محرم وجيل الشباب

عبدالله حسين اليوسف

دعيت من أحد الأصدقاء بمناسبة عقيقة لديه في بيته الكبير، الذي يضم مزرعة ومجلسا لإقامة مناسبات أهل البيت والمناسبات العائلية الخاصة به.

وبعد الغداء جلسنا لتناول الشاي المخدر على الحطب، اجتمعنا مع أبنائه الستة وكانوا في أعمار مختلفة كأنهم مرتبين حسب المرحلة الدراسية.

وبعد قليل حضر أصدقاء أبنائه وعددهم أربعة فلما اكتملنا جميعا أخذ صاحب الدعوة يسألني ماذا تقترح عليّ في هذه السنة من اختيار الخطيب والوقت والمحاضرات المناسبة لجيل الشباب حيث أبنائي وأصدقاؤهم وأبناء أخي يحضرون؟

 فقلت له: لما لا نجعلها جلسة حوار مع الشباب وهم المستفيدون كما ذكرت؟

فقال: كيف تجرهم أو تجذبهم  للنقاش وهم ممسكون بجوالاتهم ومنغمسون، إما بالرياضة أو اللعب الإلكتروني، أو التدريب في صالة كمال  الأجسام  والبعض غير محب للمجالس الحسينية والمساجد حتى لو قمت بتوجيهه يتهرب من ذلك بأعذار، مثل: عندي موعد النوم الغير منضبط أو ترتيب الأولويات لديهم؟

 قلت دعنا نجرب ورشة حوارية بدل من عملية سؤال وجواب لكن عرفهم بي كي يسهل الحوار معهم وأن يأتوا بالقرب منا.

وطلبت منهم أن يجلسوا بترتيب العمر الزمني لهم، فاستغربوا وسأل أحدهم: ماذا تريد منا نحن سنذهب بعد قليل إلى الملعب؟ قلت: له شكرا لصراحتك ولن أطيل عليكم فهذه السنة ستنتهي وشهر محرم سيبدأ.

فرد علي: سبق أن تحدثت مع أبي أن يُحضر خطيبا مميزاً ويقدم لنا محاضرات تناسب الحضور من الشباب ويستخدم بعض مهارات فن الإلغاء ولغة الجسد كما يتميز بعض الأساتذة في المدارس أو

دكاترة الجامعات باستخدام الأسلوب الأكاديمي المفيد.

قلت له هل يوجد فرق بين الخطيب والأساتذة الأكاديميين؟

 فقال: ربما يوجد فرق، لكن يوجد بعض الخطباء يحمل شهادة دكتوراه والبعض متعلم تعليما أكاديمياً أو متمرسا في الخطابة،

فعلينا اختيار الخطيب المناسب ونستفيد من خبرته الأكاديمية.

قلت له: شكرا لقد وضعت إصبعك على الجرح، وأيضا كلما أحب المستمع الخطيب أقبل عليه ونهل من علمه بشكل أفضل.

وأيضا هناك بعض الأمور المهمة كي ننظر للمجتمع، ونضع طائرة الدرون بكاميرا تلتقط الصوت والصورة، وتتحسس المجالس في المنطقة وتتخلل المجتمع بكافة طبقاته العمرية، واختيار الوقت والموضوع المناسبين؛ لأن معظم الخطباء يضعون جدولا للمحاضرات في الشهر ويقومون بمراجعتها مع مجموعة من الأكاديميين، ويعمل استبانة مع الجمهور وبعد المراجعة يأخذ ما يستطيع منها؛ لاختيار مواضيع يقدمها للمجتمع خلال العشرة الأولى أو يستفيد منها طول السنة.

وحتى لا أطيل عليهم طرحت بعض النقاط التالية:

أولا: نقاط القوة في المجتمع وكل واحد عليه أن يذكر واحدا أو اثنين فنجمعها ونناقشها وبعد ذلك تم تحديد أهمها.

2/نقاط الضعف.

 3/الفرص.

 4/التهديدات.

5/مواضيع وعناوين مقترحة.

6/وأخيراً توصيات.

وبعد المناقشة برز أحد  الأبناء، وقال: اقنع أبي واطلب منه هذه السنة نحن من نحدد الخطيب والمواضيع المطروحة له وأيضا أن نجلس معه قبل شهر محرم بمدة ونناقش ما نريد أن نسمعه حينها، وكذلك تنظيم المجلس وترتيبه باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك نقوم بعد ذلك بتلخيص الموضوع وعرضه على الشاشة ويقوم الخطيب بتقديم رسالة ليلية توعوية للشباب وبعد انتهاء المجلس وفقرة العزاء واختيار القصائد التي تتلمس المصاب والعقيدة أن يجلس الخطيب لمدة من 10-15 دقيقة لطرح أسئلة أو شبهات متعلقة بالموضوع، وأيضا يوضع صندوق لجمع الأسئلة في حالة عدم القدرة على الجلوس أو المناقشة كي يتم جمعها وترتيبها للخطيب ونهاية العشرة تخصص ليلة لطرح الأسئلة أو الإجابة عن التساؤلات التي تحتاج وقتا أطول.

 وبرز أحد الأبناء الذي كان لا يحضر المجالس والمناسبات الدينية إلا قليلا.

قال بعد هذا الطرح سأرتب وقتي ونومي لأحضر هذه المجالس، سوف أكون أول الحاضرين إن شاء الله.

وقطع كلامنا أحد الأبناء الصغار الذي انتقل إلى المرحلة المتوسطة لتوه وقال هل سأستفيد من تلك المجالس.. كما يستفيد أخوتي؟.

قلت نعم، على إخوتك أن يحددوا الموضوع مع الخطيب، وأن يكون مناسبا للمرحلة التي أنت فيها والاستعداد لمرحلة البلوغ والتكليف الشرعي. فهي مرحلة مصيرية بالنسبة لكم تحدد شخصيتك فيما بعد.

 وأخيراً شكرت الجميع على تفاعلهم وسوف أراقب ما يحدث معهم في هذه السنة؛ لنعمل تقييماً حول هذه التجربة وننقلها لكم فيما بعد.

وخلصت إلى النقاط التالية من الحوار والمناقشة:

1/نقاط القوة.

▪تسامح المجتمع وتقبل الاختلاف.

▪حب العمل التطوعي.

 الكفاءات العلمية في المجتمع القطيفي 

      ▪وجود المنابر كوسيلة تثقيفية.

 2/نقاط الضعف:

▪اضطراب القيم والمفاهيم.

 ▪ كثرة الطلاق والتفكك الأسري.

▪توسيع الحرية الفردية في مقابل المجتمع.

▪ثقافة الأنا والنزعة الذاتية,

3/الفرص:

▪وجود منصة علمية ودينية تبث الوعي الاجتماعي والديني. 

▪     برامج التأهيل ما قبل الزواج. 

      ▪انجذاب المجتمعات الأخرى لمجتمعنا.

 ▪    الاهتمام بالتوجيهات القصيرة في وسائل التواصل الاجتماعي.

وجود الأعمال التطوعية.

4/ التهديدات:

▪الهجمات الغربية المنحرفة والانفتاح الخاطئ.

▪تقديم الأمور الدنيوية على الدين.

      ▪التربية على الثقافة الغربية وإهمال الثقافة الإسلامية.

      ▪النقطة العمياء ولعدم معرفة الوالدين للأجهزة الإلكترونية.

5/ الأهداف:

      ▪نشر الثقافة الدينية وخصوصا للشباب. 

▪عمل تجمع بين الخطباء للتداول في شؤون المنبر ومستجدات الأمور وبالخصوص ما يهم الشباب. 

▪     إنشاء رابطات ولجان مجتمعية متعددة.

 6/العناوين:

▪حقوق الطفل وعقوق الآباء للأبناء. 

▪الشبهات المثارة في التواصل الاجتماعي.

      ▪نزعة التدين والمراهقة.

8وأخيراً ربما هناك نقاط مهمة أخرى لم يسعفنا الوقت الاتفاق عليها لضيق الوقت، وحتى لا نطيل اللقاء، ثم طلبت منهم اللقاء بعد انتهاء العشرة لنحدد هل تم التزام بعض الخطباء في حينا والأحياء الأخرى بالمعايير التي ذكرناها هنا أم لا؟

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×