لم تجد إلا كلمة “أبشر”.. زهراء الصفار.. كفيفة طموحة تحلم بمقعد جامعي أصوات تطالب بمنح ذوي الإعاقة حقهم في التعليم العالي أسوة بالأصحاء
القطيف: جود الشقاق
بعزيمة لا تلين، وإرادة من فولاذ، تتغلب زهراء علي حسن الصفار، على إعاقتها، وقررت أن تحقق كل تحلم به، وتسعى إليه، خطوة خطوة، وهو ما نجحت فيه على أرض الواقع.
زهراء، وهي كفيفة منذ ولادتها، وضعت التعليم في أولياتها الحياتية، وقطعت فيه شوطاً لا بأس به، بحصولها على الشهادة الثانوية من مدارس الدمج في سيهات، وواصلت الاجتهاد لتطوير نفسها، وبقي حلمها الأكبر، في الدخول إلى الجامعة، والحصول على مؤهل عالٍ، تشعر معه، بأنها تقف على قدم المساواة مع غيرها من الأصحاء.. ولكن حتى هذه اللحظة، محاولاتها للالتحاق بالجامعة باءت بالفشل، ولا تدري لماذا.
ولأنها متفوقة وطموحة ومجتهدة، حصلت زهراء على العديد من الدورات، في الكتابة بنظام برايل، والكمبيوتر، والخياطة، والنحت، والطبخ في الميكرويف، وصناعة المحتوى الإعلامي وغيرها، كما كانت لها مشاركات في برامج تخص ذوي الإعاقة، سواء في سايتك أو الظهران، فضلاً عن البرامج التي تنظمها المدارس والجمعيات الخيرية لهذه الفئة.
لغة الواثق
بنبرة واثقة تصرح زهراء بأنها حققت الكثير، وأثبتت نفسها في العديد من المجالات، وتأمل أن تحقق حلها في أن تصبح طالبة جامعية، وتقول “كنت أتمنى منذ زمن، أن ألتحق بالجامعة، وبحثت في المنطقة الشرقية عن جامعة تقبلني، إلا أنني لم أجد”، متسائلة “أليس من حق المكفوفين أن يلتحقوا بالجامعات، مثلهم مثل نظرائهم من الأصحاء، ولماذا الجامعات غير مؤهلة لاستضافة ذوي الاحتياجات؟”.
وتضيف “هذا المطلب لا يخصني وحدي، بقدر ما يخص كثيرين من ذوي الاعاقات، الذين يتمنون الدخول إلى الجامعات القريبة من سُكناهم، وأعني هنا المنطقة الشرقية، التي ينبغي أن تكون جامعاتها مُهيأة لاستقبال ذوي الإعاقة، فهؤلاء ليس بمقدورهم السفر إلى جامعات أخرى بعيدة عنهم، لمجرد أنها تلتزم بحقوق الإعاقة، وتوفر لهم مقاعد دراسية، للحصول على التعليم الجامعي”.
تجربة القصيم
وترى أحلام العوامي رئيسة اللجنة النسائية في مركز رعاية المكفوفين في القطيف، أن مشكلة زهراء، هي نفسها مشكلة جيل من ذوي الإعاقة، يتمنون الالتحاق بالجامعات، مطالبةً الجهات المختصة بسرعة حل هذه المشكلة.
وتستشهد العوامي بتجربة جمعية بريدة في القصيم، التي واجهت المشكلة نفسها. وقالت “قامت الجمعية بمخاطبة جامعات القصيم، بشأن حقوق المعاقين، التي تنص على خدمة ذوي الإعاقة والمكفوفين، وتوفير مقاعد دراسية جامعية لهم، وبالفعل حصل تجاوب من الجامعات التابعة للمنطقة، وغيرها من الجامعات الأخرى، مثل جامعة الملك سعود في الرياض، وجامعة حائل، وجامعة الملك عبدالعزيز في جدة”.
شخصيات مهمة
وتتابع العوامي “ما حدث في القصيم، سعينا إلى تكراره في المنطقة الشرقية، عبر مجهودات شخصية، وتعاون مع الطالبات وأولياء الأمور، وتم التحرك، والتواصل مع مسؤولين وشخصيات مهمة في المنطقة، ورفعنا العديد من الخطابات، ليس على مستوى القطيف فحسب، وإنما في الخبر والدمام، وتلقينا الوعود، وقالوا لنا “أبشروا بالخير”، ولكن دون نتيجة أو استجابة على أرض الواقع حتى هذه اللحظة”.
وتتساءل العوامي “ماهو المطلوب منا، لتتم الموافقة على قبول ذوي الإعاقة في جامعات الشرقية؟.. أليس من حق كل ذي إعاقة الحصول على فرصته كاملة في التعليم، وأن يكون له مقعد دراسي في المدارس والجامعات؟، داعية الجامعات إلى تطبيق الأنظمة التي تنص على حق ذوي الاحتياجات بإكمال دراستهم الجامعية.