شعراء “الهبّه”
قيس المهنا
(الهبّه) بتشديد الباء، كلمة محلية باللهجة الدارجة، ترادفها الموجة، وكما يقال مشى مع الهبّه أي ركب الموجة، فهناك من لا يطيب له إلا ركوب الموجة واقتحامها سلبا أو إيجابا.. لا يهم، فكل ما يهم أنه ركبها وسجل اسمه من الأوائل..
وأي أوائل هم..؟
لا أدري.
أن تكون شاعراً فتلك موهبة، وأن تكون أديباً فذاك عمل ومثابرة، وأن تكون بطلاً للـ “سوشيل ميديا” فتلك ضربة حظ، أو (وذ شيء) وهي الأعظم من بين كل ذلك.. أقلاً في زمننا هذا!
وماذا لو جمعت بين الشعر والأدب والـ “سوشيل ميديا”، فذاك نور على نور أو خير وبركة كما يقال.
وماذا لو كنت ذا وذاك، ووثقت لنفسك حفاظاً على تراثك ومنجزاتك فدرة ما بعدها درة.
ولكن تبقى درة الدرر وجوهرة العقد هو ما يوثقه عنك غيرك ويكتبه في حقك أترابك وأهل جيلك من شعراء وأدباء، فهم الأعرف بمكانتك أدباً وشعراً وكتابةً وفناً وتراثاً، وغيرها من الفنون.
وأن تكون شاعراً منفتحاً وتغني لك ماجدة الرومي أو فايزة أحمد، فذاك حسن، والأحسن أن تصدح بقصائدك فيروز أو أم كلثوم فنقول ربما سعيد عقل أو لعله أحمد رامي. أما أن تسير في ركب الانفتاح ثم يغني لك من لا هوية له ولا تاريخ إلا لمجرد ركوب الموجة فذاك ما لم نعهده من الشعراء الأجلاء.
وحسنٌ أن تُعطى شهادة “دكتوراخ” فخرية، لا نعلم مصدرها ولا قيمتها، وربما الأحسن أن تكون شهادة (فحمية).. وعفواً للخطأ المبضعي!!
وحسنٌ أن تصنع لنفسك تمثالاً جبسياً يجسد أعمالك، والأحسن أن يكون برونزياً فهو أقوى وأمتن وأكثر بقاء ولمعانا وبريقاً ليخطف الأضواء، فلا يكون إلا (عجلاً جسداً) أو كما قال الشاعر المعاصر:
والزعيم الذي حشرنا حمورا
بي بتمثاله العظيم جبانُ
فهلا كان تجسيدا لقوله:
ومن كان في الأرض البسيطة كوكبا
فلابد أن تختار إشراقه السما