترات، تحت مستوى سطح الأرض، ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء الزلزال.
أما الزلزال الآخر، فبلغت قوته 5 درجات على المقياس نفسه، ووقع قبالة سواحل جزيرة هوكايدو اليابانية. وذكرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، أن مركز الزلزال وقع قبالة سواحل مدينة كوشيرو، الواقعة بالجزيرة وعلى عمق 70 كيلومتراً، فيما لم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء الزلزال.
أما إنزلاق التربة، فوقع في إندونيسا، ولقي فيه 15 شخصاً مصرعهم، فيما فُقِدَ 50 شخصاً؛ نتيجة هطول أمطار غزيرة. ووقعت الكارثة في جزر رياو، وأظهرت صور نشرتها الهيئة أن الوحول من انزلاق التربة غطت بالكامل منازل قريبة من هضبة في جزيرة سيراسان الواقعة بين بورنيو وماليزيا.
نبوءة هولندية
وفي مصر، التي شهدت زلزالاً في الأسابيع الأخيرة، يبدو الأمر فيها مختلفاً بعض الشيء، بسبب نبوءة عالم هولندي، حذر من وقوع زلزال كبير في مصر اليوم (الثلاثاء)، هذه النبوءة، كان من الممكن ألا يلتفت إليها أحد، أو يعيرها اهتماماً، لولا أنها جاءت في أعقاب زلزال تركيا وسوريا، الذي وقع الشهر الماضي، وقضى فيه الآلاف، تحت الأنقاض، في أكبر كارثة طبيعية تشهدها المنطقة منذ عقود.
تغذية النبوءة، جاءت من مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض البرامج الإخبارية وبرامج التوك شو، التي ـ وبحسب البعض ـ أرادت أن تركب الترند في وسائل التواصل الاجتماعي، ولو كان الثمن إثارة الرعب في نفوس المصريين.
ناطحات السحاب
وأجبر الخوف من توقعات العالم الهولندي، المصريين الذين يسكنون في ناطحات سحاب، على البحث عن منازل في أدوار منخفضة، يمكثون فيها بعض الوقت، خوفاً من تأثيرات الزلزال المحتمل على منازلهم المرتفعة.
في المقابل، لا يرغب أكثرية المصريين تعكير فرحتهم بقرب حلول الشهر الفضيل، ويرددون آيات قرآنية، وعبارات مأثورة، منها “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”، و”كذب المنجمون ولو صدقوا”، و”الله يسترها”.
السعودية آمنة
وبحسب رئيس مجلس إدارة الجيولوجيين السعوديين، عبد العزيز بن لعبون، فإن منطقة الخليج آمنة إلى حد ما من المخاطر الكبرى للزلازل، رغم وقوعها ضمن الصفيحة العربية، التي تشهد نشاطا زلزاليا وتصدعات منذ ملايين السنين.
وشرح بن لعبون الأسباب في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” قائلا إن “دول السعودية واليمن وعمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت والعراق وشرقي سوريا والأردن، تكوّن ما يُعرف جيولوجيًا بالبلاطة أو الصفيحة العربية، وهي كتلة من القشرة العربية انفصلت عن الصفيحة الأفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، ومنذ ذلك الحين، وهي تتحرك باتجاه الشمال الشرقي بمعدل 2 سم سنويًا”.
وأضاف أنه “نتيجة لتلك الحركة، تكوّن واتسع البحر الأحمر وخليج عدن، واصطدمت الصفيحة العربية بالصفيحتين الإيرانية والتركية، وتكونت سلاسل جبال عمان، وزاغروس في جنوب غربي إيران، وجبال طوروس في جنوب شرقي تركيا، وتكونت سلسلة من الصدوع التحولية على امتداد خليج العقبة-البحر الميت وشمالًا، وسلسلة صدوع خليج عدن-بحر العرب (خط أوين)”.