مقبرة “المدير التنفيذي” في “بعض” الجمعيات

حبيب محمود

جزءٌ من مشكلات “بعض” جمعيات القطيف؛ “معمول له عمل” و “مدفون” في “مقبرة” اسمها المدير التنفيذي..!

ولو أُجريَ “فحص فني” لدور هذا الـ “مدير” المسكين على أرض الواقع؛ لما وجدنا أكثر من “سكرتير” لا يعرف “ويش يبدّي.. وويش يخلّي” في يوميات العمل الاعتيادية..!

مدير تنفيذي “امْچَفَّت” حرفياً، لا يحكم، ولا يُقرّر، إلا بعد “الاستئذان” من مجلس الإدارة. وهذا المجلس؛ ما زال “يحكم” بعقلية السبعينيات؛ حين كانت مجالس الإدارات هي الأجهزة التنفيذية للجمعية. فمن يقرّر السياسات؛ هو ـ نفسه ـ من ينفذ الآليات اليومية، ومن يصوّتُ على قرار “استراتيجي” هو من يخوض تفاصيل العمل “التكتيكي”..!

وتحت هذه الطائلة؛ يُعيَّن “مدير تنفيذي” ليكون مجرد “منسّق إجراءات”؛ يمكن أن يعرقلُ عمله عضو في مجلس الإدارة، وأحياناً يراجعه حتى عضو في الجمعية العمومية…!

في “بعض” الجمعيات “يحشر” رئيس المجلس يديه حشراً، حتى في إجراءات صغيرة يمكن أن يؤديها “موظف” صغير يعمل تحت رئاسة مرؤوس “المدير التنفيذي”..!

وفي زمن الحوكمة والشفافية والهيكلة الفعّالة؛ لم يتغيّر شيءٌ في “بعض” جمعياتنا الخيرية. وما زالت “بعض” مجالس الإدارات تخلط صفة “متابعة التنفيذ” بصفة “جهاز التنفيذ” نفسه.

أمام هذا الواقع؛ ليس علينا أن نعجب من التردُّد في قبول وظيفة “مدير تنفيذي”، فشاغل هذه الوظيفة ـ في جمعية خيرية ـ لن يحصل على ما يُغريه مادّياً، ولا على ما يشجّعه معنوياً. مجلس الإدارة لديه الحل والربط في كلّ شيء، ولن يكون في المنصب أكثر من “وظيفة” نمطية مكرورة العمل، متشابهة الإجراءات، “منزوعة” الصلاحيات..!

“المدير التنفيذي” مسؤول عن يوميات العمل، ورجل علاقات عامة، وصانع أفكار، ومحرّك كوادر، وباحث عن فرص وعن شركاء يدعمون الجمعية، بالتنسيق مع مجلس الإدارة، ليكون مسؤولاً أمامه في تحقيق الأهداف المحددة، وضمن الآليات النظامية، والداخلية.

وبعد ذلك؛ هو محاسَب أمام المجلس عن مُجمَل أدائه ونشاطه وليس عن إجراء هنا، وقرار داخلي هناك..!

إذا لم يتحرك “المدير التنفيذي” ـ بحرية ـ في محيطه “التنفيذي” الذي تحدده الأنظمة واللوائح؛ فلن يتحقق أي اعتبار لأحد يشغل مثل هذا المنصب.

وإذا لم يكن المدير التنفيذي على الكفاءة التي يتوقعها مجلس الإدارة؛ فلا بدّ من بحث عن ذي كفاءة يتمتع بالقوة والدربة والدراية.