“القبة الحرارية” تشعل طقس 7 دول عربية تغير المناخ سيؤدي إلى شرق أوسط غير صالح للسكن صيفاً بحلول منتصف هذا القرن
متابعة: صُبرة، وكالات، وسائل إعلام
تضرب موجة حر شديدة غير معتادة في هذا الوقت من العام منطقة الشرق الأوسط سجلت على أثرها العديد من المناطق أرقاماً قياسية في ارتفاع درجات الحرارة.
وبالرغم من أن هذه الظواهر المناخية المتطرفة لها جذور في أنظمة الطقس المختلفة، إلا أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يزيد من احتمالات وتفاقم قوة الظواهر الحرارية الشديدة في جميع أنحاء العالم.
ففي الولايات المتحدة، ارتفعت درجات الحرارة بدايةً عبر المناطق الجافة في غرب البلاد في أواخر مايو، مما تسبب في تفاقم الجفاف وساهم في تأجيج حرائق الغابات في ولاية أريزونا، ثم توسّعت رقعة المناطق المتأثرة بارتفاع درجات الحرارة وصولاً إلى مناطق الغرب الأوسط والشمال الشرقي، محطمة الأرقام القياسية.
وبالتزامن مع موجة الحر التي تشهدها الولايات المتحدة، تأثرت مناطق في الشرق الأوسط وجنوب آسيا بموجة حر شديدة مبكرة، دفعت درجات الحرارة إلى الارتفاع متخطية الـ50 درجة مئوية في خمسة بلدان على الأقل، وهي: عُمان والإمارات العربية المتحدة والكويت وإيران وباكستان، والتي عادة ما تشهد أعلى درجات حرارة خلال شهر يوليو.
في المملكة
وقد سجلت مدينة مكة المكرمة في 2 يونيو، ثاني أعلى مدينة بالعالم في درجة الحرارة، طبقا لما قاله عبدالله المسند، أستاذ المناخ السعودي، إن مكة المكرمة في يوم (عرفات) سجلت حرارة 48.2 درجة مئوية، كثاني أعلى مدينة بالعالم. كما سجلت كل من مكة المكرمة وحفر الباطن، والمدينة المنورة والإحساء ورفحاء أعلى درجة حرارة بـ46 مئوية.
مدن عديدة
وفي الإمارات العربية المتحدة، وصل ارتفاع درجات الحرارة يوم السبت (5) يونيو في بلدة سويحان الواقعة على بعد حوالي 70 ميلاً شرق إمارة أبو ظبي إلى 51.8 درجة مئوية، حطمت بذلك الرقم القياسي السابق لدرجات الحرارة في الإمارات خلال شهر يونيو.
ووصلت درجات الحرارة في مدينة العميدية جنوب غرب إيران إلى 51 درجة مئوية، بينما سجلت مدينة الجهراء الكويتية 50.89 درجة مئوية،
كما سجلت منطقة السنينة، وهي بلدة صحراوية داخلية في شمال سلطنة عُمان ، ارتفاعًا قدره 50.1 درجة مئوية، وتم تسجيل نفس درجة الحرارة في مدينة سيبي وسط باكستان.
وصف مؤرخ الطقس ماكس هيريرا الحرارة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى (سجلت درجات الحرارة أرقامًا قياسية في طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان أيضًا) بأنها “أقوى موجة حرارة في التاريخ في مثل هذا الوقت من العام”.
بالون طقس أبوظبي
سجل بالون الطقس المسائي ليوم الإثنين 7 يونيو الجاري، والذي تم إطلاقه من مطار أبوظبي الدولي، درجة حرارة تجاوزت 32.2 درجة مئوية وصولاً إلى ما يقرب من 5000 قدم فوق سطح الأرض.
سبب الارتفاع
يعود سبب هذا الارتفاع في درجات الحرارة في بداية الموسم إلى منظومة الضغط الجوي العالي، المعروف باسم القبة الحرارية. هذه المنظومة تعيق التيار النفاث شمالًا وتحد من فرص هطول الأمطار، مما يسمح بتكوين الحرارة أثناء تحويل السحب الباردة والجبهات، ويؤدي هبوط الهواء إلى ارتفاع إضافي في درجة حرارة.
وتتسبب القباب الحرارية مثل تلك التي تؤثر على الشرق الأوسط وآسيا في انتفاخ الغلاف الجوي عموديًا، حيث تتمدد الغازات عند تسخينها. وهذا يعني أن نقطة المنتصف من كتلة الغلاف الجوي، والمعروفة لأخصائي الأرصاد الجوية بمستوى 500 ملي بار، أصبحت الآن أطول من ملعب كرة قدم تقريبًا.
مستوى التهديد
يمكن أن تؤدي درجات الحرارة التي تتجاوز 48.9 درجة مئوية إلى إنصهار أقلام التلوين واعوجاج السكك الحديدية وتليين الأسفلت وإطالة مسافة إقلاع الطائرات والعديد من التأثيرات الخطيرة، حيث يعد ارتفاع درجات الحرارة أكثر أنواع الطقس فتكًا، وعدد الإصابات التي تسببها يفوق عدد الإصابات الناتجة عن الكوارث الطبيعية الكبيرة مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات.
غطاء القدر
وتحتجز القبة الحرارية الهواء العالي الضغط في مكان واحد، مثل “غطاء القدر”، وتؤدي هذه المساحات الكبيرة من الهواء الساخن إلى مزيج من درجات الحرارة الشديدة، وحرائق الغابات المدمرة، وظروف الجفاف.
وتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى شرق أوسط غير صالح فعليًا للسكن لعدة أشهر من السنة بحلول منتصف هذا القرن، فمثلا، وصلت الحرارة لمستويات قاسية يصعب التأقلم معها في الكويت والعراق خلال عام 2016، حيث سجلت درجات الحرارة 53.89 درجة مئوية.
سبع دول عربية
ونشرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، بيانات أولية، في بداية الأسبوع الجاري، أشارت إلى أن الأسبوع الأول من شهر يوليو الجاري، هو الأكثر حرارة هذا العام حتى الآن، وبحسب منصة “طقس العرب”، فإن الخرائط الجوية تشير إلى أن الكتلة الحارة ستؤثر على سبع دول عربية، وهي: السعودية، ومصر، والعراق، وسوريا، ولبنان والأردن، وفلسطين، خلال هذا الأسبوع.
ومن المتوقع أن تتحول الأجواء إلى الحارة في تلك الدول، وتصبح شديدة الحرارة في الأراضي العراقية، حيث يتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى نحو 51 درجة مئوية في العاصمة بغداد.
جدير بالذكر أن تقريراً للأمم المتحدة صدر في 27 مايو 2021 أشار إلى وجود احتمال بنسبة 40% لأن تزيد درجات حرارة العالم مؤقتاً خلال السنوات الخمس المقبلة بواقع 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل عصر الصناعة، مؤكداً أن هذا الاحتمال يتزايد، مما يزيد من الحاجة إلى دق “جرس تنبيه آخر” يحث على الحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.