مدخلي.. يا آخر المارّين في جسد..!
عبدالرحمن حسن
في رثاء الشاعر والصديق إبراهيم جابر مدخلي، الذي فجعنا وأوجعنا كثيراً نبأ وفاته.
ولأن آخر ما كتبهُ ابراهيم ـ أو ما سمعتهُ له ـ هي الابيات التي نشرها بصوتهِ قبل وفاتهِ بيومٍ؛ فقد كان لها أثرها في هذه المرثية وما ورد بين قوسين هو إقتباس من قصيدته:
خلفَ الكواليسِ أو ما بين صفحتِهِ
ألقى بهِ الحبُّ مبتلّاً بضحكتِهِ
“هزّي بعينيك” فاهتزت مدامعنا
وزحزح الموتُ نجماً عن مجرّتِهِ
مازال عطراً توارى خلفَ أغنيةٍ
مرّتْ أمامي وما مرّتْ كصورتِهِ
قبّلْتُها ضاحكاً من دون أن [يرني]
فقبّلتني مجازاً عن محبّتِهِ
“وأصعب الحبّ أن تحيا بلا أملٍ
وأن تحبَّ حبيباً” يا لغُربتِهِ
فأعجبتني ولا أُخفيهِ أن يدي
توجّستْ خيفةً ما بين دهشتِهِ
ولم أصدّقْ حروفاً من يدٍ مَرَسَتْ
على المجازِ ولم أعلمْ بنيّتِهِ
لله درّكَ إبراهيم هل سَبقتْ
منيّةُ الشّعرِ هل صِرنا بذمتِهِ؟
مازلت أسمعهُ همساً يقول لها
“ماذنبُ قلبي” ويستجدي لنجدتِهِ
“يا ليتهُ مات” بل يا ليتها انتبهت
ولم تصدّقهُ ليتاً في منيّتِهِ
يا شّعر يا آخرَ المارين في جسدٍ
يا ثاني اثنين يا عيني حبيبتِهِ
هل ما نقولُ مجازاً ليس يخطؤنا
أم ناظراها تجلّتْ في قصيدتِهِ
اقرأ أيضاً