“العيدية”.. للفلوس طعم آخر في صبيحة العيد تبدأ بريال وتكون ظاهرة ومُغلفة..
القطيف: صُبرة
في صبيحة يوم العيد، يترقب الصغار الحصول على العيدية من الكبار، وبمجرد الحصول عليها، ترتسم على وجوههم علامات الفرح والسعادة بمبلغها أياً كان. وتبدأ العيدية بريال واحد، إلى مبالغ كبيرة، تختلف من أسرة إلى أخرى.
ولا تقتصر العيدية على الصغار، وإنما يحصل عليها الكبار أيضاً، فالزوج قد يمنح زوجته أو أبناءه الكبار عيدية أيضاً، والابن قد يمنح أبويه وأقاربه عيديات، يكون لها وقع السعادة في نفوسهم.
وتُعطى العيدية للأطفال في صورة أموال جديدة ظاهرة للطرفين، والتقاليع في العيدية اليوم، أنها تُعطى مغلفة، داخل صناديق صغيرة في شكل هدايا مزينة.
ويشكل مبلغ “العيدية وهدايا العيد”، مصدر بهجة وسرور للجميع، خاصة الأطفال الذين ينتظرون أول أيام العيد بكل شغف، وهم يرتدون ملابسهم الجديدة، مكتسبين عادة الفرح بالعيد السعيد من والديهم، في تعويدهم على آداب العيد التي حثنا عليها ديننا الإسلامي.
ويرجع تقليد “العيدية” في مختلف الدول العربية، إلى الدولة الفاطمية، حينما خصص الفاطميون لكل مناسبة دينية رسماً مالياً توزع معه “العيديات النقدية والعينية”.
ففي عيدي الفطر والأضحى، كان الخلفاء يوزعون على الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة العيد مبالغ مختلفة من الدراهم الذهبية، مع توزيع كسوة العيد على موظفي الدولة، مصحوبة بمبالغ من الدنانير الذهب تختلف حسب رتبهم الوظيفية.
وكانت “العيدية” تحظى باهتمام أكبر في عيد الأضحى، فقد رصد الفاطميون لرسوم العيدية عام 515 هجرية، وخلال خلافة الحاكم بأمر الله نحو 3 آلاف و307 دنانير ذهبية.
تم توزيع “ذهب المعز” أيضا في صورة عطايا، عندما يذهب الناس إلى قصر الخليفة الفاطمي لتهنئته صباح يوم العيد، إذ كان الخليفة يطل عليهم من شرفة أعلى باب القصر، ليفرق عليهم الدراهم الفضية والدنانير الذهبية.
وعرفت تلك النقود باسم “العيدية” نظرا لارتباط الحصول عليها بقدوم العيد.
ولم تتوقف الدولة الفاطمية عن منح “العيدية” إلا في آخر أيامها، عندما اضطربت الأحوال الداخلية بسبب الحملات الصليبية على بلاد الشام وأطراف مصر الشرقية.