المنحرفون في رمضان.. السُّكارى يتوقفون.. الحشاشون يستمرون حرمة الشهر تؤثر في "بعضهم".. ومتعاطو الهيرون و "الشبو" لا يُدركون قدسية شيء
القطيف: شذى المرزوق
كشف الاختصاصي في مركز الرعاية والتأهيل بشير السهوان، أن لشهر رمضان تأثيره اللحظي في بعض المدمنين، وأغلب مدمني الكحول يتوقفون عن تناوله في رمضان، متأثّرين ـ جزئياً ـ بحرمة الشهر ومضمون الآيات التي تبين مدى حرمة هذا المنكر. أما مدمن أنواع المدخنات كالحشيش؛ فمنهم من يصوم النهار ويفطر بسيجارة حشيش مساءً بعد وجبة الإفطار الأساسية، حيث يتعامل معها كأي نوع من أنواع السجائر.
وأوضح السهوان، أن بقية المدمنين، كمدمن الشبو وغيره من المواد القوية من المخدرات، فهم مستمرون في التعاطي بلا توقف، عبر سلوكيات وممارسات سلبية عليهم وعلى من حولهم.
وعن الجزء اليسير من المدمنين المتوقفين توقفاً جزئياً في رمضان قال السهوان “الإدمان مرض مزمن لا يمكن القضاء عليه، ولكن يمكن محاصرته، وبعض المتوقفين عن التعاطي من المدمنين لا ينتهزون الفرصة للدخول في برنامج علاجي تأهيلي يساعدهم على التعافي، ولذلك فهذا التوقف اللحظي لا يسمن ولا يغني من جوع، فتجده بعد العيد يحتفل بكأس شراب، ولم يساعده التوقف في رمضان عن الإقلاع عن هذه الممارسة”.
ولفت السهوان إلى أن البرامج العلاجية تسهم كثيراً في رفع مستوى الوعي في التعامل مع مثل هذه الممارسات، باعتماد المحاذير الثلاثة بالابتعاد عن أصدقاء السوء، وأماكن توفر المواد المخدرة، والبعد عن الأدوات، وكل ما يمكن أن يعيده منتكساً لحاله الإدمان من جديد”.
وشدد السهوان على دور البرامج التأهيلية في التعافي، وهو ما ينعكس أثرها في أداء العبادات، وصيام شهر رمضان، خاصةً إذا كان المدمن قد بدأ رحلة العلاج مسبقاً قبل حلول الشهر الكريم، ومع اتقان المهارات التي تمكنه من عدم الانتكاسة، و التعامل مع المحاذير والمجتمع، يكون لشهر رمضان تأثيراً أكبر عندها في روحانية المتعافي وسعيه لاستمرارية العلاج، والبعد عن الإدمان.
من جهة أخرى يرى الاختصاصي فيصل العجيان، أن الإدمان أب لكل الجرائم، فالمدمن على مادة قوية كالهيروين لا يتورع عن النهب والقتل، وانتهاك المحرمات.
وأوضح العجيان أن المدمن المنغمس في إدمانه يتساوى عنده المكان والزمن، فلا يقدس بقعة أرض، ولا شهراً من الأشهر الحرم، وتسع التهاون ليشمل صيام شهر رمضان.
وأضاف “التعاطي يخرب علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بعائلته وأصدقائه، بالإضافة إلى مجتمعه، فهو لا يصوم، ولا يقيم وزناً لأي قيمة من القيم، بل غالباً ما يكون الإدمان وراء سرقة المساجد، وسرقة الأهل والأرحام، ويبيع كل شيء مقابل إبرة هيروين.”
وتابع العجيان “بالنسبة لمستوى الإدمان، يبقى مدمن الحشيش والكحول أهون، ولكن بما أنه ممنوع وغير معروف ماهية المادة المصنعة، وليست تحت الرقابة، ولا مسؤولية جهة فيمكن خلطها بمواد أكثر قوة إدمانية، ويمكن أن تؤدي إلى نتائج مأساوية”.
وازع
من جهة أخرى؛ وعن مدى تأثير قدسية شهر رمضان في المدمن ذكر أحد المتعافين، أن ذلك يرتبط بمستوى الوازع الديني لديه، إذ يمكن أن يؤثر في نسبة التعاطي، خاصةً مع ضيق الوقت والصيام، أما إذا كان من المدمنين فاقدين السيطرة، ومع ضعف الوازع الديني، فسيكون عنده رمضان كباقي الأيام.
وذكر آخر قائلاً “أغلب المدمنين النشطين يكون رمضان عنده مثل شعبان وشوال، خصوصاً لو كان تعاطيه مر عليه سنوات طويلة، وذلك له دور كبير في فقدان السيطرة، وعدم الإدراك والوعي، على العكس من المبتدىء في التعاطي”.
وأضاف “أيضاً الأمر يختلف من مدمن لأخر، فمنهم من يتعاطى من وقت لأخر، ومنهم من يتعاطى يوميًا، ولا ننسى أن هم متعاطي المخدرات الأول هو التعاطي فقط ، فلا يفرق معه لا دين ولا صوم، لأن الإدمان مرض مشاعر وأفكار”.
و أردف “نقول دائماً أن التعاطي ضرب جميع الجوانب الحلوة في حياة المدمن، القصد أنه لم يعد يشعر بجمال رمضان، أو بالأعياد والمناسبات، ولا يشعر بجمال وجود الأسرة حوله، أو بحلاوة جميع النعم التي أنعم الله عليه بها، وأيضاً فقدان الحب للحياة السوية، حيث يشعر باستمرار بأنه مكروه من أسرته، من زملائه، و من المجتمع، والحقيقة أنهم لا يكرهونه، بل يكرهون سلوكه وهو غير مدرك لهذا الأمر”.