المخدرات ورّطت نصف نزيلات “الرعاية” و3 أرباع أحداث “الملاحظة” متخصصون ينادون الآباء والأمّهات لمعالجة جنوح الأبناء قبل فوات الأوان
القطيف: شذى المرزوق
كشفت حملات التوعية في المدارس ضد المخدرات، ومتابعة الإرشاد الطلابي لسلوكيات طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية؛ عن وجود حالات متدهورة وصلت إلى حد إدمان المخدرات.
يافعات بلغن حداً صعباً من استخدام المخدر، بل تجاوزنه إلى مستوى الترويج له، وأصبحن ألعوبة في يد المتاجرين بالسموم وكرامات الناس، مستغلين ضعف المراهقات في شن حملات شرسة استهدفت تخدير عقول وفكر شباب الوطن، من خلال الاستدراج العاطفي، ووسائل أخرى ملتوية كإثارة التحدي، أو غسيل المخ بأفكار مغلوطة تشجع الفتيات على تعاطي المخدرات.
من جهة أخرى تشهد دور الملاحظة الاجتماعية في المملكة وجود نسبة كبيرة من الفتيات المتهمات في قضايا استخدام وترويج المخدرات، ووصل المعدل لأكثر من نصف عدد النزيلات.
هذا ما كشفت عنه اختصاصيات تحدثن عن ارتفاع نسبة المدمنات في دور الرعاية، فضلاً عن الحالات التي تم اكتشافها بعد التحويل من لجان التوجيه والإرشاد في المدارس.
جاء ذلك خلال نقاش مشترك لعدد من اختصاصي اضطرابات الإدمان، والمعالجين النفسيين، الذين شاركوا في مساحة تويترية بعنوان “بلغ عنهم”، بثت بشكل مباشر قبل أيام، تضامناً مع الحملة الوطنية لمحاربة المخدرات، بتنظيم من فريق “معاً نرتقي” التطوعي.
وسردت إحدى الاختصاصيات قصصاً مؤثرة لحالات وصلتها من الإرشاد الطلابي لمدارس ثانوية البنات، منها محاولات انتحار سببها المخدرات، وأخرى لفتاة تم خداعها لاستخدام حبوب مخدرة بحجة اكتساب تأثير وقوة الشخصية.
فيما علَّقت الاختصاصية زين الشريف، على مستوى ارتفاع قضايا المراهقات المدمنات في دور الملاحظة، مؤكدة أن عدد الفتيات المتهمات باستخدام المخدر أو الترويج له تجاوز نصف النزيلات في الدار.
إحصائية مرعبة لمؤشر ارتفاع الهجمات الترويجية للمخدرات في جميع مناطق المملكة، وفتيات وأبناء الوطن هم المستهدفون، هذه الإحصائية أكدها المعالج النفسي سلمان الزايدي الذي لفت إلى أن دور الملاحظة الاجتماعية بشكل عام تعج بحالات من قضايا مخدرات مباشرة، أي ترويج، واستخدام، وقضايا غير مباشرة مثل السرقة تحت تأثير المخدر.
وأشار إلى أن دور الرعاية والملاحظة وصلت إلى أن 75% من النزيلات والنزلاء وقعوا في فخاخ المخدرات، بشكل أو بآخر.
من جانب آخر اتفق اختصاصيون ومعالجون، أن أبرز أسباب وقوع المراهقات فريسة للإدمان هو جسر التواصل المفقود بين الإبن أو الإبنة والأهل، وعدم الاحتواء الكافي للأبناء، ما يتسبب في انجرافهم وراء تيارات خطيرة كالمخدرات.
وأشار الاختصاصيون إلى مدى تأثير الحملة الوطنية ضد المخدرات في ارتفاع مستوى الاستشارة لعلاج المدمنين، بنسبة وصلت إلى 300% في مراكز الرعاية والتأهيل، والأعداد الكبيرة التي بدأت تتوافد بطلب العلاج بعيداً عن العقاب الذي سيواجه المدمن في حال القبض عليه من قبل الجهات الرسمية، التي شنت هذه الحملة قوية لمكافحة آفة المخدرات.