بفحص “الكربون14”.. طريقة استخلاص الدبس الحالية موجودة في القطيف قبل 1700 سنة "السياحة والآثار" تزيح النقاب عن تفاصيل قرية عبدالقيس في حولية "أطلال"
القطيف: صُبرة
خرج العدد الأخير من حولية “أطلال” بحقائق مثيرة، حول قرية “عبدالقيس” التي كشفت عنها هيئة السياحة والآثار في فبراير 2010، شرقيّ مدينة الدمام، في المنطقة المعروفة بـ “الراكة”. وهو موقعٌ كان يقع ـ تاريخياً ـ ضمن الشريط الساحلي المعروف بـ “الخط”، ضمن القطيف القديمة.
وخصّصت الحولية 35 صفحة، في عددها الصادر مؤخراً، لتقرير مفصّل عن الموقع الأثري الذي عمل على توثيقه والبحث فيه 17 اختصاصياً وباحثاً ومساعداً، واستمرّ عملهم 5 أشهر متواصلة.
ومن أهم ما توصّلت إليه النتائج؛ هو أن الطريقة التقليدية المعمول بها حتى الآن في القطيف لاستخلاص دبس التمر؛ هي نفسها المعمول بها في الموقع المكتشف، وهي طريقة إنشاء غرفةٍ يُخزَّن فيها التمر، وتقع أسفلها ممرات تُشبه القنوات الصغيرة ليسيل فيها الدبس من الغرفة إلى بركة صغيرة، ومنها يتمّ غرفه. وقد رصد فريق البحث 7 غرف في الموقع، جميعها تتّبع الطريقة البدائية نفسها في استخلاص التمر اعتماداً على حرارة الطقس الطبيعية.
ويستخدم فلّاحو القطيف التقليديون الطريقة نفسها حتى الآن، مُطلقين على الغرفة اسم “چندود”، وهي كلمة معرّبة من الفارسية معناها “مخزن”. ويُطلق على “الچندود” الصغير اسم “مسحهْ”. أما البركة فتُسمّى في القطيف “جابية”.
ووصف تقرير المجلة مكان استخلاص الدبس بـ “غرفة صغيرة الحجم مساحتها حوالي 10 أمتار، وهي أكثر الغرف ارتفاعاً”، و “تحوي 10م2 قنوات تنحدر ناحية الجنوب لتصب في مخزن أو كوة أسفل الأرضية الجصية”. وهذا الوصف يُطابق ـ تماماً ـ غرف “المسحات” المستعملة حتى الآن، باستثناء اختلاف طفيف هو أن الأرضية عادة ما تُفرض بجريد النخل لتشكل قنوات يسيل الدبس أسفلها.
ويُفهَم من التقرير، وشواهد أخرى، أن طريقة استخلاص الدبس في بلاد البحرين القديمة أقدم من ذلك بكثير، لكن التقرير حصر بحثه في آثار قرية عبدالقيس التي كانت تقع قبالة البحر، قبل ردم المناطق البحرية بين الدمام والخبر. وحسب التقرير؛ فقد هُجرت القرية في أواخر القرن الهجري الأول، لأسباب أمنية أو سياسية. لكن فحص بعض نوى التمر الذي عُثر عليه في الموقع بواسطة تقنية الكربون14؛ توصل إلى أن الموقع يعود تاريخه إلى ما بين القرن الثالث والرابع الميلادي، حسب التقرير المنشور في “أطلال”.
فريق العمل