فيديو] أم الحمام.. 79 سنة في بيت عبدالنبي.. 2370 مجلساً رمضانياً بصوت الشيخ المرهون في عمر الـ 17 بدأ القراءة فيها.. وتسلّم المنبر منذ عام 1365هـ
شاهد الفيديو
أم الحمام: ليلى الخميري –
صور: جعفر الحايك، أحمد المرهون
على ضوء التريك و الفانوس، وقبل 79 عاماً، كان الأهالي في أم الحمام يجتمعون في مجلس بيت عبد رب النبي خلال شهر رمضان، يستمعون لصوت “أبو حسين”، بعد الإفطار مباشرةً، ليتخذ كل منهم مكاناً له قبل الازدحام.
مجلس بيت المرحوم الحاج مهدي عبد رب النبي، تأسس عام 1364هـ، بحي الجبلة من الناحية الشمالية الشرقية من البلدة، وأوقفها للقراءة في شهر رمضان الكريم وسائر الشهور. ومنذ سنة 1365هـ؛ دأب الشيخ عبدالحميد المرهون على القراءة في المجلس الذي تحوّل إلى حسينية، طيلة ليالي شهر رمضان المبارك، ما يعني أنه أمضى 79 سنة على صعود منبر الحسينية. وبحساب اعتباطي؛ يمكن استنتاج أن الشيخ المرهون قرأ 2370 مجلساً طيلة كل هذه السنوات.
الشيخ المرهون في شبابه
الشيخ المرهون حالياً
تأسيس
أسس الحسينية المرحوم الحاج مهدي عبد رب النبي، بحسب ما يذكر ابنه محمد لـ “صُبرة”، بقوله ” أسس والدي المجلس عندما كنا صغاراً، وقتها لم يكن عمر الشيخ عبد الحميد بن الشيخ منصور المرهون قد تجاوز 17 عاماً، لدرجة أن الوالد كان يصحبه معه من دار والده -رحمه الله-، إلى بيتنا في الجبلة ليرتقي المنبر مفسراً للقرآن ومبيناً لأحكامه، واعظاً في الأخلاق والتربية، ومادحاً وراثياً للرسول وعترته عليهم السلام، ومنذ ذلك الوقت وصوت الشيخ يخاطب الناس في كل رمضان”.
ويتذكر محمد عبد رب النبي المجلس قديماً ويقول “كان المجلس صغيراً بمساحة سبعة أمتار في ثلاثة أمتار، ولم تكن الكهرباء قد وصلته بعد، فكنا نجلس على ضوء التريك و الفانوس، ويجلس المستمعون وقتها على حُصر الخوص ومديد الأسل، وإذا ازدحم المكان افترشنا السطح والبراحة التي أمام بيتنا، أما النساء فتُفتح لهُن ثلاثة بيوت”.
يضيف “تم ترميم المجلس وتوسعته على مدى سنوات، آخرها تم هدم البيت بالكامل وإعادة بنائه قبل ٢٣ عاماً وإعادة هيكلته”.
عبدرب النبي
الجيل الأول.. رحل
ويستطرد محمد عبد رب النبي قائلاً “معظم المستمعين من الأجيال الأولى لم يتبقَّ منهم أحد إلا القليل -رحمهم الله-، ومنهم أحمد يوسف مرهون، عبد الله محيميد، علي المحيميد، أبو صبري العوامي، أحمد المحيميد، أبو جعفر عبد العال، أبو عبد الله قيصوم، أبو صالح قصار، سيد مدن الهاشم، أبو فيصل حميدي، رضي القصار، أبو سرور الساده، أبو منصور اليوسف، أبو إبراهيم الرجال، معتوق المرهون، أبو عبد الله اليوسف، ولم يتبقى من رواد المجلس من الرعيل الأول إلا الحاج كاظم العاقول، والحاج سلمان أحمد الحرز، والحاج سيد سعيد لمعلم، والحاج عبد الله الشبيب، والحاج علي الحرز، منَّ الله عليهم بالصحة والعافية”.
خطباء
ويذكر ابن عبد رب الني أن “القراء الذين ارتقوا المنبر في مناسبات استثنائية هم الشيخ محمد عبد العال، الشيخ سعيد الحرز، الشيخ عبد الله عباس المرهون، وكان عدد المستمعين كبيراً؛ إذا ما قورن بالوضع الحالي، وكان حب المستمعين لسماحة الشيخ عبد الحميد المرهون يجعل المجلس متميزاً عن بقية المجالس بالعدد الوفير الذي يتجاوز الـ 80 والـ 90، أما ليالي 19 و 20 و21 من رمضان حيث فاجعة مقتل الإمام علي سلام الله عليه، وكذلك مولد الإمام الحسن في الخامس عشر من الشهر فيرتفع العدد إلى أكثر من 150 إلى 200 مستمع وأكثر، مشيراً إلى أن المجلس الحسيني لم يتوقف طيلة السنوات الماضية إلا في حالات نادرة، كوفاة أخيه سماحة العلامة الشيخ علي المرهون وإخوته الملا سعيد، والملا عبد العظيم، وأخيه المرحوم أبو جعفر.
واختتم أبو مجدي قوله “تم تكريم سماحة الشيخ عبد الحميد المرهون، نظير جهوده وتواصله في القراءة في مجلس الوالد طوال السنوات، حتى بعد وفاة الوالد، وعند اكتمال السبعين سنة، وتقديم درعاً تذكارياً له، وتم التكريم باسم مجلس العائلة وبمشاركة إبراهيم الشيخ والشاعر سعيد الشبيب”.
من زاوية مشابهة؛ يذكر الشاب جعفر سلمان عبد رب النبي، أنه من رواد المجلس منذ صغر سنه، حيث إن المؤسس جده لأمه، ويتذكر حين كان يستمع من أعلى السطح، ومع الوقت تم تجديد المجلس أكثر من مرة، حتى وصل على ما هو عليه اليوم.
كما يستذكر الشاب سعيد مهدي عبد رب النبي، ابن المؤسس المرحوم ويقول “عندما كنا صغاراً، كان والدي من العصر يصطحبنا للسطح لغسل الأرضيات وتبريدها للمستمعين، ونفترش الأرض بالحُصر والمديد، ويأتي المستمعين بعد الفطور مباشرة، بعدها تم ردم البيت بالكامل وإعادة بناءه، وتخصيص المجلس وتوسعته حتى صار على ما هو عليه.
الله يحفظه الشيخ المرهون. الصوت الرمضاني الي كبرنا عليه. و نفتتح فطور سفرتنا بسماع مجلسه من من خلال سماعات المجالس الي تصلنا للدار. والله احساس لا يتكرر الا بسماع صوته.
بيت عامر أن شاءالله بذكر ال بيت النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم
لفتة طيبة في تكريم عميد المنبر الحسيني سماحة الشيخ عبد الحميد المرهون أطال الله في عمره المبارك ومتعه بالصحة والعافية ونفعنا بعلمه وجزى القائمين على هذا المجلس المبارك خير الجزاء