السيف: القيادة المالية تحمي الأسرة.. و”سوام” مفتاح سعادتها حذر خلال استضافته في "منتدى الثلاثاء" من خطورة الصرف دون تدبير
"sdr" ستظهر عند انهيار العملات وسيتم التدوال بها عالمياً
القطيف: ليلى العوامي
دعا المستشار المالي والاقتصادي الدكتور ماهر السيف، الأسر إلى تغيير نظرتها وتطوير إدارتها في الصرف المالي، مبيناً أن دور الأباء والأمهات هو إيصال الأسرة إلى بر الأمان، لأنه القيادة المالية تؤدي إلى انقادها.
وقال إن الكثير من الفقراء أصبحوا فقراء ليس بسبب قلة المال، وإنما بسبب سوء الإدارة في صرف المال، مشيراً إلى حدوث عدد من الأزمات المالية التي أدت لأزمات أسرية، ووصلت إلى الطلاق.
جاء ذلك خلال استضافته في الندوة السادسة لمنتدى الثلاثاء الثقافي، أمس، بعنوان “التخطيط المالي الأسري في ظل التحولات الإقتصادية الراهنة”، بحضور عدد من رجال الأعمال وسيدات المجتمع والمهتمين، وأدارها أمين الصفار.
التحول الاقتصادي
وتحدث الدكتور السيف عن أبرز معالم التحول الإقتصادي في العالم، وما يحدث فيه من ركود إقتصادي، وإنهيار 35 عملة عالمية والذي حدث للمرة الأولى في تاريخ العملات.
وأكد أن إرتفاع النفط حين يقابله ارتفاع في البترول فهناك شيء خاطىء، وقال “المتناقضان لايلتقيان، فالذهب يرتفع مع انخفاض البترول، ولكنه اليوم نراه مختلفاً تماماً، فهو مرتفع مع ارتفاع الدولار والنفط، إذاً هناك علامات استفهام”.
وقدم الدكتور السيف شرحاً مختصراً لعملة ستكون هي الأقوى في حالة انهيار العملات العالمية وهي “sdr”، معرفاً لها بأنها أصل احتياطي دولي أنشأه الصندوق في عام 1969 ”بموجب التعديل الأول لاتفاقية تأسيسه”، نتيجة لقلق البلدان الأعضاء من احتمال عدم كفاية المخزون المتوفر آنذاك والنمو المتوقع في الاحتياطيات الدولية لدعم التوسع في التجارة العالمية، وكانت أهم الأصول الاحتياطية في ذلك الحين هي الذهب والدولار، وأربع عملات رئيسية هي اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني والدولار الأمريكي، مبيناً أن الصين دخلت فيه بقوة فأصبحوا خمس دول، مضيفاً أن هذه العملة ستظهر في حالة انهيار العملات وسيتم التدوال بها عالمياً.
ميزانية الأسرة
وسلط الدكتور السيف الضوء على ميزانية الأسرة، ومعرفة من يحدد المصروفات فيها، وركز في حديثه على أن هناك إيرادات ومصروفات يجب الموازنة بينهما، مبيناً أن الفرد كفرد يجب أن يحتاط ويؤمن حياته حتى يستطيع العيش بأمان مالي دون قروض أو ديون.
ووجه سؤالاً لحضور الندوة عن القائد في المنزل، هل هو المرأة أم الرجل؟، وكذلك هل القيادة المالية بحاجة إلى قوة جسدية أم إلى شيء آخر؟.
ويرى السيف أن الشخصية القوية هي الشخصية الفكريه وقد تمتلكها المرأة أو الرجل، مبيناً أن الكثير من الإقتصاديين يرون أن الأسر تحتاج لمن يحدد صلاحيات الصرف المالي لها في البدء، ومن ثم التخطيط المزدوج للصرف، مشيراً إلى أن السلوك الحالي عند الكثيرين هي الصرف دون تدبير.
وحدد مسؤولية العائلة في ضرورة اجتماعها لتوضيح الظروف الاقتصادية التي تحدث في جميع دول العالم، وكيف أثرت سلباً على حياة الكثيرين، لذلك يجب التخطيط مع الأبناء في كافة التفاصيل المالية.
وطالب الدكتور السيف الأسر بضرورة أن يطلبو من أبنائهم عدم استخدام كل الغرف في المنزل، وإنما غرفة واحدة فقط وهي التي تجتمع فيها الأسرة، وكذلك تغيير السلوك حسب الأوضاع الجديدة، وأضاف “لا ضرر من مشاركة الأبناء حتى يفرقو بين الرغبات والحاجات، ولابد من وضع جدولة تحتوي على عمودين هما الحاجات والرغبات ونرى أيهما يغلب الأخر”.
إدارة الأموال
ووضع الدكتور السيف خطة لكيفية إدارة الأموال بنجاح، وأبرزها ضرورة عمل محدودية للمصروفات، والتفرقة بين الرغبات والحاجات، وكذلك ضرورة أن تكون القيادة في الأسرة حازمة من الأبويين، إضافة إلى ضرورة وضع خطة توقع للأزمات لضمان النجاح.
ماهو سوام؟
وأوضح الدكتور السيف أن “سوام” هي حروف مختصرة للمفردات التالية: “فالحرف (م) هو استشعار المسؤولية وتحديد مبلغ للصرف دون أن يصل لأزمة مالية، والحرف (أ) هو استقرار وسكينة وهذا هدف القائد لأسرته، أما الحرف (و) فهو وعٍ، ويجب أن توعي أفراد الأسرة بطرق الصرف الصحيحة، والدلال لا ماكن له في الأمور المالية”، مضيفاً أن الحرف (س) هو السعادة الأسرية الناتجة من الخطط المالية الحكيمة للأسرة.
وأشار إلى أن الكرامة المالية هي ركيزة من ركائزالميزانية، مشدداً على ضرورة أن يضع كل شخص حساب للطوارئ.
ووضع الدكتور السيف حلولاً لكل من يتم فصله عن العمل، مبيناً أن الأمن الوظيفي ركيزة ثانية، مشيراً إلى ضرورة أن يضع كل شخص مثلاً مبلغ 5000 ريال لكي يصرفها في الأيام الصعبة سواء فصل من العمل، أو أن الشركة أغلقت أبوابها، وتابع “لابد أن يكون لديك في حساب أمانك الوظيفي، ويجب أن يكون لدينا حساب ما قيمته 6 رواتب لتعيش بها 6 أشهر حتى يتم الحصول على عمل جديد، وهذا معدل عالمي”.
إدخار التقاعد
وذكر الدكتور السيف أن كرامة الشيخوخه هي الركيزة الثالثة من ركائز الميزانية وهي عباره عن ادخار للتقاعد، واضعاً طريقة بسيطة للإدخار وهي أن تستطيع العيش بـ 99% من راتبك، وتوفير 100 ريال في الشهر الأول، وزيادتها شهرياً بمبلغ 100 ريال أخرى، ليصبح في نهاية العام المبلغ 1200 ريال، أي أنك ستعيش براتب نسبته 88% في نهاية العام”.
وأضاف “في السنة التالية أرفع المبلغ إلى 200 ريال، وأصرف في الأربعة أشهر الأولى وأترك الأشهر الباقية، وبعد 36 سنة سيكون عندك راتب تقاعدي بقيمة 340 ريال، مؤكداً ضرورة تعليم أبنائهم مثل هذه الأمور.
وفي معرض رده على سؤال هل نستطيع عمل ميزانية؟، أوضح أن الإجابة على السؤال تعتمد على الشخص، وقال “يجب أن يكون الشخص قيادياً وحكيماً ولا ينظر للأخرين، لأن الحاجات والرغبات لا تنتهي، والراتب ينتهي، ولابد أن نتغير مع الظروف الحالية لكي ننجح في إدارة أموالنا”.
ودعا الدكتور السيف الأسر إلى تعليم أبنائهم الصحيح والخطأ، لأنهم يتعلمون من سلوكيات الأباء والأمهات.
وختم حديثه في الندوة بعدد من النصائح أبرزها عدم الإستدانه من أي شخص، والتعامل مع الأبناء بمبدأ الوسطية في تربيتهم، وكذلك تجنب القروض الغير مؤمنة لأن الدين يلحق الورثة، إلى جانب القروض والبطاقات الإئتمانية، وكتابة المصاريف اليومية وتصنيفها حسب الأولويات، ومشاركة العائلة في الالتزام بالميزانية، إضافة إلى إقتناء السبائك الذهبية لأنها ذخر للمستقبل، وتجنب الدخول في “الفوركس”، لأنه خدعة.
مداخلات الحضور
* نجاة بوحليقة: أشارت إلى دور الأب في خلق أبناء اتكاليين.
* مصطفى الشعلة: ذكر أنه ضد الخدمات المقدمة من شركات التأجير بأنواعها.
* عيسى العيد: تحدث عن الركائز المادية.
* الدكتور مؤيد الضامن: نوه إلى أكثرية ما لمسه من طالبي الاستشارة؟، وضرورة أن تكون لدى الفرد رؤية مستقبلية، وكذلك ضرورة التوعية ووضع الخطط الرغبات وتحويلها إلى حاجات، وتلبية الحاجات.
* نزار الصايغ: تسائل عن شراء السبائك الذهبية، وهل هي كافية للأمان المالي؟.
* كفاح الخنيزي: أكد وجود صعوبة في رفض ما يريده أبنائنا أحياناً.
زكي البحار: أوضح أننا بحاجة إلى تعريف الناس بمصادر الثروة، ومحاولة أن تبدأ بالمدارس من خلال حصص النشاط، وأضاف “نحن في تحديات ليست من جهة رجال الأعمال أو الموظفين، بل من جهة التضخم ومسألة الشراء والفوتير والمصروفات”.
فعاليات مصاحبة
* تكريم ضياء آل درويش.
* معرض للفنانة سلمى الشيخ.
* فيلم تعريفي قصير عن نجران.
* عرض كتاب العقل السياسي الإسلامي.