ما قبل العقاب
محمد آل داؤود |
أمسكت الطفلة ذات العشرين شهرا كوب الماء لتشرب منه، وبعدما فرغت، وهى تضعه على الأرض مال وانسكب فأغرقت ما تحتها. رمقتها أمها، فانتفضت وهمّت بزجرها لكنها كظمت غيظَها واحتفظت بهدوئها، وبدلا من ضربها عبست في وجه طفلتها لترسل إليها رسالة واضحة برفض ما حدث، و”أن هذا خطأ فلا تفعليه مرة أخرى.”
لم يبدُ على الطفلة أي انفعال، ولم يبد عليها أنها فهمتْ شيئا، فقط أسفر ثغرها عن ابتسامة باهتة، ثم جرت إلى المطبخ تبحث فيه عما يسليها.
غفلتْ الأم عنها لحظات، ثم عادت تتفقدها، فإذا بالصغيرة تنبش الأكياس بأحد الأدراج، وتبعثرها على الأرض.. وفى هذه المرة همّت الأم بضربها، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، ونظرتْ إلى الصغيرة فإذا بها تُخرِج من تحت الأكياس قطعة قديمة من القماش، وتجري إلى حيث انسكب الماء، فتنحني على الأرض لتجفف البلل،حينئذٍ أهوت الأم إلي طفلتها، وضمتها في حضنها بقوة، وأسبغت عليها فيض الحب والتقدير.
عزيزتي الأم : ينبغي أن نتفهم أطفالنا قبل أن نعاقبهم.. فنواياهم قد تكون حسنة!.
نتعجل في إنزال العقوبة بهم، بينما يقومون بإبهارنا بنقائهم وصفائهم.
تفَهَّمي مقصود طفلك قبل أن تعاقبيه، فلربما ألغت نيتُه عقوبتَه