مركز الأمير سلطان الثقافي.. مشروع طال انتظاره

زكي ابوالسعود

قبل فترة كتبت عن حاجة القطيف لدور سينما، لما ستشكله من اضافة نوعية في منظومة الترفيه والسياحة في المحافظة.

وقد علق بعض الأصدقاء على مقالي بأن هناك مشروعاً عقارياً تحت الإنشاء سيتضمن داراً للسينما. ومع اني لم اقرأ ما يؤكد هذا الكلام صادرا عن جهة رسمية، الا اني اعتبرته خبراً موثوقاً، والامل هو أن يتم انجاز هذا المشروع وفق الجدول الزمني المخطط له ولا يطيل انتظار القطيف له.

وفي الاسبوع الماضي افتتح الأستاذ محمد رضا نصر الله متحف الخط الحضاري لصاحبه السيد حسين العوامي، الذي بدأ العمل على تجميع مقتنياته منذ ما يزيد على الأربعين سنة، كان حريصاً خلال هذه السنين على البحث والاستقصاء بجد واجتهاد مثابر عن كل ما يتصل بتاريخ القطيف وتراثها القديم ومسار تطورها الاجتماعي.

وضم ما يمكنه من اقتنائه لمحتويات متحفه حتى اصبح يضم مجموعة من المقتنيات الثمينة ذات القيمة الثقافية والتاريخية. وإذ تمكن السيد العوامي من الحصول على ترخيص رسمي لمتحفه بعد محاولات عديدة، فإن الأمل يراود اصحاب المتاحف الاخرى في أن يتمكنوا من الحصول على الترخيص الرسمي مثلما حصل عليه زميلهم العوامي من وزارة الثقافة.

والحقيقة إن في القطيف مجموعة من أصحاب المتاحف التي تتفاوت قيمة ونوعية وجودة محتوياتها، وهي جميعها تمت بمجهودات شخصية من أصحابها، صارفين عليها من مدخراتهم و مداخيلهم الفردية دون دعم أو مساندة من اي جهة حكومية.

والخوف أن تتعرض محتويات هذه المتاحف للتلف او الضياع او الاهمال، حين لا تجد لها من يعتني بها او ينميها بعدما يغادرنا اصحابها (بعد عمر طويل). فليس الأبناء يمتلكون ـ بالضرورة ـ نفس التفكير او الاهتمام او الهواية مثل آبائهم. ولنا مثال في تجربة المرحوم محمد الفارس، الذي كان اول قطيفي يمتلك متحفا شخصيا به من المحتويات الثمينة والنادرة، وقد  تناثرت بعد وفاته.
قبل فترة ليست بالطويلة من وفاته، واستجابة لطلب من الاستاذ محمد رضا نصر الله وافق المرحوم الأمير سلطان بن عبدالعزيز على اقامة مركز ثقافيافي القطيف على نفقته الخاصة، وفعلا تم البدء في المشروع في موقع جميل على كورنيش القطيف، وانجز هيكله الخرساني، ولكن ومع الاسف لم يتحقق للمرحوم الأمير سلطان إكمال هديته للقطيف، اذ توفاه الله قبل ذلك.
انه من المؤسف انه بعد ما بني جزء منه تُرك دون ان يكمل حتى النهاية لا من ورثة المرحوم الامير سلطان ولا من وزارة الثقافة.

وحالياً يجري الحديث عن محاولات لتحويله الى مبنى لاغراض تجارية تستفيد من ريعه البلدية. وهذا التوجه يتعارض مع الفكرة الاصلية للمشروع الذي تبناها المغفور له الامير سلطان، الذي لولا قناعاته بما لهذا المبنى من فوائد غير مالية لا حصر له لما امر بالبدء ببنائه.
خاصة ان القطيف اليوم واكثر من الامس اصبحت في امس الحاجة لمركز ثقافي يحتضن مختلف الفعاليات الثقافية والفنية والمعارض الفتية ونماذج من الصناعات الحرفية التي عرفت القطيفة بها.

القطيف تخلو من مكان مهيأ تقنيا ولوجستيا لاستضافة الامسيات الثقافية والفعاليات الادبية التي تُحيى بشكل اسبوعي في اماكن تنقصها الاستعدادات واللوازم الضرورية لاستضافة مثل هذه الفعاليات. ويمكن ايضا لوزارة الثقافة عبر هيئة المتاحف ان تفتتح فيه متحفا محليا يتم تجميع محتوياته من المتاحف الشخصية المنتشرة في القطيف، ومن المتبرعين الذين بين أيديهم مقتنيات أثرية قيمة بما فيها بعض المخطوطات والكتب القديمة ذات القيمة الثقافية النفيسة التي لا يعلم عنها الا اصحابها وبعض المقربين منهم.

وبذلك نحمي هذه المقتنيات من الضياع والتلف، ويتم حفظ حقوق اصحابها ونضمن بقاءها للأجيال القادمة، وثانيا سيكون للمدينة ذات التاريخ العريق والنشاط الثقافي والفني المعاصر مركزها الحضاري والثقافي، الذي سيكون معلما يعكس النهضة الثقافية التي نعيشها الآن. والأمل بأن تبادر وزارة الثقافة تحقيق هذا المطلب الذي سيكون تأكيدا على النهج الجديد للقائمين على الشأن الثقافي وإحياء تراثنا الوطني الذي لا تقدر قيمته بثمن.

تعليق واحد

  1. بدرة اكثر من رائعة يا ابو فهد وهكذا هم المخترعون والمكتشفون ينيرون الطريق وعلى الواعون ان يتبنوا مثل هذا الزرع ‏وسقايته ورعايته حتى يكبر ويثمر وهكذا هم المثقفون والحريصون على الوطنية

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×