رقية الفلّهْ تُواجه مشكلة “التحرش الجنسي” بكتاب جديد فتاة في الـ 18 ألهمتها الفكرة وغيّرت مجرى دراستها الأكاديمية
القطيف: فاطمة المحسن
باحثة اجتماعية نذرت جلّ وقتها لمواجهة معضلة التحرش الجنسي في أنفس ضحاياه. العلاج النفسي والسلوكي للأطفال المعنفين نفسياً وجسدياً وجنسياً هو ما تقوم به من خلال عملها الرسمي في أحد مستشفيات الخبر، علاوة على نشاطتها المنبري في الدورات والمحاضرات.
رقية بنت محمد الفله، كان لبكالريوس علم الاجتماع في جامعة الملك عبد العزيز عام 2011 الأثر الأول في خوض غمار موضوع التحرش الجنسي، إلا أن عملها في مستشفى خاص في مدينة الجبيل كان هو الدافع الأكبر لإكمال المسيرة فيه، بعد أن حصلت على دبلوم عال من جامعة الملك عبد العزيز.
ولكونها اختصاصية اجتماعية صحية مصنفة من هيئة التخصصات الصحية السعودية، جاء ذلك مكملاً لمشوارها في حل قضايا نفسية ذات صلة بلتحرش الجنسي، بالإضافة للدورات التدريبة التي حصلت عليها في الصحة النفسية في مستشفى الأمل للصحة النفسية بالدمام وجماعات المرضى بمستشفى الملك فهد بجدة والعديد من الدورات في مجال الاجتماع النفسي والطبي.
تعمل الفله في عيادة لتعديل السلوك وتقديم الاستشارات الأسرية والاجتماعية والنفسية لمختلف شرائح المجتمع، عاليي الدخل أو متوسطة، ترى اقبالاً كبيراً على التثقيف، وذلك منحها الفرصة لتعديل سلوكيات في حياتهم لتساعدهم على تخطي المشاكل، من خلال القاء المحاضرات الموجه للآباء والأمهات والمهتمين بالطفولة والتركيز على العوامل الاجتماعية والأسرية المؤدية للتحرش الجنسي بالأطفال.
التحرش الجنسي
لم تكتف “الفله” بتقديم الاستشارات والمحاضرات، فقد أقدمت على نشر كتابها الأول “التحرش الجنسي” الذي ناقشت فيه التحولات التي تطرأ على الطفولة بفطرتها السليمة فيما يعبث فيها الانحلال الغربي في تفكيك الفطرة لديه، وعلى صعيد المجتمعات العربية والاحتكاك الثقافي الذي أخذ جانبه السيء من مظاهر الانحراف الأخلاقي نفياً للعادات والتقاليد، مشكلاً بيئة خصبة للتحرش الجنسي بالأطفال، وقد دعمت “الفله” ذلك بإحصائيات عالمية ومحلية.
وأوعزت “الفله” سبب الانغلاق على مثل هذه القضايا تماشياً مع العادات والتقاليد والأعراف والخوف من العيب والحلال والحرام في السعودية، وهو ما تحاول طرق أبوابه لئلا تموت الضحية نفسياً ويعيش المعتدي.
فصول
ويتناول الكتاب 6 فصول، من ذكر الإطار المنهجي للدراسة وتعريف بمشكلة البحث والإطار النظري من ناحية التعريف بمشكلة العنف ضد الأطفال في فصله الثاني، فيما تناول الفصل الثالث عرضاً لجداول البحث وتحليلها، وهي مقدمات للفصل الرابع الذي عرضت فيه ظاهرة التحرش الجنسي للأطفال، مع ذكر أهم خصائص وسمات الطفل بعد التحرش وخصائص المعتدي ، وناقشت في فصله الخامس نتائج الدراسات والنتائج النهائية له .
200 صفحة
الكتاب الذي وقع في حدود 200 صفحة أرادت مؤلفته تسليط الضوء على أهمية عرض قضية التحرش الجنسي بالأطفال في المجتمع السعودي هو محاولة الوصول لأهم العوامل الاجتماعية والأسرية الثقافية المسببة لها ومالها من أثر سلبي على شخصية وسلوك ونفسية الطفل الضحية ومستقبله وعرض التدابير الوقائية لتجنب ذلك للآباء والأمهات ومربي الأطفال.
المحرّض الأول للكتابة
بتعدد المراجعات من ضحايا التحرش الجنسي من الأطفال، كلٌ منهم له ظروفه التي وصلت به إلى باب “الفله”، إلا أن حادثة الشابة ذات الثمانية عشر عاماً والتي تناوب أعمامها الثلاثة على التحرش بها منذ أن كان عمرها 14عاماً في منزلهم التي تعيش معهم فيه برفقة والديها دون علمهم أو الاكتراث بمراقبة ابنتهم، هذه الحادثة التي دفعت بـ “الفله” لكتابة كتابها الأول (التحرش الجنسي) بعد أن خضعت لجلسات علاجية مكثفة واتباع آلية علمية لتأهيلها اجتماعياً ونفسياً وسلوكياً أعادتها لحالتها الطبيعية، كانت المنبع والأساس للكتابة والتأكيد على أهمية المضي في مساعدة غيرها من ضحايا التحرش الجنسي.