غيوم لا تمطر.. وبطولات في حب الظهور
حسن حسين العوامي
من أسباب هروب القلم العربي بالمقالات الإنشائية والكتابة الرمزية، دون التطرق إلى جوهر مشكلات المجتمع العربي وتحدياته الآنية، ومحاولات استشفاف الرؤية الواقعية للمستقبل القريب والبعيد:
أولاً: الخوف من المحاسبة القانونية، وانهيار هرم الشجاعة الأدبية بعد عقودٍ من السكون.
ثانياً: وهو الأهم؛ ضبابية الرؤية بعد اختلاط الحقيقة بالتدليس، في ضوء التقدم العلمي والتحولات الاجتماعية، التي ما فتئت تُفرّخ كتاكيتَ الإلحاد وضربَ القيم الإنسانية المتوارثة، لخدمة أجندات.
ثالثاً: السيل العارم من الأحبار المسكوبة، وما يُطرح في وسائل الإعلام المختلفة، وضجيج الآراء المتضاربة، في نغمات النشاز وفي صفحات اللهو، التي تحفل بها السوشال ميديا، تقف عاجزةً أمام تساؤل الجيل الجديد والشباب، حول آمالهم في الحياة الكريمة.
رابعاً: ما تطفح به مدونات السوشال ميديا من ترفٍ فكري، وما يُستعرض في منصات المنتديات الأدبية، من القصص والروايات والقصائد التي هي نتاج مواهب مبدعة بلا شك، ولكن جلّها لا تعكس حقيقة إيقاع مسيرة الشارع العربي ومصاعبه، ولا تتطرق إطلاقاً لمعاناة الشباب المؤهَل وغير المؤهَل، في البحث عن العمل، أو من التحق منهم في الأعمال المُضنية المؤقتة، تحت لهيب الشمس وغبار الصحارى، حيث كانت قصائد التراث القديم وقصصه ورواياته، تعكس جوهر الحياة وشظف العيش، أما اليوم فزاخرة بالغزل وروائح العطور والبخور.
فالأدب إذا لم يعكس معاناة المجتمع، فهو ترفٌ بعيدٌ كل البعد عن نبضات الضمير الاجتماعي، الذي يُفترض أنه بوصلةُ الإبداع وحاضنته.
فهل نبتة حب الظهور وتبني البطولات الوهمية وَجدت تربةً خصبةً في أرضنا العربية ؟؟!!