أفلام السعودية.. إنشاء أكثر من 2000 شاشة سينما عام 2030
الظهران: صُبرة
تواصلت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أفلام السعودية بعدد من عروض الأفلام التي لاقت اقبالاً كبيراً، إلى جانب الحضور اللافت للندوات والجلسات الحوارية والورش التدريبية، إضافة إلى تدشين عدد من إصادات المهرجان المعرفية، التي تنظمها جمعية السينما، ويحتضنها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، في مدينة الظهران، بدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.
ومن أبرز الفعاليات التي عقدت في اليوم الثالث من مهرجان أفلام السعودية أمس السبت، لقاء مفتوح مع الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، وعدد من قياداتها للتعريف بجهود الهيئة ومبادراتها، والإنجازات الحالية والخطط المستقبلية، والتواصل مع مجتمع الأفلام المحلي للرد على تساؤلاته عن قرب، وذلك ضمن الندوات التي قدّمها مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة.
البيت الأول للسينمائيين
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبدالله آل عياف، خلال الجلسة الحوارية، أنّ مهرجان أفلام السعودية، يعدّ البيت الأول للسينمائيين، وتفخر الهيئة بأنها الداعم الأول للمهرجان، كما تحدث عن الإنجازات التي حققتها الهيئة، كاشفاً عن طموح الهيئة في إنشاء أكثر من 2000 شاشة عرض في عام 2030، وأشار إلى وجود تخصصات الأنيميشن في الجامعات السعودية، متمنياً أن تكون المملكة مركزاً قوياً في صناعة أفلام الأنيميشن.
وبيّن آل عياف أنّ الأعمال المرئية والبصرية كانت موجودة ضمن جهات أخرى، وعند استحداث وزارة الثقافة وهيئة الأفلام، احتاج الأمر إلى إحداث تغييرات في عدد من الأنظمة.
أما عن سينما الطفل، فيرى أنّ السينما الموجهة للطفل مهمة جداً، وما هو موجود في الوسط السعودي والعربي يعد غير كافٍ، وأضاف “حالياً نبني قطاعاً كاملاَ للطفل، وسيتم عمل برامج وفعاليات تخص هذه الفئة”، كما أشار إلى عمل الهيئة على إدخال تعليم صناعة الأفلام في المدارس بالتعاون مع وزارة التعليم.
الوصول إلى صناعة مستدامة
من جانبه أوضح مدير عام تطوير القطاع والجذب الاستثمار عبدالجليل الناصر خلال الجلسة الحوارية، أن الهدف الأساسي لإدارته، هو تنمية سلسلة قيّمة للأفلام منذ بداية الفكرة إلى التوزيع، مشيراً إلى أن قيمة التوزيع والعرض في المملكة تصل إلى 3 مليارات ريال من خلال 5 مشغّلين أساسيين، والمشغل السادس سيفعّل قريباً، فيما أكد مدير عام الحوافز والترويج السينمائي ثامر الصيخان خلال الجلسة الحوارية، على أهمية المشاركة في المهرجانات الدولية و أنها تكمن في الترويج لصناعة الأفلام، وإقامة علاقات وشراكات تخدم الصناعة، إضافة إلى ستفادة المواهب من الجلسات والورش التي تعقدها المهرجانات.
فيما بين مدير عام الأرشيف الوطني للأفلام عبدالله العبدالله خلال الجلسة، أن الفكرة الأساسية للأرشفة، أن تكون مرجعاً يخدم صناعة الأفلام، كاشفاً أن 90٪ من الأفلام المعروضة في مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة، تمت الموافقة على أن تودع في الأرشيف، فيما عرّف مدير عام الاستراتيجيات والسياسات واللوائح مشاري الخياط الاستراتيجية في صناعة الأفلام، بأنها خطط قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، تبدأ من صناعة أفلام سعودية، إلى جمع الطموحات حتى الوصول إلى صناعة مستدامة.
وقال الخياط “بنينا استراتيجية طموحة لصناعة الأفلام بالكامل، ونسعى لترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي لصناعة الأفلام في الشرق الأوسط، وهذه أولى خطواتنا في المرحلة القادمة”.
ورش تدريب
من جهة أخرى أطلقت يوم أمس ورشتان تدريبيتان في مجال الإنتاج والتمثيل، ضمن فعاليات المهرجان بتوقيع خبراء عالميين متخصصين سينمائياً، بمعدل 20 ساعة وعلى مدى 4 أيام متتالية، وسط حضور أكثر من 60 متدرباً ومتدربة، وذلك بهدف تطوير مهارات المخرجين والممثلين السعوديين، وزيادة المعرفة ومستوى الاحترافية في الصناعة السينمائية.
وتناولت الورشة الأولى “علاقة المخرج والممثل في المشهد السينمائي”، قدمتا باللغة الإنجليزيّة، بالتعاون بين كل من الكاتب والمخرج ومنتج الأفلام المستقلة عضو هيئة التدريس في جامعة جنوب كاليفورنيا جيمس سافوكا، إلى جانب الممثل العالمي والمنتج جوناثن جريس، وتناولتا تحليل المشاهد للمخرج والممثل، خلق وفهم اللحظات المهمّة في المشهد، تطبيق عملي لتدريبات وقراءة الطاولة، حركة الممثل في المشهد، وتقنيات الممثّل لأداء أفضل.
أما الورشة الثانية والتي عقدت بعنوان “الإنتاج المشترك بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا”، وقدّمتها المنتجة والمديرة التنفيذية في ACHTUNG PANDA المدرّبة جميلة ونسكه، وتناولت الورشة عدة محاور، أبرزها كيف تبدأ الإنتاج المشترك مع أوروبا، ما هي العوائق والفرص، ونظرة عامة على الأسواق وأين يمكن مقابلة المنتجين الأوروبيين.
معمل تطوير السيناريو الطويل
من جهة أخرى، انطلقت فعاليات معمل تطوير السيناريو الطويل، الذي صمم ضمن برامج مهرجان أفلام السعودية المُتخصصة، بغرض تطوير ومناقشة المشاريع السينمائية السعودية الفائزة بمسابقة السيناريو غير المنفذ.
وعلى هامش المهرجان، عقدت جلسة نقاش يوم أمس عن فيلم “أغنية الغراب” الذي حصد تفاعلاً جماهيرياً كبيراً، وأكد مخرج الفيلم أن لدينا رصيد زاخر من الحكايات التي لم تُروَ بعد، وأنّ تركيزه على تناول الفترات الماضية في أفلامه أمر متعمد.
وعن فكرة الفيلم الرئيسية، قال “تدور فكرة الفيلم حول شاب بسيط محاط بمجموعة أشخاص وكل واحد منهم يسعى لجذبه إليه وجعله جزءاً من الأيديولوجية التي يؤمن بها”، وجدير بالذكر أن فيلم “أغنية الغراب” عرض في عدد من المهرجانات والمسابقات العالمية، وقد تم ترشيحه ممثلاً للمملكة في جائزة الأوسكار العالمية.
واستكمالاً لحفل توقيع الكتب التي يصدرها مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة، والمقام على مسرح سوق الإنتاج في “إثراء” تم يوم أمس، توقيع 4 كتب، هي “التحديقة ما قبل الأخيرة” ترجمة راضي النماصي، و”المبدأ الملك” لماهر منصور، و”ضحكات إيطالية” لعرفان رشيد، و”قطار الكوميديا” لمحمد رُضا.
وأشار راضي النماصي إلى أن الكتاب عبارة عن حوارات سينمائية لمخرجين عالميين مثل فورمان، تارانتينو، كريستوفر نولان، أما ماهر منصور فأوضح أنّ كتابه “المبدأ الملك” موجّه لكتّاب السيناريو الجدد، ومطوري النصوص ومقَيّميها، فيما بين عرفان رشيد أن “ضحكات إيطالية” محاولة لتقديم سرد مختصر لتاريخ وأصول الكوميديا الإيطالية.
المرأة في السينما السعودية
أما محمد رُضا فقال عن كتابه “قطار الكوميديا” هو كتاب تمهيدي تعريفي لمئة فيلم عالمي، عربي، وأجنبي، وقد تعمّدت فيه أن تكون الأفلام مختلفة المستويات بهدف التنوع، بينما يجمع بينها جميعا “رباط الكوميديا”.
أما ما يدور في برنامج “مقهى الأفلام”، تحدثت المخرجتان السعوديتان عهد كامل وهند الفهاد في الحلقة التي حملت عنوان “دور المرأة في المجال السينمائي ووضعها بين الماضي والحاضر” عن بدايتهما في العمل الفني وكيف واجهتا رفض البعض لعمل المرأة السعودية في مجال السينما، والتحديات التي واجهتاها في تلك الفترة، وعن وضع المرأة السعودية في السينما السعودية اليوم.
وحول وضع المرأة في السينما السعودية قالت المخرجة عهد كامل “هناك تحوّلات جذرية كبيرة في وضع المرأة في السعودية، وأنا سعيدة للغاية بأن الأجيال الجديدة من النساء لن تعيش المعاناة التي عشناها نحن في بداية عملنا في مجال الفن.”
أما هند الفهاد فقالت “هناك معاناة للمرأة العاملة في مجال الفن، على كافة المستويات وحتى على مستوى الأجور، لكن بالنسبة لحضور المرأة في السينما سنجد أن معظم الأفلام السعودية ركزت على دور المرأة في المجتمع، وهو أمر يُحسب للسينما السعودية”.