الشرقية في 5 أشهر.. تراجع الحوادث الجسيمة 19% والوفَيات 33% والمصابين 24% أمير المنطقة ترأس اجتماع "السلامة المرورية" وأطلق جائزة واستراتيجية
الدمام: صُبرة
كشفت لجنة السلامة المرورية في الشرقية عن تراجع الحوادث الجسيمة في المنطقة بنسبة 19% وانخفاض المتوفين بنسبة 33% والمصابين بنسبة 24%، وذلك في خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري (2023)، وأرجعت ذلك إلى الجهود الميدانية الضبطية، مؤكدة استمرار هذه الجهود، مشيرة إلى التأثيرات الإيجابية المتوقعة بعد إضافة 7 مخالفات جديدة لمنظومة الرصد الآلي، مطلع هذا الأسبوع.
جاء ذلك خلال ترؤس أمير المنطقة رئيس لجنة السلامة المرورية في المنطقة الأمير سعود بن نايف، اليوم (الثلاثاء) في ديوان الإمارة اجتماع اللجنة الدوري، بحضور أعضائها من الجهات الحكومية ذات العلاقة بالسلامة المرورية، إضافة إلى ممثلين عن شركتي أرامكو السعودية وسابك، وغرفة الشرقية، وعدد من أصحاب الخبرة.
محاسبة المتهورين
وشدد الأمير سعود على أهمية توعية المجتمع، والتزام الأنظمة المرورية، والابتعاد عن المخالفات المرورية بكل أشكالها والتزام السرعات المحددة لحفظ الأرواح والممتلكات، مشيراً إلى جهود الجهات الأمنية في تطبيق الأنظمة المرورية ومحاسبة المتهورين ومخالفي الأنظمة المرورية، مشيداً في الوقت نفسه إلى حرص ووعي المجتمع والتزامهم الأنظمة المرورية للحد من الحوادث.
وقال: “لقد ساهمت التقنيات الحديثة في التقليل من الحوادث الجسيمة، ونتطلع للاستمرار في توظيف الحلول الهندسية للحد من تكدس السيارات في بعض المواقع الحيوية، خصوصاً في أوقات الذروة”.
وخلال الاجتماع، أطلق الأمير سعود النسخة السابعة من جائزة المنطقة للسائق المثالي، التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي المروري وثقافة مستخدمي الطريق، حيث أصبحت مقصداً في رعاية وتعزيز مفهوم السلامة المرورية لدى عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
وفي بداية الاجتماع شكر الأمير سعود أعضاء لجنة السلامة على ما قدموه من جهود في تنفيذ مشاريع الاستراتيجية الأولى للسلامة المرورية في المنطقة، وما حققته اللجنة من نتائج إيجابية خلال الأعوام العشرة الماضية في تحسين منظومة السلامة المرورية في المنطقة، وبارك إطلاق استراتيجية السلامة المرورية بالمنطقة.
وفيات الحوادث
ثم قدم أمين عام اللجنة عبدالله الراجحي عرضاً يتضمن تقريراً عن مؤشرات الأداء وإحصاءات تفصيلية للحوادث الجسيمة في المنطقة، التي تشمل حوادث الوفيات والإصابات البليغة للخمسة أشهر الأولى من العام الجاري (2023) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 9%.
وقال “كانت هذه الحوادث في نمط تصاعدي خلال الربع الأول من العام الجاري، وقد بدأ هذا النمط بالانخفاض بداية من الشهر الرابع، واتضح أكثر في شهر مايو الماضي، بانخفاض الحوادث الجسيمة بنسبة 19% وانخفاض المتوفين بنسبة 33% والمصابين بنسبة 24%”.
الحد من الحوادث
ثم استعرض الراجحي بعد ذلك أبرز التحديات التي واجهتها منظومة السلامة المرورية في المنطقة في الآونة الأخيرة، مثل حوادث الانشغال عن القيادة، التي شكلت ما نسبته 37% من إجمالي الحوادث الجسيمة في المنطقة، وما تشهده الشرقية من وقوع حوادث الدهس، خصوصاً بالقرب من الأماكن التجارية حيث شكلت نسبة 23% من إجمالي أعداد الوفيات في المنطقة، وكذلك كثافة حركة الشاحنات على طرق المنطقة، وما تسببه من تكدس للحركة المرورية.
وأشار الراجحي إلى أن الأمانة العامة للجنة بدأت بالتعاون مع هيئة تطوير المنطقة الشرقية، بالعمل على دراسة شاملة لحركة الشاحنات لا يجاد حلول استراتيجية وشاملة في سبيل تحسين انسيابية الحركة المرورية على طرق المنطقة.
اللجان الفرعية
وأكد الراجحي أنه بناءً على توجيه رئيس اللجنة لجميع محافظي المنطقة، بضرورة التفعيل الأمثل لعمل لجان السلامة المرورية الفرعية في المحافظات، وذلك لتحسين مستوى السلامة المرورية فيها، عقدت الأمانة العامة للجنة العديد من الاجتماعات مع مسؤولي هذه اللجان، لمناقشة الأسباب والحلول للحد من الارتفاعات في الحوادث الجسيمة، مشيراً إلى أنه تم إعداد تقارير تفصيلية لمواقع النقاط السوداء للحوادث في المحافظات، وتزويدها للجهات المختصة، ليتم متابعتها ضمن جدول أعمال اللجان الفرعية، كما تم اقرار عدد من التوصيات المرفوعة إلى المجلس في المجالات الضبطية والهندسية والإسعافية.
استراتيجية السلامة
من جهة أخرى، استعرض الاجتماع مشروع تطوير استراتيجية السلامة المرورية في المنطقة للسنوات العشر القادمة، وموائمتها مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 بمشاركة جميع أعضاء اللجنة، وبتمويل من ارامكو السعودية، وذلك لضمان استمرارية ريادة منظومة السلامة المرورية في المنطقة في هذا المجال.
وفي سياق العرض، تم التطرق إلى ركائز الاستراتيجية التي تشمل هندسة الطرق، والبنية التحتية، وإدارة الحركة المرورية، ومستخدمي الطريق وسلوكياتهم، والمركبات، والاستجابة الإسعافية، كما تم التطرق إلى عوامل تمكين الاستراتيجية، مثل الضبط، والتوعية والتعليم، والتقنية والبيانات، ومشاركة القطاع الخاص، وقد ركزت الاستراتيجية الجديدة بشكل كبير على استخدام التقنيات والذكاء الاصطناعي في كل ركائزها كونها من أهم الممكنات التي تساهم في رفع مستوى منظومة السلامة المرورية.
وقدم الأمين العام شكره وتقديره لدعم أمير المنطقة ونائبه وتوجيهاتهما له، ولأعضاء اللجنة في سبيل الارتقاء بالسلامة المرورية في المنطقة، كما تقدم بالشكر إلى أعضاء اللجنة على تعاونهم الدائم والعمل التكاملي للوصول إلى مستهدفات اللجنة والحفاظ على الأرواح والممتلكات وسلامة مستخدمي الطريق واستمرار المنطقة الشرقية في ريادة السلامة المرورية في المملكة.
وفي الختام، شكر الأمير سعود جميع أعضاء اللجنة على المشاركة في تطوير استراتيجية السلامة المرورية في المنطقة، ودعا الجهات المعنية على مواصلة الجهود للحفاظ على الـمكتسبـات واستمرار ريادة المنطقة في مجال السلامة المرورية.