أبطال الحج 6] جميلة المحاسنة: في ذاكرتي دمعة حاجّة لا يُمكن نسيانها تشارك للمرة الخامسة في خدمة الحجيج
القطيف: ليلى العوامي
للمرة الخامسة، تلتحق جميلة ناصر المحاسنة هذا العام، بطواقم وزارة الصحة، العاملة في خدمة الحجيج في الأراضي المقدسة، ممرضةً متطوعةً، في قسم العمليات.
وتعتز جميلة بهذا الاختيار، وترى فيه شرفاً لا يضاهيه شرف آخر، وهي تساهم في خدمة ضيوف الرحمن، ومساعدة المرضى منهم على إكمال فريضة الحج بصحة جيدة، وعزيمة لا تلين.
تجربة ثرية
وترى جميلة أن الانتداب متطوعةً في خدمة حجاج بيت الله، من أجمل التجارب التي مرت بها في حياتها، وتقول “بجانب كونها تجربةً اجتماعيةً ثريةً ومفيدةً، فأنا أكتسب من وراءها ثواب الله، لذا فهي نعمة وتوفيق من رب العالمين، تساعدني في التعرف على زملاء عمل جدد، من بقية مناطق المملكة”.
يوميات العمل
وتتطرق جميلة إلى يومياتها في الأراضي المقدسة. وتقول “يبدأ يومي صباحاً بجولة تعريفية للمستشفى الذي أعمل فيه، ثم حضور محاضرات، تخص آلية العمل، والتدريب على خطط حالات الطوارئ، وتجهيز القسم بالأجهزة، واللوازم الطبية خلال وقت وجيز، لإنقاذ من هم بحاجة إلى خدمات علاجية طارئة”
موقف صعب
وتختزن ذاكرة جميلة مواقف كثيرة، عاشتها أثناء انتدابها لخدمة ضيوف الرحمن. وتقول “من أصعب المواقف التي كنت شاهدة عليها، مشهد زوجة من حجاج بيت الله، كانت تبكي زوجها الذي تُوفي أمام عينيها”.
وتقول عن هذا الموقف “كنا في مشعر عرفة، داخل المستشفى، نعمل على خدمة المرضى، وفجأة سمعنا صراخاً قوياً وبكاءً شديداً، وخرجنا بسرعة، وإذا بمنظر رهيب؛ زوجة تصرخ بعد فراق زوجها المحمول على النقالة أمامها متوفياً، وكانت تبكي بشدة، وتردد “جئت معه إلى الحج حياً يُرزق، فكيف أعود معه وهو ميت؟.
وتتابع جميلة “رغم كثرة المواقف الصعبة، إلا أن هذا الموقف لن أنساه طوال حياتي”.