الطريقُ الذي

شفيق العبادي

إلى رفيق الدرب وصديق العمر عبدالعظيم ابوذيب

1-

الطريقُ الذي أسلْنا لُعابَه بحلوى أقدامِنا

حتى فاضتْ أشجارُه بأوراقِ العمر

بعضُها أجهضَتْه قرائحُ الخريف فلم تبارحْ خداجَه

واذَّخرنا البعضَ الآخرَ سطوراً لمجازاتِ أيَّامنا القادمة

مُتذَرِّعينَ بأنَّ الفكرةَ لم تنضجْ بعد

2-

الطريقُ الذي روَّضنا الوحشةَ فيه وأنرْناهُ بقناديلِ ضحكاتِنا

حتى سالتْ أوديتُه بقَطراتِ الفرح

3-

الطريقُ الذي رسَمنا فيه بئراً ولونَّاه بأسرارنا

حتى احمرَّتْ وجْنتَاه من فرط ما كسرْنا جرارَها

على مرأىً ومسمعٍ منه

4-

الطريقُ الذي أسْرى بنا دون شريكٍ وأسررْنا له

بأن سبعةَ أشواطٍ تحجُبنا عن شراكِهم

نحن الذين خَلعْنا ظِلَّنا منذُ سَفرٍ

لِنُغْرِقَهم في خَديعةِ المتاهة

جَريرتُنا أنَّنا لم نرْم كما الآخرين

بحلوى خُطُواتِنا لاسْتِثارةِ لُعابِ أقدامِهم

لهذا كُلَّما أَوْلَموا موائدَ رحيلِهم

لم نكن ظِلاَّ في أعقابِ رواحلِهم

5-

الطريقُ الذي اخْتَبرْنا شتاءاتِنا بغيومه

والطريقُ الذي اخْتبرنا غيومَه بأمطارنا

والطريقُ الذي اختبرْنا أمطارَنا بأرحامه

والطريقُ الذي اختبرْنا أرحامَه بنطافِ بُذورنا

والطريقُ الذي اختبرْنا بذورَنا بأجِنَّة أشجاره

والطريقُ الذي اختبرْنا أشجارَه بناياتِ أحزاننا

6-

لازال مسكوناً بحكايا

شَتلْنا فسائلَها حتى اخْتلجَتْ نبضاتُه بأحداثٍ

لازالتْ تنفخُ الحياةَ في رئَتيْه كلَّما تَنفَّس حروفَها

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com