3 يوليو الماضي أسخن يوم في تاريخ الكوكب منذ بداية عصر التصنيع تاريخيًا.. يونيو هو الشهر الأكثر سخونة على وجه الأرض منذ 120 عاماً
عودة ظاهرة النينيو ستؤدي إلى ارتفاع الحرارة في صيف العام المقبل
متابعة: صُبرة، ووكالات
حطم شهر يونيو 2023 جميع الأرقام القياسية السابقة الخاصة بدرجات الحرارة، إذ وصل إلى 0.16 درجة مئوية فوق الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2019. ولم يتم تسجيل درجات حرارة فوق المعتادة في يونيو، إلا في حقبة ما قبل التصنيع فقط، وفق ما أثاره خبراء بيئيون.
وأصبح يونيو 2023، “صاحب الرقم القياسي” لأدفأ شهر منذ عام 1940 على الأقل، محطما الرقم المسجل في 2019، وفق موقع “أكسيوس”.
إلى ذلك، كان يوم الاثنين (3 يوليو) أكثر الأيام حرارة في العالم على الإطلاق، حيث تجاوز متوسط 17 درجة مئوية على سطح الكوكب لأول مرة، وفقا للقياسات الأولية التي أجراها خبراء أرصاد جوية أميركيون. وتم تسجيل متوسط درجة حرارة الهواء اليومية على سطح الكوكب، عند 17.01 درجة مئوية من جانب هيئة تابعة للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
ويتجاوز هذا القياس الرقم القياسي اليومي السابق (16.92 درجة مئوية) الذي تم تسجيله في 24 يوليو من العام الماضي، وفقا لبيانات من المراكز الوطنية للتنبؤ البيئي التابعة للإدارة، والتي تعود إلى عام 1979. وعادة ما يستمر متوسط درجة الحرارة العالمية في الارتفاع حتى نهاية يوليو أو بداية أغسطس.
وتعود البيانات المستخدمة لتتبّع هذه الأرقام القياسية إلى عام 1940، ولكن العديد من العلماء يقولون إنه من المؤكد تقريباً أن درجات الحرارة هذه هي أعلى حرارة شهدها الكوكب منذ 120 ألف عام، بناءً على ما نعرفه من بيانات المناخ المستخلصة من حلقات الأشجار والشعاب المرجانية ونوى رواسب أعماق البحار.
ويرى تقرير موقع “أكسيوس” أن هذه البيانات مؤشر على تأثير ظاهرة النينيو في المحيط الهادئ الاستوائي، لأنها تضخم وتيرة تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
ويرى الموقع أن تقارير درجة الحرارة القادمة من الولايات المتحدة وحكومات أخرى من المرجح أن تصنف يونيو على أنه أسخن شهر أيضا.
وتحدث ظاهرة النينيو عندما تتضاءل الرياح القادمة من الشرق إلى الغرب، مما يؤدي إلى انتشار المياه الدافئة في الشرق، ومن ثم اختناق المياه الباردة، وارتفاع درجات الحرارة العالمية.
ويقول العلماء إن ظاهرة النينيو تحدث خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ويستغرق الشعور بأثرها الحراري شهورا، ما يعني أن من المرجح أن تسجل درجات الحرارة العالمية أرقاما قياسية جديدة عام 2024.
حذر العلماء من أن عودة ظاهرة النينيو المناخية في وقت لاحق من العام الجاري ستؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وتسبب موجات حر غير مسبوقة، بحسب ما أفادت صحيفة “الغارديان”.
وتأتي بيانات درجة الحرارة الشهرية من نموذج الكمبيوتر الأوروبي المعروف باسم ERA-5، بالإضافة إلى تحليل منفصل من وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.
وتنطوي هذه النتائج، وفق الموقع ذاته، على علامة تحذير مفادها أن وتيرة تغير المناخ في ازدياد، على الأقل على المدى القصير، مع درجات حرارة قياسية للمحيطات الدافئة على مستوى العالم لشهر يونيو، خاصة في شمال المحيط الأطلسي.
وتتمثل الصورة الأكبر في ذوبان الجليد البحري حول القارة القطبية الجنوبية الجليدية، حيث أصبح عند أدنى مستوى له على الإطلاق. وفي الوقت نفسه، هناك حرائق غير مسبوقة مشتعلة في كندا ودرجات حرارة جد مرتفعة في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لـزيكي هوسفاذر، رائد أبحاث المناخ، كان متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية حوالي 1.46 درجة مئوية أعلى من المتوسط، خلال مرحلة ما قبل التصنيع فقط (1850 إلى 1899). بعد تلك الفترة، كان شهر يونيو الأكثر دفئا في 2019، لكنه كان 0.16 درجة مئوية أكثر برودة من يونيو الذي مضى (2023).
تُظهر معلومات مناخية أخرى، بما في ذلك تلك الآتية من المراكز الأميركية للتنبؤ البيئي التابعة لإدارة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، رقما قياسيا في شهر يونيو، إذ تم تسجيل يوم الاثنين كأسخن يوم.
وكان الاثنين 3 يوليو أكثر الأيام حرارة على مستوى العالم منذ عام 1979 على الأقل، من حيث المتوسط العالمي لدرجة حرارة الهواء المطلقة.
ونظرا لأن شهر يوليو يميل إلى أن يكون أكثر الشهور سخونة على كوكب الأرض، فمن المحتمل أن يتم تجاوز هذه الأرقام القياسية في الأسابيع القليلة المقبلة.
ويراقب الباحثون تغير المناخ الذي يسببه الإنسان على مدى عقود من أجل إيجاد بدائل تقينا تداعيات التطور الصناعي.