سباح محترف.. ولكن..
دكتورة زهراء محمد جواد*
اكتساب المهارة والاحتراف في رياضة ما أو هواية ما، يعني أن يكون الشخص لديه الخبرة والقدرة والمعرفة الكافية لممارسة الرياضة بإتقان وبكل سهولة لذلك الاحتراف في رياضة أو لعبة ما يقلل بشكل كبير الخطورة التي قد تنجم منها لأنه يكون على دراية بأصول السلامة، ولكن لا يعني تفادي الخطر بشكل كامل؛ فالاحتراف في رياضة السباحة لا يعني أن السباح المحترف لن يغرق.
وهناك عدة أسباب قد تؤدي لغرق السباحين المحترفين
- تعرض السباح إلى توقف القلب بسبب أمراض القلب الوراثية أو المكتسبة.
- السلوكيات الخاطئة
أولاً: الأمراض القلبية الوراثية:
هناك بعض الأمراض القلبية التي قد لا تظهر إلا بعد التعرض للرياضات التنافسية وكان من الضروري على الرياضيين أن يتم فحصهم بشكل دوري وعمل تخطيط القلب.
تصنف أمراض القلب الوراثية لدى الرياضيين إلى:
1-أمراض عضلة القلب الوراثية التي من أهمها اعتلال عضلة القلب الانسدادي الضخامي (HOCM).
2-كهرباء القلب مثل: الرجفان المصاحب إلى تضخم عضلة البطين الأيمن.
من الأسباب الأخرى إلى اعتلالات كهرباء القلب وتوقف القلب المفاجئ هي متلازمة “وولف باركنسون وايت” أو ما يعرف بمتلازمة سبق الاستثارة وهي إحدى العيوب الخلقية النادرة، التي تسبب مسار إشارات زائدة غير طبيعي بين الأذينين والبطينين مما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وفي الحالات النادرة تكون بلا أعراض ويكون أول علاماتها هو توقف القلب وهذا يحدث غالباً في أثناء ممارسة الرياضة.
3-اعتلالات شرايين القلب الوراثية
أمراض الشرايين التاجية الوراثية، ويلعب التشوه الخلقي الوراثي للشرايين التاجية السبب الثاني بعد تضخم القلب وتشكل 17%، أما الأمراض القلبية الوراثية الأخرى أو المكتسبة العضلية منها أو الأوعية الدموية أو اضطرابات الرجفان أو عدم انتظام في ضربات القلب تشكل الأسباب الأخرى بعد السببين الأوليين.
4-مشاكل الصمامات الوراثية
وكما تبين من الدراسات السابقة أن القلب السليم لدى الرياضيين في التشريح
1- متلازمة الرجفان الفجائي وكذلك اعتلال في تبادل الأملاح على مستوى عضلة القلب أو اعتلال في حجم عضلة القلب بنسبة 50% للسببين مجتمعين.
2 – الاعتلال في عضلة القلب أو التليف تتفاوت النسب وهي غير مؤكدة.
وكان لعدم توازن الأملاح في عضلة القلب الناتج عن فقدان السوائل وتعويضها دور آخر وكبير، كما حدث في الألعاب الرياضية العنيفة أو المنافسات الرياضية، التي تعتمد على الجهد وفقدان السوائل كما هو الحال في الإعياء الحراري في فترة الصيف.
ثانيا: ممارسة السلوكيات الخاطئة:
1-فرط التنفس المتعمد: عادة ما يلجأ السباحين إلى ممارسة التنفس السريع قبل الدخول إلى الماء ليتمكنوا من السباحة لمسافات أطول، لكن فعل مثل هذه الممارسة يشكل خطراً على الصحة، حيثُ ينخفض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم ويستعمل الأكسجين بسرعة عالية مما يؤدي لفقدان الوعي والغرق قبل أن يرتفع ثاني أكسيد الكربون في الدم (المحفز الرئيسي) للمستوى المطلوب لتحفيز الدماغ على الحاجة الطارئة للتنفس.
2- حبس النفس: من الممارسات الأخرى الشائعة هي حبس النفس لفترات طويلة الذي يتسبب في خفض مستوى الدم العائد للقلب من الرئتين وبالتالي خفض تروية الدم للدماغ الذي قد يؤدي للتشنجات والإغماء تحت الماء حتى قبل أن ينخفض مستوى الأكسجين في الدم.
ومن هذا المنطلق هناك بعض التوصيات للسباحين وللمؤسسات المعنية برياضة السباحة ومنها:
1-وجوب عمل الفحوصات الطبية اللازمة للسباحين في المسابقات التنافسية والاحترافية وخصوصاً من لديهم تاريخ عائلي في أمراض القلب أو التوقف القلبي المفاجئ.
2-استهداف فئة الشباب في الفحوصات لكونهم أكثر فئة معنية في المسابقات التنافسية وأكثر فئة قد تبدو لائقةً صحياً دون وجود أي أعراض.
3- تجنب الممارسات الخاطئة في السباحة كفرط التنفس أو حبس النفس ونشر الوعي في ملاعب السباحة بخطورتها.
4-التدرب على السباحة تحت أيدي اختصاصيين ذوي خبرة في كيفية التحكم في التنفس أثناء السباحة.
5-وجود منقذين ذوي كفاءة وعلى أهبة الاستعداد للتدخل الطارئ والقيام بالإسعافات الأولية.
ـــــــــــــــــ
*مراجعة د. نبيل محمد سعيد الخنيزي، استشاري أنف وأذن وحنجرة، المشرف العام على صحة الملاعب